لن يكون التناوب كاملا إلا أذا نجحت المناسبة المنتظرة في تأكيد جدية تنفيذها، وحماية الإحتفاء بها من خلال إحترام إرادة الشعب ، والإعترا ف بجهد الكل ، فالمشهد عشية الإنتخابات ينذر بالخطر، كما أن النبوءات تعد للحظة سيتم إستغلالها بتعارض ، إن لم تقرأ سطوره بوضوح وحذر قد يكون القشة التي قصمت ظهر بعيرالوطن المنهك لاقدر الله ، فالوطن تحاصره زوابع تغيير الأنظمة ، وأحد عناصر المشهد السياسي المتنافر يستغل إنهيار المنظومة المتحكمة منذ أمد بعيد ، والمعتمدة في معظم دول العالم ، ويجمع ببراعة حطب نار الرفض ويستغل مهارته الإعلامية وتحكمه الإعلامي ، ويستهلك بنهم مشاعر الشعب الواقف على عتبة تغيير ناعم فوق بحر من غاز روج النظام أنه المخلِّص الفعلي من ليل الفقر والعوزالطويل ،الذي اكتنف الوطن ودمر آمال الشعب ، وهو يشاهد خير الوطن ينتهب ، من أول يوم قررت فيه قوى الشر تأسيس وطن بلا تاريخ وبلا رموز وبلا هدف وبلاهوية ، وأستطاعت تلك القوى فرض إرادتها ومشيئتها على الذين إستلموا المنتج من جهة إنتاجه خارج الديار وخارج مضارب وقُرى القوم ٠إن الإحتقان المفتعل أخطر من الإحتقان العفوي ، فالأول منظم وموجه ، بينما الأخير ناتج عن إحباط يمكن علاجه من خلال جرعات أمل زائدة ، اومن خلال المحافظة على وطن آمن يمكن دائما أن يخلق حلول مشاكله ، فحماية الكيان أولى من المجازفة بتغيير عنيف تصنعه الطائفة التي خسرت الرهان بالفعل أو بالتدبير ، مع أن الواقع يحتم شفافية ونزاهة الإستحقاقات ، ويفسر بوضوح خطر الإنزلاق ، فالوطن وللأسف الشديد ظل دخان بركانه النشط يعلو كل حين ، ومالم تكن خطة إجلاء الضحايا محكمة ، ومقنعة ، وواقعية ، فإن مجرد توجيه بعض القيادات لفريقه ، كفيل بصناعة نواة تجذب إليها كل خاسر أو مغبون أو مظلوم ، وتاريخ الوطن مع الفشل والغبن والظلم طويل ومؤلم ، أعاق ولازال يعيق إنسجام كل المجموعات داخل الوطن الواحد ؛ فهل القائد المنتظر جاهزومقتدر... ؟ إن غياب البرامج في هذه المرحلة مقلق ومخيف ، كما أن شخصنة المنافسة تقزيم لمن يؤمل أن يكون قائد الوطن ، و التراشق والتنابزيعيقان إصدار تزكية لأحد المتنافسين ، والمشهد برمته يدفع في أتجاه حصر الصراع بين المتحكم والساعي إلى التحكم ، وهو ما يبعد جدية التفكير في حلول جذرية للمشاكل المطروحة ، ويعيق تشجيع الإستفادة من المناخ العام ، بما يخدم تجذير وطن قومي لكل ابنائه على أختلاف مكوناتهم ، ومع مراعات تفاوتهم الشديد في الإستفادة والإهتمام ، عبر تاريخ الوطن المرير، فالأحرى بالمتنافسين تقديم ضمانات تؤكد شمولية وعمق برامجهم ، حتي نتجاوز شكل التنافس الشخصي على السلطة ، لأن شرح الحلول المقترحة ،وتضميد الجراح المفتوحة ،ووقف إستنزاف المشاعر، وتكريس صورة الوطن الثابتة في عالم سريع التحول ، والتمسك بالترويج للخوف من الفشل ، لإفتقارالفرقاء إلى تأكيد حسن النوايا ، إن سنحت الديمقراطية للمتنافس المستبعد من الفوز بثقة الناخبين؛ كلها إشارات ضوءِِ خافةِِ في عتمة ليل حالكِِ ، يهدد إستمراره الوطن والآمال العريضة لكل البسطاء الذين يريدون بقعة أرض آمنة مطمئنة يكافحون على أديمها ، من أجل كسب عيشِِ رغيد أو شَظِف ؛يتوجب على المترشحين تأكيد صدق نواياهم في العمل الجاد من أجل طمأنة الشعب وتوفير الضمانات الملموسة والمحسوسة على جدية البرامج وشموليتها وواقعيتها وقابلية تنفيذها حتي تلتقي خيوط التواصل وتتعزز روح الفريق وتتضح صلاحية الخطاب وأستمراريته لان المطالب تقدم فقط للذين يقدمون الحلول ويعززون ألأسس الثابتة لوطن واحد يوفر العيش الكريم لكل ابنائه دون تمييز أو تصنيف .