" لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل ،،، "
كان الصحابة يتعاملون مع قصص القرآن بفقه وصدق وكانت تمثل لهم الهدى والرحمة كما انزلها الله لذلك القائل عنها جل ذكره ؛
(( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفتري ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدي
ورحمة لقوم يؤمنون ))
(( ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين ))
وكانت قصة بني إسرائيل من أكثر تلك القصص تردادا وتكرارا
علمهم الله فيها ماكان عليه اغلب بني إسرائيل من كفر بنعم الله
وتضييع لوصيته وخيانة لأمانته وخذلان مشين لكليمه
موسى صلي الله عليه وعلي نبينا وسلم الذي انقذهم به من
((العذاب المهين من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين ))
ومن اعظم ذالك نكوصهم عن تحرير المسجد الأقصى معه مواصلة لمسيرة الجهاد والإصلاح حين قال لهم ؛
(( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم )) فكان جوابهم (( إن فيها قوما جبارين وإنا لن تدخلها حتي يخرجوا
منها )) (( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ))
إن هذا المنطق المتخاذل من أعظم مايصاب به القادة من الأتباع المستكينين المنهزمين
وكانت كلمة المقداد رضي الله عنه طمأنة للرسول صلى عليه وسلم وتأكيدا على الوفاء له مهما كانت الصعاب والشدائد
" ولكن نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون والله لو خضت بنا البحر لخضناه معك، ،،،،،، ))
وعلى خطاه مضي سعد بن معاذ رضي الله عنهما وسبقهما السابقين الجليلين ابي بكر وعمر على الجميع رضوان الله وعلينا معهم
ليت المسلمون اليوم قرأوا قصة بني إسرائيل _ وحالهم تشبه حال بني إسرائيل _ وتعلموا منها سبيل النهوض والهبوط وحذروا سيئ خلالهم وهجروا قبيح خصالهم فقالوا بصدق
# لن نقول ولن نفعل مثل ما قالت بنو إسرائيل وفعلت #
ليت علماءهم قالوا لن تكون كأحبارهم ورهبانهم الذين اشتروا
بآيات الله ثمنا قليلا وكتموا البينات والهدى وجبنوا عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وكان الأولي بهم ما قال الله تعالى؛
(( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون ))
لييتهم مثلوا الطائفة التي نهت عن السوء ولم تداهن ولم تجامل التي كاتت استثناء وضاء في بني إسرائيل
(( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آنا اليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين ))
ليتهم اتقوا أخلاق أخلاف السوء التي خلفت هؤلاء الصالحين
فاستكانت للباطل وانهزمت امام الطغيان واشترت بآيات ثمنا قليلا وفيها يقول المولى عز وجل ؛
(( فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الاخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ))
ليت ملوكهم اقتدوا بصالح ملوكهم وانتهوا عن سيرة طالحيهم
فقد قص الله علينا منهم _ يوسف ،طالوت ، داوود ، سليمان ، _
وجعل لهؤلاء لسان صدق في الآخرين كما جعل فرعون
وجالوت وهامان ملعونين في الدنيا مقبوحين في الآخرة
وقال فيهم جل ذكره ؛
(( وجعلناهم ائمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين )) وقال في الأولين ؛
((وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ))
ليت وزراءهم اخذوا العبرة من هامان فلم يقوموا علي خطط حرب الدين واهله ولم يكونوا معول الطغاة الذي به يهدمون وسيفهم الذي به يقطعون وأداتهم التي بها يخربون
ليت رجال أعمالهم قرأوا قصة قارون وعقلوها عن الله
فأحسنوا كما أحسن الله إليهم ولم يبغوا الفساد في ارضه
ولم يبطروا علي عباده ؛
(( وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغي الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ))
ليت النساء عقلن مثلي امرأة فرعون وابنت عمران في سورة
التحريم فلم تفتنهن الدنيا ولم يرضين تبعية واستغلال أهل السوء ووقفن مع الحق ولوحاربه الأقربون وآثرن الجنة علي زخارف الدنيا وموضاتها فكان شعارهن ودعاؤهن
(( رب أبن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين )) وعشن كبيرات بأهدافهن الكبيرة عظيمات بطموحهن العظيم
وكن من اللواتي احصن فروجهن وعففن وطهرن مؤثرات للطاعة والقنوت علي مجالس اللغو واللهو كما حكي الله عن مريم ابنت عمران
ليت الجميع قرأ قصة السحرة وتعلم منها صدق الإيمان وسرعة التحول وهجر الباطل وإيثار الله والدار الآخرةغج
١
علي الملوك ودنياهم
ليتهم جددوا إيمانهم فصنع لهم المعجزات واستهانوا
كل التهديدات وكانت اجوبتهم حاسمة وخياراتهم قاطعة
(( لن نؤثرك علي ماجاءنا من البينات والذين فطرنا فاقض
ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ))
(( قالوا لا ضير إنا إلي ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا
ربنا خطايانا ان كنا أول المومنين ))
ليت المسلمين أخذوا الكتاب بقوة وتجنبوا سوء الأدب مع
الله فلم يستخفوا بأوامره ولم يتحايلوا علي نواهيه
ولم ينقضوا عهوده ومواثيقه كما فعل الكثير من بني إسرائيل
فسلط الله عليهم عدوهم واذاقهم سوء العذاب واخرجهم من ديارهم واموالهم
ليتهم علموا أن استبداد المستبدين يزول واستضعاف المستضعفين يحول وان للنهوض ضريبة لا بد من دفعها
وهي ارخص بكثير من استمراء الذلة والمهانة وتعلموا من تعاقب دول بني إسرائيل ان الأيام دول لا يظل الضعيف
ضعيفا ولا القوي قويا
إننا إذا فعلنا ذلك اتبعنا السابقين بإحسان وإلا كنا كبني إسرائيل
ولن تغني عنا الأماني من الله شيئا (( ليس أمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ،،،، ))
جعلنا الله وإياكم ممن يعقلون أمثال الله ورفعنا بالقرآن
ونفعنا
ذكري بدر الملهمة المعلمة