عزفا على اوتار سمفونية حياة كريمة تأبد حبها منذ الازل لدى الإنسان فغازل الحطب بحثا عن النار، لاطمعا فى ميرة من جابوا كل الفيافى تسكعا متبارين مع كل ذئب" نواه القوت من حيث امه (ثم)
دعا فاجابته نظائر نُحَّلُ
يتدافع الموريتانيون الآن تناغما مع مشهد سياسى جديد قيد التشكل ، لامكان فيه لسكان البرزخ السياسى القديم . لا من الذين تعبدو طويلا فى محراب الاستبداد ولا من الراكعين فى معابد الأيديلوجيا ، ولا من الذين ....
ولاكذلك من الذين تجاوزوا فى عدْوُهم نقطة الوصول فخسرو السباق وما ملت اقدامهم كل دروب التسكع مجربين كل انواع السرى وكان اسراب الشنفرى تداعبهم
وتشرب أسآرى القطا الكدر بعدما
سرت قربا أحناؤها تتصلصل
لا إلى هؤلاء ولا ألائك يتدافع الموريتانيون فى مشاهد التدافع المهيب التى تزعج هؤلاء السراة لأنهم لم يجربو حكاية الأوطان .. لم يجربو قفر امرىء القيس فى زمالته هو الآخر مع ذئب نظير :
فقلت له لما عوى إن شأننا
قليل الغنى إن كنت لما تمول
كلانا إذا ما نال شيئا أفاته
ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل
الذين مازالو فى حلهم وترحالهم خارج محرابنا يقدسون من يتألهون ونحن نلعنهم ونردد فى أذان صلاتنا تشهدا واحدا لا نتبتغى من ورائه ميرة لا عند فاقديها من قوم ذئب الشنفرى ولا عند ما لا يملكون من شأننا إلا ما يبيح لهم أن نتصرف كما نريد ويريدون .. ولو أننا أحيانا لا نتلاقى فى(مانريد )
التجربة المريرة التى مربها المريتانيون بعد انتفاضتيْ 1985 و 1992 والتى كانت أحد الدوافع الرئيسية لهجرات متعددة سلكت فيها الكثير من العقول الموريتانية كل دروب الانتجاع ذلك الانتِجاع الذى وإن جلب رخاءا ماديا على مستوى بعض الافراد وحتى على مستوى الدخل الوطنى بشكل عام نظرا لما يوفره من سيولة مفقودة لولاه نظرا لتكدس الثروة فى يد من يحكمون (علينا ان نقول هذا) لكنه جعل من العقل الموريتانى المهاجر عقل حلوى يقيس الأمور بذلك النمط وهو أمر منبوذ عندنا هنا نحن السائحين فى محراب الحرية، نصنعها بقوتنا ،بعزائمنا ، صغناها بأن صدحنا بأعلى أصواتنا فى وجه الذين ظنوا أن بالامكان أن يُعبدو وأخيرا تأكدو وهم بعيدون الآن منا أنهم كانوا فى وسوسة لاتصل إلى مجرد الحلم حتى ...
المشهد السياسى الجديد يسع الجميع لأنه :من نسج الجميع :من قوة الصابرين هنا من إنصاف البعض للبعض..
من حب كل لحصا هذه الأرض ..
من حاجة الأرض إلى كل عقل موريتانى حرم الحياة الكريمة هنا فبحث عنها هناك ثم عاد ولم يوصم بأنه عاد بحثا عن وفادة أو سقاية أو...الكل ينتمى إلى المشهد الجديد ..
فى كل بقاع الدنيا تتغير المواقع السياسية للأحزاب والأفراد والمنظمات ولانسمع من الشتايم الا ما له علاقة بالمشهد السياسى ونحن فى هذا المشهد منحدرون من واقع جديد ملامحه الأساسية يرسمها غياب شخصيات ظلت الى حد قريب تتصدر المشهد السياسى أو على الأقل هكذا ينظر اليها' مثل أحمد ولد داداه ومسعود كما نشهد حالة نكاد نتفرد بها فى منطقتنا وهى حالة الرئيس المغادر وآخر منتخب ! ومهما يكن فإن هذه أمورلابد أن نتقبل على ضوئها تصدعات حزبية وانتقالات على غرار المواسم الرياضية ..لا أريد أن أصل الى مقارنة تلك التصدعات بالانتقالات الرياضية مثل بيع النادى الفلانى لهذا اللاعب أوشراء آخر له! لكن على الأقل نحن فى موسم سياسى
الانتقالات السياسية ليست جديدة ..إنها تلبية لتجاوب السياسيين مع الخارطة الجوسياسية الجديدة للعالم ..إنها نوع من التعاطى مع الواقع ..إنها تاتى تجنبا للجمود القاتل .. انظر مثلا ما حدث من تصدعات سياسية فى فرنسا وتشكل مشهد سياسى جديد منه خرجت حركة إلى الامام بقيادة ماكرون..
وعلينا أن نتفاخر بهذا ..وأعتقد أن الجيش الجزائرى والسودانى يستلهمون منا ما يقومون به الآن من تجاوب مع إرادة شعوبهم .. نحن فعلا أساتذة العرب ليس فى الشعر فقط بل فى السياسة أيضا وقد شهد لنا الإعلامى فيصل القاسم بذلك فى إحدى حلقاته فقال ما معناه أنه اذاكان يوسف مقلد يصفنا بارض المليون شاعر فاننا ايضا ارض المليون سياسى ..
كفاكم أيها الكتاب الراكعون فى معابد الحلوى والسباب والشتائم .. لاتلبسو الشخصية الموريتانية بأدران أوزار زينة القوم التى حملكم إياها السامرى حينما أضلكم . يوما( بعجل جسد له خوار)الآن أنتم تنعمون بحرية التعبير ..لكم ذلك.. لكن ليس عليكم أن تحيطو الصورة الناصعة لمجتمعكم بظلام أفكاركم .
هناك مشهد سياسى جديد قيد التشكل ..من شاء فليومن ومن شاء فليكفر.