هم ستة مترشحين من حالفهم الحظ في الترشح لرئاسيات يونيو المقبل، أملهم ان يصلوا الى سدة الحكم في القصر الرمادي، منهم من اخذ العهد وللعهد عنده لمعنى، عهد أخذه لصديقه ورفيق دربه وهو ان يواصل النهج الذي ستسلم زمام امره بعد نجاحه في الاستحقاقات القادمة، سيتابع بذالك عشرية تمثلت في مأموريتين متتاليتين قرر صاحبهما التخلي عن الثالثة احتراما لدستور وتلبية لمطالبة المعارضة، لكن رب أخ لم تلده لك أمك، هي مأمورية ثالثة ورابعة إذا لكن باسلوب آخر وركوب للموج لم يخطر على بال كل الساسة وان كانوا هم انفسهم يعلمون كل العلم ان في الأمر (إن)، لكن تارة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن قرار ارتجالي من رئيس الدولة ومؤسس حزبها حري بكل منتسبيه ان يطبلوا ويصفقوا له ويرفعوا الأصوات بكل الحناجر وعلى كل الاساليب بنكهاة تختلف كأختلاف بصمات الأصابع.
منتدى المعارضة هو الآخر كان رافضا لترشح الرئيس للانتخابات المقبلة وقرر بأحزابه المنضوية تحت اسمه تحديد مرشح موحد لخوض سباق الانتخابات مع مرشح النظام الذي كان رفيق درب الرئيس ويده اليمنى وصاحب المهام الصعبة عند الضيق متمثلا ذلك فالرجل الصامت او رجل الظل كما يسميه البعض محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الشيخ الغزواني الذي ازيح عنه الستار من طرف الرئيس وطلب الدعم له من مناصريه اشارة منه بأنه هو المأمورية الثالثة والرابعة التي كانوا يطالبون بها، لتلتحق بها الخامسة والسادسة بعد خمسية او عشرية غزوانية مقبلة ان هو فاز بالرئاسة.
لكن المعارضة خابت في تحديد مرشحها الموحد، لتتفرق بين القوم فمنهم من قرر الترشح لوحده ومنهم من التحق بالنظام ومنهم من دعم مرشحين مستقلين على رأسهم الوزير الأول السابق سيد محمد ولد بوبكر الذي قرر بدوره الترشح لرئاسيات بعد تجربته المهنية التي عاصر فيها كل الانظمة سواء كانت عسكرية كحكومة الرئيس السابق معاوية ولد الطايع او مدنية كحكومة سيد محمد ولد الشيخ عبد الله، في الحقيق شكل ترشح هذ الأخير ضربة للحزب الحاكم والحكومة كما ان انضمام حزب التواصل له هو الآخر شكل نوعا من القوة السياسية للمرشح تمكنه على الأقل من الوصول الى شوط ثاني مع مرشح الدولة الأقوى حسب المراقبين السياسيين.
محمد ولد مولود هو الآخر مرشح مخضرم وله قوة سياسية معتبرة تصنف هي الثالثة في هذا السباق، استطاع الرجل ضم حزب تكتل القوى الديمقراطية واحزاب أخرى ورموز سياسية لها تأثير ايديولوجي على الناخب الموريتاني مما يجعله قادرا على ان يحتل الرتبة الثالثة في هذا السباق.
النائب بيرام ولد الداه ولد لعبيد، يتميز عن غيره بكونه رجل حقوقي دافع عن ملفات حقوقية تمثلت اساسا في العبودية ومخلفاتها بالاضافة الى قضايا زنجية، ونال بذلك شهرة وطنية ودولية استطاع في آخر استحقاقات رئاسية ان يحصل على مرتبة متقدمة في السباق الرئاسي آنذاك، له شعبية ثابتة تتمثل في الزنوج والعبيد على حد تعبيره وتعبيرهم.
محمد الامين ولد المرتجي ولد الوافي، شاب مثقف حديث نشأة بالسياسة يمتلك فكر شبابي يختلف عن أفكار زملائه المترشحين، قرر الترشح ليمثل الشباب وليثبت للقادة السياسيين ان الشباب قادر على صنع المعجزات وعلى البناء والتنمية ان هو تولى زمام الامر.
كان حاميدو بابا، مرشح سابق للرئاسيات ورئيس حزب سياسي يمتلك شعبية تتمثل أساسا في الزنوج لكن ترشح بيرام ولد لعيبد سينقص من شعبيته مما يجعله على حافة الموجة في نهاية السباق.
عموما هي أمواج سياسية ترتفع وتنخفض في بحور ومحيطات مختلفة على سطح الكرة الارضية في حوزة ترابية تحت مسمى الجمهورية الاسلامية الموريتانية التي تمتلك ثروات اقتصادية معتبرة تتمثل في النفط والذهب والحديد والنحاس والسمك والثروات الحيوانية والزراعية تشكل بذاتها ملفات داخل القصر الرمادي على طاولة الكرسي الرئاسي حيث يتم تسيير الدولة بختم وتوقيع الرئيس هنا.
لتبقى موريتانيا في أمان وسلام وازدهار رغم الأمواج السياسية المختلفة كامل التوفيق لكل المترشحين ولمن سيتولى تسيير الحكم بعد الانتخابات القادمة