في السبق الصحفي والسياسي
كان من المفترض، ونحن نخوض غمار اختبار ديمقراطي منقطع النظير في منطقتنا العربية والإفريقية، سيسلم بموجبه - ولأول مرة في تاريخ بلادنا- رئيس منتخب منتهية ولايته الحكم إلى رئيس منتخب، أن ينبري متكلمونا وساستنا وإعلاميونا في ميدان الديمقراطية الواسع لاغتنام هذه الفرصة حتى توتي تجربتنا الرائدة أكلها وتتجسد إرادة الشعب، في منأى عن جميع الإكراهات بفوز المرشح الأفضل! خاصة أن رئيس الجمهورية دعانا في خطاب عيد الفطر المبارك إلى: البرهنة من جديد على حسنا الوطني والديمقراطي ونضجنا الفكري والسياسي، وأن نتنافس تنافسا مسؤولا في جو من التسامح والإخاء؛ بعيدا عن التشنج وخطابات التعصب والتفرقة، من جهة، وأن المتكلمين والساسة والإعلاميين هم رواد! وما كان الرائد ليكذب أهله!
ولكن هيهات!
إن المآرب الشخصية، والتردي في وحل عقود الفساد، حيث كان كل شيء يباع في أسواق نخاسة الحملات، قد طغت من جديد للأسف، فطفق بعض هؤلاء ينعقون...
... إنه لمن المعقول والمقبول أن ينتقد سياسي أو إعلامي هذا المرشح أو ذاك نقدا بناء وموضوعيا وصريحا مناطه برنامجه أو حصيلة ممارسته السياسية، ويكون ذلك النقد البناء بلغة سليمة وجزلة، وبأسلوب متحضر! ولكن الغريب حقا أن يلغ بعض هؤلاء في أعراض قادة وزعماء وبناة الوطن بأكاذيب ملفقة لا يستطيعون تقديم أدنى دليل عليها؛ وأن يكون ذلك بلغة ركيكة مثل "سوءاة، ويغترف.." وبأسلوب منحط كذلك الذي يهجو جميع أطر وأبناء ولايات من أفضل ولايات الوطن كالگبلة والشرگ! وما نقموا من عزيز وغزواني إلا أنهما بنيا موريتانيا ورفعا شأنها، ولم يسرقاها ويتصدقا عليهم بالفُتات كما كان يفعل بعض! فانتهت "سنوات العطاء، وبدأت سنوات قحط عجاف"!
لقد صدق من قال: "مجموعة من القيم والقدرات تتطلبها ممارسة مهنة الإعلام قل أن تجتمع كلها في شخص؛ فالكمال لله، ولكن المصيبة أن تنعدم كلها في شخص ويفرض نفسه، فتلك إصابة في مقتل، وصدق أحد المثقفين في قوله: عندما تتصدر المشهد الإعلامي في أي مجتمع المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع... فقل: على الإعلام السلام".