يعد المرشح الرئاسي أحد أكثر المتقدمين لرئاسيات يونيو 2019 جدلا وإثارة فالرجل يعتمد في فلسفته السياسية الممزوجة بخلفية حقوقية جعلته أيقونة المدافعين عن قضايا الحراطين بموريتانيا في العقد الأخير .فالرجل استطاع في تبنيه لمظالم الحراطين أن يكون أكثر راديكالية من أقرانه المدافعين عن ذات القضية منذ نشأة الدولة الموريتانية الحديثة ففي الوقت الذي ذهب سابقوه إلى تحميل الدولة لما آلت إليه شريحة الحراطين من غبن وتهميش كان بيرام أكثر وضوحا في طرحه فقارع الدولة والمجتمع التقليدي ببعديه الاجتماعي والديني "الفقهي" وهي خطوة رغم حساسيتها فقد استطاع الرجل إدارتها بحنكة فاجأت الصديق والعدو في آن؛ تمثلت في صموده أمام الدعاية الرسمية والتقليدية بهدف شيطنته غير أن خروجه من السجن وترشحه الأول لرئاسيات 2014 بعد أن طالبت الدولة وقادة المجتمع التقليدي بإنزال أقصى عقوبة به بما فيها الإعدام ؛ كان بمثابة كرت الأمان لتتهاوى الدعايات ضده بعد ذلك .ينشط الرجل بالموازاة مع عمله داخل البلد في الترويج لقضيته في عواصم غربية أوروبية اكسبته تعاطفا ودعما -يرجح أن يكون الشيفرة التي يتحرك بها في الآونة الأخيرة -فالدعم الغربي الأوربي رغم حساسيته -داخليا- على المستوى الشعبي إلا إنه اربك الدولة والنظام في التعامل مع الظاهرة "البيرامية" كما مكن طرق الرجل لأبواب الغرب وأوربا في فترة صعود اليمين المتطرف الذي اجتاح معظم دول القارة العجوز أن يصبغ عليه الروح اليمينية ؛ تمثلت في اتكائه على خطاب شعبوي جعله يكسب تعاطف كثير من الأنصار في شريحة الحراطين من ذوي الثقافات المحدودة .وبهذه الصبغة يتقاطع المرشح الرئاسي بيرم الداه مع اليمين المتطرف؛ في كل شيء في طريقة الظهور وأسلوب الخطاب وحتى في الخلفية والرعاية فهل يكون ولد الداه أيقونة ورسول اليمين الراديكالي في القارة الأفريقية ؟