في غضون الأيام القليلة المقبلة سينبلج فجر عهد جيد يعزف ألحان التحول والإصلاح على انشودة عرس ديمقراطي لحنها الدستور، كتب كلماتها الشعب وأيدها ورافقها السياسيون؛ عرس توج بانتخابات رئاسية شارك فيها ستة مرشحين عبروا عن كل التيارات السياسية والحقوقية في البلد. وهي الاستحقاقات الرئاسية التي حسمت من الشوط الأول بنتائج تنم عن شفافية في العموم ونضج الشعب الذي قيم أصواته بحسب قناعاته على كل المرشحين، وجنى فيها المرشح محمد ولد الشيخ أحمد ولد الغزواني نسبة 52 بالمائة تزيد قليلا.
وهو المرشح الذي نجح خلال حملته الهادئة نجاحا مشهودا في تقديم خطاب هادئ مترفع عن المهاترات والخوض في الأعراض من ناحية، وبرنامج متماسك نالا إعجاب غالبة الناخبين من مكونات وطبقات وأوساط الشعب الموريتاني في كل جهات الوطن من ناحية أخرى، وهما الخطاب والبرنامج اللذان صحبتهما رؤيا ثاقبة تميزت،
أولا:
بتعدد وعمق الأبعاد التي ارتفعت بنجاح فوق مهاوي الخوض في سياسة ثلاثية التموقع:
· الحزبي الضيق،
· والحركي الأحادي،
· والأيديولوجي المتجاوز،
وثانيا:
بالقدرة على الاستشراف المبني على الإحاطة الشاملة بواقع البلد السياسي وبأزماته البنيوية الكابحة لمساره التنموي:
- الاجتماعية بأوجهها السوسيو ثقافية وكل تعقيداتها،
- والاقتصادية بكافة اختلالاتها المزمنة، وسوء تسيير وضعف حماية مقدرات البلد الهائلة والمتنوعة،
- والاستراتيجية والأمنية ببعديها الداخلي والإقليمي.
ولما أن الشعب الموريتاني بانضباطه الذي أشاد به المراقبون والمتابعون توجه إلى صناديق الاقتراع وأدلى بأصواته في أجواء طبعتها السكينة والهدوء، فإن غالبية هذا الشعب اختارت للتناوب القادم على رئاسة الدولة المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني وذلك في الشوط الأول تعبيرا عن رغبتها في فتح صفحة جديدة من الحكامة الرشيدة المبنية على الإصلاح الاقتصادي ودفع عجلة التنمية بناء على برامج جديدة ومعقلنة، لرفع كل أوجه تحديات التخلف وحالات الحيف والغبن والتهميش والفساد وسوء التسيير.
وإنه ليحدوهم أمل جديد ويغمرهم بقين بأن ذلك سيتحقق من خلال استرجاع يد الدولة على مقدرات البلد من أيدي العابثين ثم استغلال بأفضل الطرق التسييرية وأنجع السبل التخطيطية، وتوزيع مداخيلها على التنمية والمواطنين من خلال دعم الغطاء الصحي وإصلاح التعليم الجمهوري وتشييد البنى التحتية الشاملة وبناء قاعدة صناعية تحويلية لبعض مواد الوطن المتنوعة.
كما أنه لا يساورهم الشك بل ويجومون بأن وعيهم، العميق بمسؤوليتهم في اخياره رئيسا عليهم، لن يضاهيه إلا حرصه هو على ألا يخيب آمالهم المشروعة، وهو مدرك بما أبان شدة تعلقهم بضرورة تحقيق الرغبة الشديدة في طي صفحة الفساد من بعد مساءلة الضالعين فيه لينالوا جزاءهم، واسترجاع ما نهبوا بغير وجه حق من العقارات العمومية والأموال الطائلة من خزينة الدولة.