السعادة والنجاح ومفاهيم أخرى للتأمل (2) / الشيخ بحيد بن الشيخ يربان

(7)الدُّنيَا وَالآخِرَةُ الدُّنيَا دَارُ اختِبَارٍ وَفَنَاءٍ ، وَالآخِرَةُ دَارُ جَزَاءٍ وَبَقَاءٍ.

فَإذَا سُخِّرَتِ الدُّنيَا لِطَاعَةِ اللّهِ تَعَالى كَانَت شَقِيقَةً لِلآخِرَةِ وَرَبِحَ صَاحِبُهُمَا ، وَإِذَا سُخِّرَت لِمَعَاصِيهِ كَانَت ضَرَّةً لِلآخِرَةِ وَخسِرَ صَاحِبُهُمَا.

وَقَد أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِبِنَاءِ الدُّنيَا وَتَعمِيرِهَا بِالحَلالِ ، وَالأَخذِ  بِأَسبَابِ الغِنَى وَالقُوَّةِ وَاستِثمَارِهِمَا فِي وُجُوهِ الخَيرِ لِأَجلِ الآخِرَةِ. فَالمُوَفَّقُ مَن أَسعَدَهُ  اللّهُ  تَعَالَى  بِالِإسلَامِ  وَاتّخَذَ دُنيَاهُ مَطِيَّةً لِأُخرَاهُ فَسَخَّرَهَا لِطَاعَتِهِ وَاكتَسَبَهَا مِن حِلِّهَا وَأنفَقَهَا فِي سَبِيلِهِ، وَأَعطَى لُكِل ذِي حَقٍّ حَقَّهُ.

وَالشَّقِيُّ مَن أَغوَاهُ الشَّيطَانُ وَغَرَّتهُ دُنيَاهُ وَزَهرَتُهَا،  وَشَغَلَتهُ  زِينَتُهَا وَزُخرُفُهَا  عَن أُخرَاهُ،  فَلَم  يُؤَدِّ حَقَّ اللّهِ تَعَالَى فِيهَا ، وَانغَمَسَ فِي حَرَامِهَا، وَغَرِقَ فِي شَهَوَاتِهَا وَشُبُهَاتِهَا، وَأنفَقَ مَالَهُ فِي وُجُوهِ الشَّرِّ وَالفَسَادِ، وَظَلَمَ العباد.

والإِسلَامَ  يَدعُو إِلَى العِلمِ وَالعَمَلِ وَالقُوَّةِ وَتَحقِيقِ العِزَّةِ وَصِيَانَةِ الكَرَامَةِ، والتَّكافُلِ بَينَ المُسلِمِينَ ، وَتَبَوُّؤِ الرِّيَادَةِ بَينَ الأُمَمِ.

لقوله عز وجل:( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) [القصص:77] ، وَلقولَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآلهِ وَسَلَّمَ : (إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا) رواه الإمام أحمد في "المسند" والإمام البخاري في"الأدب المفرد".

(8)النَّجَاحُ

النَّجَاحُ تَوفيقٌ في تَحدِيدِ الأَهدافِ ، واختِيارِ الأَسبَابِ واستِثمارِ النَّتائِجِ.

فيَكونُ مَنشَأُ الأهدافِ نِيَّةٌ صَالِحَةٌ ، وَوَسِيلَتُها مَشرُوعَةٌ ، وَغَايَتُها مَرضَاةُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَإذَا اختَلَّتِ الشُّرُوطُ الثَّلاثَةُ أو وَاحِدٌ مِنها حَصَلَتِ الخَسَارَةُ في نَظَرِ الشَّارِعِ.

وَما دَامَ المَرءُ مُتَمَسِّكًا بِالدِّينِ ، وَساعِيًا إلَى تَحقِيقِ مُرادِ اللّهِ سُبحانَهُ فَهُو نَاجِحٌ شَرعًا وَلَو لَم يَبلُغِ المَقاصِدَ في نَظَرِ النّاسِ.

وَلِكُلِّ نَجَاحٍ سَكرَةٌ تُعمِي وتُصِمُّ ، فَمَن كانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ  تَواضَعَ وَرَشَدَ ، وشَكَرَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلاَ ، وَمَن كانَتِ الدُّنيَا هَمَّهُ تَكَبَّرَ وَطَغَى وَاجتَالَتهُ الشَّيَاطِينُ.

قال الله تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِين)ُ [الحج:11].

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ) [رواه مسلم].

(9) السعادة

السَّعادَةُ فَرَحٌ بِإِدْراكِ لَذَّةٍ مَادِّيَةٍ أو مَعنَوِيَّةٍ ، تَتْبَعُهُ نَشْوَةٌ تُخَفِّفُ الأَحْزَانَ ، أوْ تُنسِيهَا وَلَو بَعدَ حِينٍ.

وَهَذِهِ السَّعادَةُ يَشعُرُ بها النّاسُ أجمَعُونَ وَلكِنَّها تَخْتَلِفُ أسبابُها مِن شَخْصٍ لِآخَرَ ، كما يختلفُ أثرُها حَسَبَ دينِ المرءِ وَاهْتِمامِهِ ، وَدَرَجَةِ تَعَلُّقِهِ بِمُبْتَغاهِ.

وَسَعادَةُ المُسلِمِ ثَمَرَةٌ لِلإيمانِ وَعَمَلٌ بِالأَركانِ وَتَعَلُّقٌ بِالجِنَانِ. وَحَقِيقَتُها طُمَأنِينَةٌ قَلْبِيَّةٌ وَسَكِينَةٌ نَفسِيَّةٌ ، وَإشْرَاقَةٌ روحِيَّةٌ ، وَصَلاحٌ لِلحالِ يُرَسِّخُهُ الدِّينُ،  وَالقَناعَةُ بِالدُّونِ مِنَ الدُّنيَا ، وَطَلَبُ  الأَعلى مِنَ الآخِرَةِ ، وَالتَّسْلِيمُ بِالقَضاءِ وَالقَدَرِ.

وَأمَّا المَناصِبُ والمالُ فَهِيَ وَسائِلٌ تُمَكِّنُ المَرْءَ مِن مُبْتَغاهِ، وَتُوصِلُهُ إلى مَقاصِدِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ.

فَإذا اسْتُثمِرَتْ هَذِهِ الوَسائِلَ في الدُّنيا عَلى نِيَّةِ الآخِرَةِ أسْعَدَتْ في الدَّارَيْنِ أبَداً،  وَ إذا اسْتُثمِرَتْ لِلدُّنيا خَاصَّةً مَتَّعَتْ قَليلاً ، وَأَشقَتْ في الآخِرَةِ طَوِيلاً.

فَسَعادَةُ الدُّنيا صِحَّةُ البَدَنِ وَتَوَفُّرُ العَيْشِ والأمن ِفقط.

وَليسَت السّعادَةُ المطلقة بِنَيلِ الدُّنيا وَحُظوظِها فَحَسْب ، وَإنَّما السَّعادَةُ بِالتَّوْفيقِ لِعَمَلِ الصّالِحاتِ التي يُسْعَدُ بِقُبُولِها فِي الدَّارِينِ يَقِيناً.

قالَ الإمَامُ إبراهِيمُ بن أدهَمْ رَحِمَهُ اللّهُ تعالى: «لَو عَلِمَ المُلوكُ وَأبْناءُ المُلوكِ ما نَحْنُ فِيهِ مِنَ السُّرورِ وَالنَّعِيمِ إذًا لَجَالَدُونا عَلَيهِ بِالسُّيوفِ».

[حلية الأولياء(٧/ ٣٧٠)].

وقالَ اللّهُ تعالى:

(فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) [هود:108-105].

وقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّهُ عليهِ وآله وسلّم: (عجبًا لأمرِ المؤمنِ ، إنَّ أمرَه كلَّهُ له خيرٌ ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ ، إن أصابتْهُ سرَّاءُ شكر وكان خيرًا لهُ ، وَإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبرَ فكانَ خيرًا لهُ)[مسلم].

(10) الصّداقَةُ وَالأقنِعَةُ

الصّداقَةُ صِدقٌ وَمَحَبَّةٌ، وَمَوَدَّةٌ وَوفاءٌ ، وَتعاوُنٌ على الخيرِ. وَالقِناعُ ما يُستَرُ بهِ الشّيءُ على وَجهِ الإِخفاءِ أو التّلبِيس. وَهُوَ مَمدوحٌ إذا وافَقَ الشّرعَ مثلَ: قِناعِ المَرأةِ وَهُو حِجابُها وَقِناعِ الحَياءِ وهُوَ الحِشمَةُ والعِفّةُ وَنَحوِها.وَيكونُ مَذمُوماً  إذا خالفَ الشّرعَ مثلَ قِناعِ الخِيانَةِ والنّفاقِ ،وَهُوَ مِن الكبائِرِ. وَقد غَلَبَ استِعمالُ الأقنِعَةِ في المعنَى المَذمُومِ الذي يَتَعَلّقُ بالكذِبِ والخَدِيعَةِ والغِشّ.

فهذهِ  الأقنِعَةُ المُزَيّفَةُ سُرعانَ ما تَنكَشِفُ وَتَتَساقَطُ أمامَ فِتَنِ الحَياةِ وَنوائِبِهَا. وَلعلّ الصّداقةَ أكثرُ العلاقاتِ تأثُّراً مِن تِلكَ الأقنِعَةِ وَأضرارِها ، فالصّديقُ لا يَعدُو مِن أمرَينِ إثنين ، فإذا كانَت  صُحبَتُهُ  للّهِ  تعالى  حَرِصَ  عليها  وَصانَها  بالصِّدقِ وَالنَّصِيحَةِ ، وَتَأدِيَةِ حَقَّها لأنّهُ مُتَعَبِّدٌ بها للّهِ عزّ وجلّ، وَإذا كانت صُحبَتُهُ للدُّنيا خَرَجَ عَن طَورِهِ، وَتَقَنَّعَ بالزّورِ وَالدِّعايةِ وَلم تَزَل عَلاقاتُهُ تَتَقَلَّبُ بَينَ المَدِّ وَالجَزرِ حَسَبَ إقبالِ الدُّنيا وَإدبَارِهَا  حتّى يُفارِقَ أو يُفارَقَ، وَليسَ ذلِكَ مِن أخلاقِ الإسلامِ في شيءِِ.

قالَ اللهُ تعالى: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا  يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) [البقرة:9].

وقالَ رسولُ اللّهِ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّم : (تجدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذا الوَجهَينِ الذي يَأتي هَؤُلاءِ بِوَجهٍ وَهَؤُلاءِ بِوَجهٍ) [رواه البخاري ومسلم].

(11)الزَّوَاجُ

الزَّواجُ كَفاءَةٌ وَحَصَانَةٌ ، وَسَكَنٌ وَرَحمَةٌ ، وَ حُسنُ عِشرَةٍ ، وَتَقَاسُمٌ لِلسَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ، وَتَعاوُنٌ عَلى البِرِّ وَ التَّقوَى. وَقَد كُلِّفَ الرَّجُلُ بالقِوامَةِ، وَجُعِلَت العِصمَةُ بِيَدِهِ ، وَهُو مَسؤُولٌ عَن إِصلَاحِ أُسرَتِهِ وَحِمَايَتِهَا.

وَفَرَضَ الشَّارِعُ تَأدِيَةَ حُقُوق الزَّوجِيّةِ كُلِّهَا ، وَصِيَانَتَهَا عمَّا يُعَكِّرُ صَفوَهَا.  وَالطَّلَاقُ  حَلٌّ  شَرعِيٌّ  للنِّزاعَاتِ  الزَّوجِيَّةِ المُستَحكَمَةِ وتَداعِياتِهَا. وَيَجِبُ على الرَّجُلِ  رِعايَةُ  أَولادِهِ

وَتَربِيَتُهُم قَبلَ الطَّلَاقِ وَبَعدَهُ لأَنَّ حَقَّهُم ثَابِتٌ شَرعاً.

فلا يَرضَى عاقِلٌ أن يُضَيِّعَ أولادَهُ، ويُيَتِّمَهُم في حَياتِهِ فلا يُنفِقُهُم ، وَلا يَتَفَقَّدُهُم في عِيدٍ وَلا في غَيرِهِ.

وَلا  تُحرَمُ  أُمٌّ مِن  وَلَدِهَا ، وَلا وَلَدٌ مِن وَالِدَيهِ.

وَالوَالِدَانِ سَبَبٌ لوجُودِنَا في  الدُّنيَا  ، وَلِعِظَمِ حَقِّهِمَا قَرَنَهُ اللّهُ تَعَالى بِحَقِّهِ سُبحَانَه ، فيَجِبُ على الأَولادِ بِرُّ وَالِدِيهِم  وَالإِحسَانُ إليهِم ، وَالدُّعَاءُ لَهُم ، وَصِلَةُ أرحَامِهِم  وَأصدِقَائِهِم في حَيَاتِهِم وَبَعدَ مَمَاتِهِم.

وَالبَارُّ بِوَالِدَيهِ يَبَرُّهُ أبنَاؤُهُ ، وَيَنَالُ رِضَا اللّهِ تَعَالى وَ يُوَفِّقَهُ  وَيُجِيبُ دُعَاءَهُ،وَ يُصلِحُ لهُ دُنيَاهُ وَأخرَاهُ ،وَأمّا العاَقُّ فَجَزَاؤُهُ مِن جِنسِ عَمَلِهِ العِياذُ باللّهِ تَعَالى. قال الله سبحانه:( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [البقرة:228].

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليهِ وآله وَسَلّم:

( إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيكَ حقًّا، وَإِنَّ لِبَدَنِكَ عَلَيكَ حَقًّا، وَ إِنَّ لِأهلِكَ عَليكَ حقًّا، وَإِنَّ لِزَورِكَ (ضيفك) عَليكَ حقًّا، فَأعطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ) [رواه البخاري ومسلم].

(12) حُسنُ الظَّنِّ

الأَصلُ في المُسلِمِ الاِستِقامةُ، والظّاهِرُ مَناطُ الحُكمِ، والباطِنُ سِرٌّ بينَ العَبدِ ورَبّهِ سُبحانَهُ؛ فحُسنُ الظَّنِّ عَدلٌ واجِبٌ،وسُوءُ الظَّنِّ ظُلمٌ مُحَرَّمٌ.و مُحسِنُ الظَّنِّ مُصِيبٌ ولو خالَفَ الواقِعَ ومُسِيءُ الظَّنِّ مُخطِئٌ و لَو وافَقَ الحَالَ.

وظَنُّ السُّوءِ مُسخِطٌ للّهِ تعالى، ومُنَغِّصٌ للحَياةِ ، ومُفضٍ إلى الشِّقاقِ وجَالِبٌ لِلأَعداءِ.

وَأمّا إظهارُ الفِسقِ فَمُورِثٌ لِسُوءِ الظَّنِّ ، ومُسقِطٌ لِلعَدالَةِ ، وخَارِقٌ لِلحَصانَةِ.

قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّه)[الحجرات:12].  وعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا)[رواه البخاري].

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وسلم.

23. مايو 2019 - 9:32

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا