كثر الحديث في الايام الاخيرة حول مايجب ان تركز عليه البلاد في المرحلة الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني وفي الحقيقة هذا الموضوع شاءك وصعب بسبب كثرة التحديات والعقبات التي تواجهها الدولة والمجتمع في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية بحيث سيفرض على صانع القرار ان يهتم بجميع المجالات ويجعلها أولوياته وعلى راس اهتماماته لكن طبائع الأشياء ومحدودية الوقت والموارد تفرض على ساكن القصر الرمادي الجديد ان يختار الأهم عن المهم وان يبدأ باولوية الأولويات لان الوقت حرج والآمال كثيرة وكبيرة من طرف الجميع وبالتالي ليس هناك أي هامش للخطأ وليس هناك وقت للتجارب فيجب ان تختار الأولويات وتوضع برامج لتنفيذها مدة المأمورية ولايتراجع عن ذلك أبدا مهما كانت تطورات وتموجات الساحة السياسية لان ذلك الحسم والوضوح في الاختيار والثبات على التنفيذ هو وحده الكفيل بالتوصل لنتائج ملموسة يلمسها المواطن العادي في حياته الثقافية والإقتصادية والاجتماعية وفي هذا الإطار اعتقد ان الأولويات يجب أن تتمحور حول النقاط التالية :
1- برنامج مكافحة التهميش والهشاشة
من اجل تنفيذ هذا البرنامج يجب ادماج جميع المؤسسات المعنية بالامر كوكالة التضامن وشركة الاسماك وبرنامج امل و...الخ في مؤسسة واحدة تابعة لرئاسة الجمهورية تعنى بغذاء وتعليم وصحة وعمل وثقافة الفئات الهشة والضعيفة وشبه معدومة الدخل فترك هذه الفئات جميعا او بعضها لعوادي الزمن امر خطير على الامن القومي والمجتمعي وتمويل هذه المؤسسة ان اسند الامر لاهله وتم توحيد وادماج جميع الجهود المتفرقة للدولة في مختلف المؤسسات في هيئة واحدة ليس بالامر الصعب وسيمكن من القيام بالمهامة المطلوبة
2-برنامج المدرسة الابتدائية الموحدة للجميع
بالامكام تنفيذ هذا البرنامج خلال ثلاثة سنوات ابتداء من العام الدراسي 2020/2021 وذلك بحصر التعليم عموميا فقط في كل مرة للمستوين الاولين وهكذا دواليك حتى الوصول للمرحلة السادسة قبل انتهاء المامورية وهذا البرنامج ضروري ان يتواصل ايضا حتى مستوى الباكالوريا وان يسمح بالتعليم الخاص فقط في الجامعات والمعاهد والمدارس العليا المتخصصة اما التعليم الثانوي والابتداءي فمن واجب الدولة ان تستعيد السيطرة عليه لتفرضه على الجميع وللجميع ولايبقى فقط للاغتياء والمتوسطين .
3-برنامج التكوين المهني وتشغيل الشباب
هذا البرنامج يجب ان يبدأ تنفيذه من شهادة ختم الدروس الاعدادية للذين صعبت عليهم الدراسة في الثانوية او للذين صعبت عليهم الدراسة في الجامعة فلابد لهذه الأجيال من ان تتعلم حرفة تعيش بها في الحياة ويتطلبها السوق وايضا لابد من ملاءمة التخصصات في الثانوية وفي التعليم العالي مع السوق وخلق شراكة حقيقية بين الدولة والقطاع الخاص وقطاع التعليم لحل اشكاليات تشغيل الشباب المتعلم ونصف المتعلم.
4-برنامج أمن المدن والممتلكات والأفراد
في هذا الاطار نقترح ادماج امن الطرق والشرطة الوطنية في الحرس الوطني وتكليفه بمهمات تامين الافراد والمدن والممتلكات والطرق و...الى جانب مهامه المعهودة في حراسة مباني الدولة ومسؤوليها.
5-برنامج الصحة للجميع ومسؤولية الجميع
لابد من سياسة توحد الخدمات الصحية واسعارها على جميع انحاء التراب الوطني وتضمن ايضا قبل ذلك سلامة الاغذية وجميع ماياكل وبشرب في التراب الوطني وسلامة جميع مايتعالج به من ادوية وعلاجات وان يتوفر بنفس المستوى على كافة انحاء التراب الوطني وان توضع سياسة واضحة تصنع شراكة حقيقية وتكامل بين القطاع الخاص والعام والتامين الصحي.
6-برنامج الرياضة والثقافة والمتنزهات والمكتبات للجميع ومسؤولية االجميع
هذا المجال لايقل اهمية عن المجالات الاخرى فلابد من خلق مكتبات عمومية في جميع المدن والقرى وانشاء متنزهات عمومية واندية لمختلف انواع الرياضة والثقافة والفكر لكي يشغل الجميع فراغه بماهو معيد بالنفع على نفسه ومجتمعه ودولته.
7-برنامج الزراعة والتنمية مسؤولية الجميع
لابد من اختيار مناطق محدودة صالحة لزراعة الاساس من المواد الغذائية والخضروات والفواكه بحيث يساهم ذلك في تامين الاكتفاء الذاتي على المدى المتوسط ولابد ايضا من اختيار مناطق لتعميق وتحسين طرق التنمية الحيوانية في البلد.
8-خلق بنك وطني للمعلومات الاحصاءية
في الحقيقة عالمنا اليوم لم يعد بالامكان اتخاذ القرار على اساس الحدس او التخمين او التجربة فحسب وانما لابد من قاعدة بيانات صحيحة وشاملة ومكتملة وقابلة للتفاعل في اسرع وامثل وقت وفي هذا الاطار لابد من خلق بنك وطني للمعلومات بشرف عليه المتخصصون من اكتواريين واحصاءيين واقتصاديين ومعلوماتيين فانشاء هذا البنك الوطني للمعلومات لايقل اهمية عن البنك الوطني للتبرع بالدم ولا اهمية عن البنوك المالية الوسيطة فمن خلال هذا البنك سيتمكن صانع القرار وبسرعة كافية من اتخاذ القرار على اساس سليم وطبعا يجب ان يشمل جميع المعلومات الوطنية في الصحة والتعليم و...الخ
هذه الاولويات الثمانية يجب التركيز عليها في المرحلة المقبلة ومنذ اللحظات الاولى للمامورية لكي تاتي اكلها في اسرع وقت ممكن