تَذْكِيرٌ بتعَهُّداتِ الرئيس المنتَخَبِ بخُصُوصِ  الحِوار السِّيَّاسِيِّ / المختار ولد داهى

 خابَ توقعُ العديد من المراقبين الوطنيين و الأجانب بخصوص "اعتراف متفاوِتِ الحرارة "  من "المترشحين الأربعة " بنتائج الانتخابات الرئاسية التى  حازت الشرعيات الأربعة:الدستورية،القضائية،الفنية و الرقابية.

و ازدادت خيبة المراقبين بحَيْرَةٍ    و صدمةٍ من دعوة   "المترشحين الأربعة" إلى حوارٍ سياسي لم  يوضحوا أهدافه و لم يقترحوا آلياته و لا أطرافه و لا مَوَاقِيته، كأنما هو  قَوْلٌ  أُلقي على عَواهِنه أو "نهاية كلام" أو "تأنيب ضمير" على اقتراف سَلْبِيَّةِ و "شبه ذَنْبِ"الرفض غير المبرر لنتائج الانتخابات.

 و سعيا شخصيا منى لإنارة الرأي العام الوطني-  إنارةً لا علاقة لها بحملة المترشح المنتخَب التى وضعت عَتَادَها و أثقالها و انتهت صلاحية ألقابها و مأمورياتها- أذكر بتعهدات المترشح المنتخَبِ المسطرة ببرنامجه الانتخابي و المطمئِنَة لجميع الشركاء بخصوص الحوار السياسي و المبيِّنةِ للمترشحين الأربعة أنهم بدعوتهم للحوار إنما "يقتحمون بابا مفتوحا على مصراعيه"،  و من أبرز تلك التعهدات:-

أولا- انتهاجُ الحوار سلوكا و منهاجا:تعهد الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزوانى فى خطابه الجامع بمناسبة "حفلِ-مهرجان" إعلان الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي بانتهاج الحوار سلوكا و منهاجا حول كل القضايا الوطنية و مع جميع الشركاء و الأطراف المعنية بها و ذلك  طيلة المأمورية الرئاسية  و من المعلوم أن خطاب إعلان البرنامج الانتخابي يحوز نفس قوة و حُجِّيَّةِ البرنامج الانتخابي تماما كحيازة ديباجة الدساتير نفس حجية و قوة موادها. 

ثانيا-تفعيل "الحوار الفَصْلِيِّ"بين رئاسة الجمهورية و زعامة المعارضة: التزم المترشح المنتخب بتفعيل و تنشيط "الحوار الفصلي" بين زعامة المعارضة و رئاسة الجمهورية من خلال  الحرص على انتظام دوريته،شمولية مواضيعه،صراحة حديثه و إيجابية مخرجاته،..

ثالثا-مأْسَسَةُ إطار تشاوريٍّ بين أحزاب الموالاة و المعارضة:تعهد المترشح المنتخَب بخلق إطار تشاوري بين أحزاب الموالاة و أحزاب المعارضة يسمح بالتشاور الدائم حول القضايا التى تتطلب بناء إجماع وطني كالعدالة الاجتماعية و مناصرة الفئات المغبونة و إصلاح التعليم كما يوفر الإطار المؤسسي لتقريب و جهات  النظر  و التسيير الهادئ للاختلاف و التجاذب بين الموالاة و المعارضة الذى هو من سُنَنِ الديمقراطية:

رابعا-تنظيم حوار وطني جامع حول "المؤسسات الجمهورية":ورد بالبرنامج الانتخابي للرئيس المنتخَب محمد ولد  الشيخ الغزوانى تعهده بتنظيم حوار وطني جامع-لا يستثنى أحدا- يضم كل القوى السياسية و الوطنية من أجل مزيد عقلنة و مقروئية و ترشيد و تَبْيِئَةِ المؤسسات الجمهورية. 

أعتقد أن هذه التعهدات الواردة بالبرنامج الانتخابي للرئيس المنتخَب بخصوص الحوار الدائم  متعدد الآليات كفيلة -إن اطَّلع عليها المترشحون الأربعة و فهموها و تَمَلَّكُوهَا- بطمأنتهم على مستقبل شراكة إيجابية خلال الخمسية المقبلة،شراكةٌ كلماتها المفاتيحُ:الاعتراف-الاحترام-التنسيق.

و رغم استغرابي و صدمتى من عدم اعتراف "المترشحين الأربعة" بنتائج الانتخابات الرئاسية "كاملة و متكاملة الشرعية" فإن  توقعى المؤسس على الشَّيْبَةِ النضالية للمترشحين و "الحكمة الصارمة و الصبورة"للرئيس المنتَخَب هو أن   تنقشع خلال أسابيع معدودات "سحابةُ عدم  الاعتراف"ليحل محلها "خريف ديمقراطي  رائع".

9. يوليو 2019 - 18:03

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا