سنابل التراويح (23) / د.افاه ولد الشيخ ولد مخلوك

الصلاة هي عماد الدين؛ وهي العبادة المتكررة في اليوم مرات؛ ترتبط ارتباطا وثيقا بالإنسان والمجتمعات، فهي لصيقة بالسفر والحضر لا يمنع منها إلا ما يكون أحيانا لدى النساء من عذر، وتعد الأعمال بالإضافة إلى الأقوال عماد الصلاة، وأساسها المكين؛ لكنها تنقسم إلى أعمال من جنس الصلاة، وأعمال من غير جنسها تعرض لها الأحكام من إباحة وكراهية وتحريم، الشيء الذي سنلاحظه حين نتناول "أبواب العمل في الصلاة" من البخاري رحمه الله تعالى والبالغ عددها ثمانية عشر بابا؛ أولها "استعانة اليد في الصلاة " وفيه حديث ابن عباس من تحريكه ليديه هو وعلي رضي الله عنهما، وثانيهما: حديث منام ابن عباس عند ميمونة رضي الله عنها، وتحريك النبي صلى الله عليه وسلم رأسه بيديه الطاهرتين وهو يصلى...

لتكون أحاديث باب الكلام في الصلاة ناهية عنه وجازرة بعد ما كنت مشروعة أول ما فرضت الصلاة ؛ ثم التسبيح للمصلين حين الحاجة إليه يشرحه حديث تسبيح الناس لأبي بكر رضي الله عنه حين قدم عليه الرسول "ص" وهو يصلى بهم؛ وليس السلام في التحية الأخيرة خاص بالحاضرين إنما هو لعباد الله الصالحين في السماء والأرض كما بينه حديث ابن مسعود رضي الله عنه؛ ويعادل تسبيح الرجال تصفيق النساء؛ ومن أراد التراجع عن الإمامة حين حضور من هو متقدم عليه يثبت إن أشار إليه بالثبات "كما في صلاة أبي بكر حين مرضه صلى الله عليه وسلم وما حديث دعاء الأم لولدها في الصلاة إلا مأخوذة من قصة "صومعة"، وليس لها متعلق بحديث أو قرآن؛ وإن تسوية التراب للسجود تكفي منه المرة الواحدة كما بينه "باب مسح الحصا في الصلاة؛" وفي حديث أنس أن الثوب يبسط للسجود عليه حين الحاجة إليه؛ والعمل في الصلاة يجوز منه ما روته عائشة من غمز النبي "ص" لها وهو يصلى لتفسح له مكان السجود؛ وحديث ربط الشيطان " الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، و الحديث عن جواز التصفيق في الصلاة بالنسبة إلى الرجال ، وكذلك الحديث في الصلاة لحاجة ملحة لازمة، والحديث الذي يتحدث عن الدابة تنفلت من المصلى فيحرص عليه، وهو عمل متسق مع مقاصد الشريعة لما فيه دفع المضار، ولا تنافي روح العبادة؛ خلافا اللبصاق والنفخ المخالفان لمبدء التوقير والخشوع؛ لا سيما بالنسبة إلى الإمام،  

الصلاة عبادة متصلة بمعبودها صاحبها لا يرد السلام؛ وإن كان إماما يصفق له النساء، ويسبح له الرجال؛ والخصر فيها منهي عنه؛أما التفكر في الصلاة، فهو نتيجة لضعف طبيعة الإنسان، وغلبة السهو والنسيان عليه. 

لقد كانت أحاديث الأبواب مستقصية لحالات الأعمال التي تطرأ على المصلين؛مبينة سعة الدين ورحابة الرسالة السماوية، وقيمة التعبد المفروض على العباد؛ تفصل فتربي؛ وتربي لتصلح وترشد، وتسموا بالنفوس والأفعال والأقوال، والله يعلم غيب السماوات والأرض "يعلم السر وأخفى " 

 

29. مايو 2019 - 3:09

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا