ما جرى يوم الأحد الماضي في أكجوجت كشف سوءات أجهزتنا الأمنية التي أسفرت عن وجهها القبيح في مقتل شاب في مقتبل العمر كان يمارس حقه في الإضراب مع رفاقه المعتصمين في خيم لم يكن يوازي إصرارهم على نيل حقوقهم إلا حرصهم على الإحتجاج بسلمية ومسؤولية،فلم يلقوا حجرا ولم يمنعوا زملاءهم الممتنعين
عن الإضراب عن العمل ولم يتحرشوا ب"السادة الأجانب" الذين حولتهم الإدارة إلى أصنام تسبح بحمدهم وتقدس وتذود عن حوزتهم و"كرامتهم" ونسيت هي نفسها أن تدافع عن "كرامتها".
لم يكن ولد المشظوفي سوى مواطن يبحث عن قوت من عريق الجبين ولم يكن شريرا ولا إرهابيا من القاعدة،حتى تصيبه أجهزتنا الأمنية المجنونة بسياطها وهراواتها حد القتل..لقد أدركوه وهو يصلي فهل الصلاة جريمة في هذا الوطن؟
قبل يوم واحد فقط من مقتل الشهيد ولد المشظوفي قضى سبعة من شبابنا في تحطم طائرة عسكرية عندما قرر"قائد مغوار" أن على الطائرة أن تقلع لتأدية مهمة عاجلة ل"سادة الذهب" في تازيازت وهو يعلم أن الطائرة غير قادرة على الطيران بعدما أشعره الملاح أن فيها خللا فنيا، ولكنه أصر على تنفيذ"أوامره" من أجل سواد عيون"السادة الأصنام" في نسختهم الذهبية.
في أكجوجت جاءت مفرزة من ال"الحرس الوطني" لم تتعلم في حياتها وتكوينها أن لإنسان هذا الوطن قيمة ولا كرامة ولا أهمية اللهم غدا عندما يكون مطلوبا للتصويت للقائد الملهم الذي يفوز بالتزكية، فقتلت محمد ولد المشظوفي بدم بارد(عندما أخبرهم رفيقه الذي كان مربوطا معه بقيد من حديد أنه توفي قال له أحد المغاوير: فليمت ..ليس مهما)،فهل وصلنا إلى هذا الهوان حتى غدا موت روح من لحم ودم مسألة غير مهمة.
هكذا قام حرسي بغيض بقتل شاب ترك وراءه أما تحترق كبدها ألما على فلذتها وأخوات يعتصرهن الأسى على معيلهن الوحيد وأبناء فقدوا حضن الأبوة وحنانها عندما قرر ذلك الوحش أن قتل المواطن في هذا "الوطن" مسألة لا تستحق الإهتمام.
للتنبيه 1:(عندما كانت المعارضة تعتصم أمام مسجد اين عباس جهزت الحماية المدنية عشرات الصهاريج لفضه ولكنها عندما كانت أجساد الشباب تحترق في الطائرة بخلت عليهم بصهريج واحد)
للتنبيه 2:( عندما اختطفت القاعدة في أزواد مواطنا فرنسيا قرر نظامنا خوض حرب لتحريره فقدنا فيها خيرة رجال الجيش،وعندما اغتالت أجهزة قمعه محمد ولد المشظوفي بخل عليه حتى بحضور جنازته حتى لا يظن أحد أن للمواطن في هذا"الوطن" أي أهمية.
للتنبيه 3: يقال، والله اعلم، إن الرئيس قاتل لشعبه:
يا قوم كلا لا وزر أنا القضاء والقدر
لن تهربوا من قبضتي يا حثالة البشر