إليَّ يا سدنة الضاد، وفرسان اليراعة والقرطاس والْكَلِمِ.. ولِيُسْعِفْكُمُ المتمرسون بلوحات المفاتيح، ومتقنو التقانة، والحواسيب، والرقمنة.. والأقْراص المدمجة، و إنشاء الملفات، وحفظها، والتخزين في الوحدة المركزية، والاستخراج منها، وقراءة الشاشة، والتحكم بالفأرة، وغيرها..
إليَّ يا كل عشاق لغة القرآن، منتهي البيان والتبيان، وغاية البلغاء المصقعين، والفصحاء المبهرين، والمتكلمين الذلقين؛ المعجزة الخالدة، والحجة الدامغة، المنزل من عند الرحمن، بلسان قوم سيد ولد عدنان، المبعوث رحمة للإنس والجان؛ من لم يعرف الغل ولا الحقد يوما، ولا الشنآن ..
إليَّ يا كل شنقيطي من بلد المليون شاعر، وشاعرة.. يا من حفظتم في الصغر "المعلقات السبع " و "العشر " بشرح الزوزني؛ وكتبتم في الألواح " السُّتِّي " أي كتاب " أشعار الشعراء الستة الجاهليين " للأعلم الشنتمري؛ يا من عشقتم غيلان، ذي الرمة، و"صيدحه" التي يركب قاصدا "ميا"... وحفظتم "بائيته" ، التي قال عنها الفرزدق؛ وقد حسده علي نظمها لجمالها، : "ليت غيلان إذ نظم بائيته سكت" ؛ والتي مطلعها:
ما بال عينك منها الماء ينسكب***كأنه من كلا مفرية سرب.
يا من حفظتم ديوانه، وأشعاره كلها، وتأثرتم به في النظم والأسلوب، ورافقتموه في حله وترحاله، حتي لكأنما نظرتم، رأي العين، إلي محبوبته "خرقاء"... واضعة اللثام، فَكَمُلَ "حَجُّكُمْ"... وحفظتم مناسككم من اللغة..؛ فهو القائل:
تمام الحج أن تقف المطايا***علي خرقاء واضعة اللثام!
إليَّ يا كل مواطن ومواطنة، غيور علي وطنه، معتز بمآثره وتاريخه وأمجاده، فخور بما تم إنجازه وتحقيقه، بسواعد موريتانية؛ فقد بنيتم ما بنيتم لأنفسكم، بكل فخر واعتزاز، فأورثكم ذلك الجهد عزا قائما، وسيادة كاملة؛ ولم ترثوا عن المستعمر منشآت عمرانية، ولا مصانع تحويلية؛ كيف، ولم يترك في أرضنا ولا حتي "بطارية"...
إليَّ يا قوم، ولتحملوا جميعا "العين" ، أوَّل معجم ألِّف في اللغة العربية، وهو "معجم العين" للفراهيدي؛ ولتحملوا التاج، "تاج العروس" للإمام مرتضي الزبيدي؛ والصحاح، "صحاح الجوهري"؛ والمقاييس، "مقاييس اللغة" لابن فارس؛ والمحيط، "القاموس المحيط" للفروزأبادي؛ والعباب، "العباب الزاخر واللباب الفاخر" للصاغاني؛ واللسان، "لسان العرب" لابن منظور الإفريقي...؛ بل وحتي "المنجد" لكًراع النمل المصري، وجميع "الأمالي"، كأمالي الزجاج ، وأبي علي القالي، وغيرهما...
وما ذلك النداء إلا لتشهدوا، أن لا "عَرَّ" كالحقد، والشنآن.. فالعر، والعرة، -بالفتح والتشديد-، الجرب؛ -وبالضم والتشديد-، قروح بأعناق الْفُصْلاَنِ، (والفصلان صغار الإبل، المولودة لتوِّها)، فيقال "عَرَّتِ الْفُصْلاَنُ فَهِيَ مَعْرُورَةٌ " ، أي أصابها الجرب ، وتلك القروح في الأعناق.
فما علينا إلا أن نترك من اختار أن يكون الأعر، يتمادى في ركوبه عَرْعَرَهُ؛ إذ تقول العرب : " رَكِبَ فُلاَنٌ عَرْعَرَهُ" ، إذا ساء خلقه، كما يقال : ركب رأسه. فله ذلك، وكما يحلو له؛ فلسوف يندم نَدامةَ الكُسَعِيِّ، كما قال الفرزدق :
نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعيّ لما *** غدت مني مطلقة نوار
وكما قال الآخر :
نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعيّ لما *** رأَتْ عيناه ما فَعَلَتْ يَداهُ
وكان الكُسَعيّ، واسمه مُحارِبَ بن قَيْسٍ من بني كُسَيْعةَ أَو بني الكُسَعِ بطن من حمير؛ وكان من حديث الكسعي أَنه كان يرعى إِبلاً له في وادٍ فيه حَمْضٌ وشَوْحَطٌ، فإِمّا رَبَّى نَبْعةً حتى اتخذ منها قوساً، وإِما رأَى قَضِيبَ شَوْحَطٍ نابتاً في صخرة فأَعْجَبَه فجعلَ يُقوِّمُه حتى بلغ أَن يكون قَوْساً فقطعه.
ثم أخذ يرمي الحمر إذا وردت، فعل ذلك أربع مرات، كلما رمى عَيْراً منها يكون كالذي مَضى من رَمْيه.
ثم وردت الحمر خامسة فكان كما مضى من رميه فقال: أَبَعْدَ خَمْسٍ قد حَفِظْتُ عَدَّها أَحْمِلُ قَوْسِي وأُرِيدُ رَدَّها؟ أَخْزَى إِلَهِي لِينَها وشَدَّها واللهِ لا تَسْلَمُ عِنْدِي بَعْدَها، ولا أُرَجِّي، ما حَييتُ، رِفْدَها.
ثم خرج من قُتْرَتِه حتى جاء بها إِلى صخرة فضربها بها حتى كَسَرَها ثم نام إِلى جانبها حتى أَصبح؛ فلما أَصبح ونظر إِلى نبله مُضَرَّجة بالدماء وإِلى الحُمُرِ مُصَرَّعةً حوله، عَضَّ إِبهامه فقطعها ثم أَنشأَ يقول:
نَدِمْتُ نَدامةً، لو أَنَّ نَفْسِي*** تُطاوِعُني، إِذاً لَبَتَرْتُ خَمْسِي
تَبَيَّنَ لي سَفاه الرَّأْي مِنِّي*** لَعَمْرُ الله، حينَ كَسَرْتُ قَوْسِي.
ثم لندع من اختار لنفسه ، أن يكون "عَرَارِ" حتي يلقي "كَحْلاً"، فينتطحان !
ففي المثل: باءَتْ عَرَارِ بِكَحْلَ، وهما بقرتان انتطحتا فماتتا جميعاً؛ باءت هذه بهذه؛ يُضْرَب هذا لكل مستويين؛ قال ابن عنقاء الفزاري :
باءَتْ عَرارٌ بكَحْلٍ والرِّفاق معاً*** فلا تَمَنَّوْا أَمانيَّ الأَباطِيل
وفي التهذيب، قال الآخر:
باءَتْ عَرارِ بكَحْلَ فيما بيننا***والحقُّ يَعْرفُه ذَوُو الأَلْباب
قال: و" كَحْل " و "عَرارِ " ، ثورٌ وبقرة كانا في سِبْطَينِ من بني إِسرائيل، فعُقِر كَحْل وعُقِرت به عَرارِ فوقعت حرب بينهما حتى تَفانَوْا، فضُربا مثلاً في التساوي.
وفلان عُرّةُ أَهله : أَي يَشِينُهم.والعُرَّى: المَعِيبةُ من النساء. ابن الأَعرابي: العَرَّةُ الخَلّةُ القبيحة.وعُرّةُ الجربِ وعُرّةُ النساء: فَضيحَتُهنّ وسُوءُ عشْرتهنّ.وعُرّةُ الرجال: شرُّهم.
قال إِسحق: قلت لأَحمد سمعت سفيان ذكَر العُرّةَ فقال: أَكْرَهُ بيعَه وشراءَه، فقال أَحمد: أَحْسَنَ؛ وقال ابن راهويه كما قال، وإِن احتاج فاشتراه فهو أَهْون لأَنه يُمْنَحُ.وكلُّ شيءٍ باءَ بشيءٍ، فهو له عَرَار؛
وقيل: العَرارُ القَوَدُ.وعَرارِ، مثل قطام: اسم بقرة.
قال ابنُ الأعرابيّ: العَرُّ الجَرَب.والعُرّ تسلّخ جلد البعير.وإنما يُكوَى من العَرّ لا من العُرّ. قال محمد بن حبيب: جمل أعَرُّ، أي أجرب.
ولنقم بعد ذلك بكيِّ الصِّحَاحَ-أي الأصحاء، غير المرضي- من السادة والسيدات "النواب" في البرلمان، بهذا المقال الشافي، المعافي؛ حتي لا تتسلل إليهم عدوي "العر" . وما العر هنا إلا "داء الحقد" و "الشنآن" و " الضغينة" و"الإحنة" المستحكمة؛ و"الشخصنة" البغيضة للشأن العام، التي تُعْمِي صاحبَها عن الحقيقة الساطعة للعيان، والأدلة القائمة بالحجة والبرهان؛ فلا يستطيع برهنة ولا استدلالا، ولا يحسن في الملإ مقالا، فيلجأ في "مداخلاته " إلي التمرغ في أوحال الألفاظ، ومستنقع المستهجن من القول، فيصاب بـ "الْعَرِّ" في بيانه، و بـ "الْعُرِّ" في تبيانه...
وفي المثلٍ: "نَحِّ الجَرباء عن العارَّة". قال: والجرباء: التي عَمَّها الجربُ، والعارّة: التي قد بدأ فيها ذلك،ويقال: ناقةٌ معرورة قد مَسَّتْ ضرعَها نجاسةٌ فيفسُد لبنُها.
وحينما نكوي الصحاح-غير المرضي- من السادة والسيدات "النواب" في البرلمان، بهذا المقال، يحضرنا قول النابغة:
فَحَمَّلْتِنِي ذَنْبَ امْرِئٍ وَتَرَكْتِهِ***كَذِي الْعُرِّ يُكْوَي غَيْرُهُ وَهْوَ رَاِتعُ
فما عليهم إلا أن يلوموا الذي حمَّلهم الذنبَ وتركهم كذي العر ! ؛
ويقال : "رَجُلٌ بِهِ عًرَّةٌ" ، وهو ما اعتراه من الجنون، قال امرئ القيس :
وَيَخْضُدُ فِي الْآرِيِّ حَتَّي كَأَنَّمَا***بِهِ عُرَّةٌ أوْ طَائِفٌ غَيْرُ مُعْقِبِ
فما عليهم، أيضا، إلا أن يعالجوا، ويرقوا، الذي "بِه ِعُرَّةٌ " ! ؛
و يقال : رجل "أّعَرُّ" بَيِّنُ "الْعَرَرِ" و" الْعُرورِ"، أجرب.
لذلك ندعو النواب المحترمين في البرلمان، إلي لفظ كل أَعَرَّ قد يتسبب لهم في الْعَرَرِ ! فليعزلوه، لأن الشعب عازله. ولأن العرب تقول : فلان "عَرَّةٌ " و "عَارُورٌ" و "عَارُورَةٌ " أي قَذِرٌ.
والْعَرُّ : الغلام. والْعَرَّةُ : الجارية.
والعُرَّة: القَذَر، يقال : هو عُرّة من العُرَر، أي مَن دنا منه لَطَّخه بشرّ.
وهذه الأصناف –الأجرب، والمريض، والمجنون، والصبي، والقذر من الناس؛ بالتأكيد، لا مكان لها في البرلمان. ولا أظن أحدا من النواب المحترمين يخالفني الرأي في ذلك.
بل في الأمر ما هو أدهي، حيث نجد أن ابن السكيت يذكر، في كتاب التأنيث و التذكير : يقال "رجل عَارُورَةٌ " إذا كان مشؤوما، والعياذ بالله؛ أبعد الله الشؤم عن برلماناتنا، ونوابنا، وحكوماتنا.
وحِمارٌ أَعَرُّ: سَمينُ الصدر والعُنُقِ، وقيل: إِذا كان السِّمَنُ في صدره وعُنُقِه أَكثرَ منه في سائر خلقه. ولعل هذا هو السر في تسمية الشناقطة للخنزير البري، لما رأوه لأول مرة، في تخوم بلاد السودان، بتسمية : "عَرّْ".
ونمتثل في حق من اختار أن يوصف بالمعرور، ما يقال في المثل: عُرَّ فَقْرَه بفِيه لعلّه يُلْهِيه؛ أي: دَعْه ونَفْسَه لا تُعِنْه لعل ذلك يَشْغَلُه عما يصنع.وقال ابن الأَعرابي: معناه خَلِّه وغَيِّه إِذا لم يُطِعْكَ في الإِرشاد فلعله يقع في هَلَكة تُلْهيه وتشغله عنك.والمَعْرورُ أَيضاً: المقرور، وهو الذي لا يستقرّ.ورجل مَعْرورٌ: أَتاه ما لا قِوَام له معه. ولعل منه هذا المقال، وما بعده من سوء المآل، والمنقلب السياسي، فمن لفظهُ رَهْطُهُ، غرق، وشرق؛ وفي الشأن العام احترق...
ولنقل جميعا لِلْمَعْرُورِ، الْعَرَوْرَةِ، الْأَعَرِّ، الْعَرِّ، الْعَرُورِ : قد لقي منك الشعب الموريتاني شَرًّا وعَرَّا. فعلي رسلك، حتي تجني سوء تقديرك وخفة حدسك.
وأما الْعُرَاعِرُ فهو السيد ذو المنزلة العالية في قومه، فرجل عُراعِرٌ: شريف؛
قال مهلهل :
خَلَعَ المُلوكَ، وسارَ تحت لِوائِه*** شَجَرُ العُرَي، وَعُراعِرُ الأَقْوامِ
شجر العري: الذي يبقى على الجدب، وقيل: هم سُوقة الناس.والعُراعِرُ هنا: اسم للجمع، وقيل: هو للجنس، ويروى عَراعِر، بالفتح، جمع عُراعِر، وعَراعِرُ القوم: ساداتُهم، مأْخوذ من عُرْعُرة الجبل، والعُراعِرُ: السيد، والجمع عَراعِرُ، بالفتح؛ قال الكميت:
ما أَنْتَ مِنْ شَجَر العُري***عند الأُمورِ، ولا العَراعِرْ
وعُرْعُرة الجبل: غلظه ومعظمه وأَعلاه.وفي الحديث: كتب يحيى بن يعمر إِلى الحجاج: إِنا نزلنا بعُرْعُرةِ الجبل والعدوُّ بحَضِيضِه؛ فعُرْعَرتُه رأْسه، وحَضِيضُه أَسفلُه.وفي حديث عمر بن عبد العزيز أَنه قال: أَجْمِلوا في الطَلب فلو أَن رِزْقَ أَحدِكم في عُرْعُرةِ جبلٍ أَو حَضِيض أَرض لأَتاه قبل أَن يموت.وعُرْعُرةُ كل شيءٍ، بالضم: رأْسُه وأَعلاه.
ولنقل جميعا لرئيسنا، العراعر، الشهم، الهزبر، الصلت :" مَا آيِبٌ سَرَّكَ إِلاَّ سَرَّنَا نُصْحاً، وَلاَ عَرَّكَ إَلاَّ عَرَّنَا ".
فأنت بحق، سيدي الرئيس، محمد بن عبد العزيز، عُرَاعِرٌ، شهم، رَأس، زَعِيم، عَظِيم، صنديد، عزيز، همام، كبير، فاضل، عمدة، عماد..
وإن شانئك لهو الأعر المعرور؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني، سيدي الرئيس، بالمطار الدولي " أم التونسي"، وقد عُبدت مدرجاته، وأُحكم فناؤه، وصالات استقباله، ومعداته، فصار واجهة البلد المشرِّفة؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني بالأمن، ينعم به كل مواطن في كل شبر من الوطن، ويتفيأ ظله وظلاله الوارفة، تحت كل فنن؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني بحماية الحوزة الترابية للوطن كله، وقد صينت حدوده وأطرافه، وسهوله وهضابه، وأغواره وأنجاده.. ولم يعد أجنبي يستطيع اجتيازه ، إلا من نقطة عبور؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني بإعادة تأهيل الجيش الوطني، وقد أكملت عدته وعتاده، ولم يعد للإرهابيين قوة علي مقارعته ونزاله؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني بالحالة المدنية الحديثة، البيومترية، الراقية، التي أعادت للمواطن هويته وضبطت مواطنته؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني بالنقاط الصحية والمستشفيات العلاجية، خصوصا مستشفى الإينكلوجيا، الذي صار يرتاده حتى مرضي دول الجوار، وما تم تجهيزه به من الأدوات والمعدات الطبية، ومستشفى كيفه، والنعمة، وغيرهما كثر؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني بالموانئ والمحطات الطرقية، وباصات شركة النقل العمومية، و طائرات الموريتانية للطيران؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني بالمدارس المبنية في آدوابه، والمعاهد الفنية، وكلية الطب، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية، وجامعة ''لعيون'' الإسلامية، ومدارس الامتياز؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني بمشروع المياه العملاق المسمى " مشروع مياه بحيرة اظهر" ، حيث تشهد كل قطرة تتدفق من صنبور، بكامل العرفان والتشكر للعبقرية الفذة، والارادة الصلبة، التي نطحت الصخور في الجبال الراسيات، ليجد الماء الشروب طريقه للوصول إلي كل بيت في الحوضين الشرقي، والغربي؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب بطباعة المصحف الموريتاني، وقناة المحظرة، وإذاعة القرآن الكريم، وأجور الأئمة، ودكاكين ''أمل'' للفقراء والمساكين؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني بالطرق المعبدة في أقاصي كل بلدية، وجهة وناحية؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني بترمسة، والشامي، وبنشاب الجديد، وميناء "تانيت" التقليدي، الذي يشكل نقلة نوعية في دعم الصيد التقليدي؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني يوم أن قررت إتاحة الفرصة لمآت الالاف من المواطنين، للاستفادة من ثرواتهم الطبيعية، عبر الترخيص للمواطنين بالتنقيب عن الذهب واستخراجه بالطرق التقليدية. فلسان حالهم يقول، بعد استخراج مئات الأطنان من الذهب، شكرا، سيدي الرئيس، علي كل "أوقية"، و"بيشة"، و"ناموسة"، و"جرادة" و"مثقال" و "كلغ"، فلولا إرادتكم السامية لما كان لهم الاستفادة من خيرات وطنهم وأرضهم؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني بالقرار الوطني الشجاع، حين قررت : لا يجوز من الآن فصاعدا، صيد الأخطبوط، إلا من طرف الموريتانيين. فحرمته علي الأجانب الذين لم يصدقوا في يوم من الأيام أن يُحْظَرَ عليهم صيد الأخطبوط؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني بالسفينة البحرية العسكرية " انييملان " التي تتبعتَ شخصيا جميع مراحل إنشائها في الصين، حتي وصلت إلي الوطن؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني باستعادة المكانة الدولية للجمهورية الاسلامية الموريتانية، في المنطقة، وشبه المنطقة، وفي العالم العربي، والقارة الإفريقية؛
-ولَيَذْكُرَنَّكَ الشعب الموريتاني باحترام الدستور، حيث رفضت الاصغاء إلي أصوات المنادين بتعديل الدستور، والمضي إلي مأمورية ثالثة، فالحنث ليس من شيمك، وعلي الصدق وعزة النفس قد جبلت؛
وفي الختام، سيبقي ذكرك مخلدا، سيدي الرئيس، في أذهان الأجيال القادمة؛ بالهمة العالية، التي جسدتَ، حين ضربت بعصا عزمك، في ظلام التخلف، والفقر، والهشاشة، والتسيب الأمني؛ فانقشع؛. وجزت ببلادك ووطنك وشعبك، أصعب وأحلك الظروف. ووضعتنا علي السكة، سكة البناء، والعمران، والتشييد، والتقدم، والازدهار ؛ فلا مجال للرجوع القهقري..
ولم نعد ذلك الحمي المستباح للإرهابيين، والمتآمرين، والعصابات والمهربين..
ولم نعد، في المحافل الدولية، ذلك العضو الذي إذا غاب لا يستحق الانتظار، وإذا حضر لا يستشار..
ولم نعد عالة متسولين، بل أصبحنا نمتلك من المقدرات الذاتية، ما يصون وجه بلادنا العزيز عن المسألة و المذلة.
والأحرى بنا، أن نتمثل في هذه الأيام القلائل، المتبقية من مأموريتكم الثانية، قول الفيروز أبادي :
"...وما أجدر هذا (الرئيس)، وَهُوَ حَبِيبُ النَّفْسِ، وَعَشيقُ الطَّبْعِ، وَسَمِيرُ ضَميرِ الْجَمْعِ، وَقَدْ وَقَفَ عَلَي ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وهَمَّ قِبْلِيُ مُزْنِهِ بالإقلاع، بأن يُعتنقَ ضَمًّا والتزاماً، كَالْأَحِبَّةِ لَدَي التَّوْدِيعِ، ويُكرَّمَ بِنَقْلِ الْخُطُوَاتِ عَلَي آثارِهِ حَالَةَ التَّشْييعِ.."
فشكرا، ألف شكر سيدي الرئيس.
نواكشوط 23/07/2019م
محمد يسلم يرب ابيهات