في البدء أبارك للجميع الشهر المبارك مع رجاء أن يكون تصادفه مع الاستحقاق عامل بركة يعمل علي إلانة وتبريد الحملات.
هذا االمكتوب ليس ثرثرة أدبية بها جمال فني ولا هو رؤية معارضة أو موافقة بهدف محسوب بل هو محاولة تحليل لظاهرة معينة بعيدا عن بنيات الطريق السياسية .
من الطبيعي والبلد يقترب من تنظيم أهم استحقاق أن يُسْكبَ مدادٌ غزير حول منجزات وأماكن خلل النظام تماما كما يُفعل اتجاه المرشحين المحتمل فوزهم فيما يتعلق بقدراتهم.
ومن الحقيقة بمكان أن الرؤى في ذلك تختلف عند الأغلبية والمعارضة:الأولي بالإيجاب والأخرى بالسلب .
لكن هنالك طبقة ثالثة بين الفئتين سالفتي الذكر لا هي موافقة ولا هي معارضة لها وجهة نظر في الموضوع جديرة بالتقدير وبأن يحتكم عليها.
وللحقيقة فإن رئيس الجمهورية ومنذ انتخابه لا نفتأ نتناول عمله وتوجهاته علي كافة الأصعدة ,يقوم الناس به بصفة واقعية وتمارسه المعارضة من دون رحمة .
وللتنبيه فقد عُرض علينا كتاب النجاحات للسنين العشر ويُفترض أن القيمين عليه لم يتركوا منه صغيرة أما ما كبُر منه فورد مفصّلا عن عمق.
وفي المقابل هناك كتاب آخر لدي المعارضة يعرض للفارغ من الكأس بل يراها فارغة كليا وأن ما كان فيها قد يكون سال باللغة اللينة المؤدّبة.
ولأن مزايا الرؤساء وما يتحقق من خلالهم لا يمحي بمجرد النفي وعدم اعتراف جهة ما فكذلك لا يجوز احتساب أن كذا وكذا حاصل من دون أن يكون تم ّ فعلا وهنا تنشأ الحاجة إلي طرف مزيد يدوّن موضوعيا ويُحْتكم إليه .
فهل هذا ممكن؟
قد يكون من المنصف أن نجيب هذا السؤال ب:نعم و ب لا !
فمن جهة نعلم أن المصالح تتحكم في كل ما يصدر عن المرء السياسي, وهو مطالب بحماية نفسه,وفي سبيل ذلك يُلمِّع موافق النظام وليصبح دور المعارض علي النقيض تماما .
إنها دوّامة متتالية :هذا يقرّ وذاك ينفي ما يخلق الخلط في الذهن الجمعي –إن -صحَ هكذا تعبير .
فمتى كانت هذه الأشياء تظهر علي حقيقتها في العالم الثالث الذي نحن جزء منه؟وكيف لنا أن نكون استثناء؟ ثم أين الأغلبية التي لا تضخّم وأين المعارض الواقعي ؟
هذه الأسئلة وغيرها لا تبحث عن أجوبة لأن المجال السياسي قريب من الفلسفة التي الأسئلة فيها أهمّ من الأجوبة.
و مع ذلك فليس لنا الحق في فقدان الأمل في أن تظهر الحقائق والصواب ولو بصورة متأخرة ومؤجلة.
إن الذين عليهم حمل لواء الدفاع عن الرئاسة مجموعات:المستفيدون أصحاب الامتيازات الكبيرة من خلال الترقيات أومن خلال الحضور السياسي المصحوب بالثقة ومثلهم عناصر الدولة العميقة الذين هم امتداد للنظام أضف إليهم المفكرين القائمين علي التصورات وأصحاب المهارات والبرامج والتخطيط.
وفي الجانب الآخر نلْقي المعارضين وغير الراضين بسبب تهميشٍ أو تدنٍ في الوضع المالي أو لأسباب خاصة عندهم.
فمن ما سلف نستخلص أن مزايا الرئيس تبقي تخضع لقراءتين متناقضتين أولاهما تعمل علي تمطيط المنجز بينما تشكّك الأخرى فيه.
لكن رغم ذاك القيل والقال فثمّة واقعٌ جرت به العادة وهو أن مزايا الرّئيس والملاحظات عليه لا تظهر جلية للعيان إلاّ بعد أن يكون غادر القصر وسكنه سيّده الجديد.
فهذا الوضع الجديد في القصر يرفع الحرج عن الأغلبية ويجعلها في حلّ من أمرها في انتظار وضوح التوجهات وقُلْ مثل ذلك بالنسبة للمعارضين فهم أيضا في وضع المنتظر.
عن الأغلبية ويجعلها في حلّ من أمرها ريثما ريثما وكذوقلز وهكذا وفي وضع مماثل تبدأ الحقائق تظهر شيئا فشيئا حيث لا مصلحة لأية جهة معارضة كانت أو موافقة في أن تدافع عن مجهول في مناخ سياسي ضبابي .
وإن كان لا بدّ من أمثلة فيكفي أن ننظر من حولنا بل وعندنا كيف تتقلّب الو لاءات كلما تبدّل الحال السياسي في الجمهورية وليتلقف *الشّطّار*كعادتهم الوضع فيحجزون مقاعد متقدّمة في الجانب المبارك.
لا شك لدي في أن قابل الأيام سيكشف المزيد وكما يقال: لا يوجد من شيء دائم سوي التغيير, فلننتظر.
أدام الله عافيته علي الجميع...