السيد / الرئيس مرحبا بقدومكم لقضاء خمس سنوات ــ إن أراد الله لكم الحياة حتى نهايتها ـ وبذلك أقول لكم شفقة عليكم ــ بأني أعيذكم بالمعوذتين بأن تكونوا ترشحتم لقضاء هذه المدة في رئاسة شعب مسلم طلبا لزيادة المادة أو زيادة السمعة ـ وإني سوف أكون لكم أكثر تعوذا بكامل القرآن إذا كان ترشحكم لطلب قدمه لكم رفيق دربكم لتكونوا أنتم الممحاة المسحوبة على آثار زميلكم ورفيق دربكم في عشريته الغليظة حكما المتنوعة معاملة ، مع أنكم الآن وصلتم إلى الفقرة الأخيرة من الحياة كما قال تعالى(( ثم جعل من بعد ضعف قوة وشيبة )) الواو : هنا للمعية لا تقتضي ترتيبا في لغة العرب لغة القرآن .
وبناء على ما يتردد في كواليس بعض الشعب حول الموضوع فإني أوضح لكم أن زميل دربكم هذا حكم موريتانيا بدكتاتورية مطلقة عديمة الشكل في العالم .
فهذه الدكتاتورية لاشك أن 70% منها إيجابية وهي التي كانت وحدها يمكنها أن توقف جرارات رجال الأعمال ووجهاء القبائل الذين أعطيت لهم موريتانيا من طرف الرئيس السابق ثمنا لولائهم في تلك الظروف مع المفارقة بين ما آل إليه ذلك الرئيس وهذا المنصرف المنتظر .
فالأول حكم طويلا وخرج فقيرا والثاني حكم قليلا وأوقر حمولته حتى لا متنفس وخرج يقول ألا هل من مزيد .
وهذا يدل على أن العسكري أيا كان لا يستطيع أبدا نظرا لتكوينه أن يجلس معتدلا بين كفتي ميزان حكم الشعب المدني إلا إذا وهبكم الله أنتم عونا من عنده .
فدكتاتورية هذا الرجل الإيجابية لاشك أنها أعادت لموريتانيا وجودها فوق الخريطة الذي كان يتهاوى وعمل بهذه الدكتاتورية الإيجابية أولا جهده لتخويف رجال الأعمال آنذاك والتخطيط لتنمية واسعة في أكثر المجالات إلا الأمن الداخلي وفقراء الدولة ، فهذان المظهران الوحيدان من دون جميع الشعب لم يلتفت إليهما سلفك هذا ورفيق دربك ، ولكن مؤسسة الجيش ووقوف سمعة موريتانيا بأطول من قامتها فلاشك أن ذلك تحقق على أحسن وجه مع كثير من التخطيط للبنى التحتية وإنجاز كثير منها .
هذا عن عمل سلفكم في سبعيـنه النسبية الدكتاتورية ، أما عن ثلاثـينه النسبية الدكتاتورية فهي قاتـلة حقا: قاتلة للكرامة لمن والاه وقاتلة للمعارضة داخل الوطن وخارجه .
فالموالي مهمى كان إخلاصه وولاءه وقربه فهو أجير مياوم بالنسبة له هو فإن كان مثقفا فيأخذ قـلمه شعرا ونثرا وليصدع بمخزونه الفكري لينشره في جميع المناسبات وبلهجة الخادم المطيع حقا أو غير ذلك ، أما من عارض بأي وسيلة فليعش في الخارج أو في الداخل فلا مكان له في موريتانيا عند الرئيس الحالي .
ومن هنا أصل إلى النصح لكم الذي عنوانه : التخلية قبل التحلية ، وهذه القاعدة التي لا يصلح أي شيء بالنسبة لكم دونها،فإن مردها لما تـقدم من فعل الدكتاتورية الجبلية التي يعبر عنها الموريتانيون بالمثـل"اسبع وامدفع " وأغلب الموريتانيين لا ينظر إليكم إلا بعدم وجود مكان للدكتاتورية فيكم لا إيجابا ولا سلبا وذلك فضل الله يوتيه من يشاء .
وعليه فإن هذه الكلمة سوف تـتناول النصح لما عليكم أن تقوموا به من التخلية بالخاء المعجمة وذلك على النحو التالي :
أولا : انتظار شهر في التفكير في ما آلت إليه موريتانيا وكيف إعادتها لطبيعتها الشنقيطية علما بلا مظاهر وتسامحا بلا طمع وتجانس بلا سلبيات بمعنى أن يكون هذا الشهر شهر نقاهة للتفكير دون أي تعيين إلا الوزراء ويتركون هم أيضا للتفكير في هذا الشهر
ثانيا : مسح الطاولة يمينا وشمالا وطولا وعرضا من جميع الموظفين عن طريق الولاء السياسي لأنه توظيف بدون استحقاق ويدخل في ذلك جميع المؤسسات غير المنتجة : المجلس الدستوري ـ المجلس الاقتصادي والاجتماعي ـ التضامن ـ الفـتوى والمظالم حتى تصلوا إلى مراجعة وجود النواب بشكلهم الفوضوي ـ لوائح الأحزاب للذكور والإناث وغير ذلك من التخبط في صرف الميزانية التي هي روح الشعب في التوظيف البلهواني العقيم من الإنتاج ، وهو مهيأ لأن يكون حسرة يوم القيامة على من أدخله في إدارة شعب مسلم ، وإبداله بأحسن منه كما وكيفا بأسس يطرح الإسلام أوصافها بوضوح : الرشد والعدالة ـ وعدم التعرض الوظيفي بمعنى اختيار العدول للعدول والمبرزين لشغل منصب له مردود غير تنافسي .
ثالثا : مراجعة الإدارة الإقليمية التي قـتـلها سلفكم قـتلا أعجزها عن مباشرة مشاكل الشعب في أماكنه وإعطائها السلطة لعملها الأصلي في مراقبة حياة المواطن أمنيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا الخ .
رابعا : إرجاع جميع تسيير حياة الدولة على ما تركها عليه المحتار بن داداه رحمه الله من نشيد وعلم إلى آخره وإدماج مؤسسة التجمع لرعاية الطرق في الشرطة أو الحرس أو جعلهما مؤسسة خاصة لمساعدة العمد بعد إعادة انتخاب العمد لا على أساس سياسي ولكن على أساس كفاءة وطنية ومعرفة ونشاط واهتمام بالشعب كله الخ .
خامسا : تحويل جميع سجون أصحاب الجرائم الأمنية ولا سيما اللصوص الليليين إلى بير أم كرين أو تشيت أو ودان أو أوجفت وإبدالهم بجرائم المالية في سجن دار النعيم .
سادسا : تجديد مراجعة سجن السلـفيين والدخول معهم في مباحثات جرائمهم فمن ثبتت عليه جريمة ولم يحصل العفو فيها ولا قبول الدية فليقم عليه الحد النافذ ومن كانت جريمته مجرد أفكار فلا شك أنه يوجد من الموريتانيين من يستطيع إقناعه عقائديا وإلا فإن كانت عقيدته تصل إلى الردة أو القيام بالجرائم فليعامل بمقتضى ذلك وإن كانت فكرا فقط يمكن تأويله أو عدم وصوله إلى العقوبة فليترك بينه وبين الله .
سابعا : السيد / الرئيس هذه مجرد نقاط أنبهكم فيها على أن ما تركنا عليه هذا الرئيس المنصرف المنتظر لا تصلح للاستمرار داخل الشعب الواحد الذي جعله الله كله مسلما ، ورزقه جميعا بألوانه ولغاته طبيعة مسالمه لا يحركها إلا الظلم والغبن الفاحش .
ثامنا : وأخيرا السيد/ الرئيس فإني ألفت نظر سيادتكم أن سلـفكم المنتظر ونرجو الله له الهداية في آخر زمنه لم يستمع إلى قوله تعالى(( وابتغ فيما آتيك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك )) إلى آخر الآية واستحسن فعل من أغفل الله قلبه واتبع هواه من قادة الخليج العربي ومصر أي محو الشر على لغة الرئيس السابق لتونس (المرزوقي) وأطاعهم في جميع توجيهاتهم في كره الإسلام القرآني الذي وقائعه هي المصير بعد هذه الموت مباشرة التي لا حارس دونه طبقا لقوله تعالى ((قل بتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون )) ويبدأ بعدها تطبيق ما جاء في القرآن في قوله تعالى ( ياليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا )) وقوله تعالى (( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ))
وهنا أظن أن أي عاقـل خير بين أن يكون هدفا لتطبيق الآيات أعلاه وقوله تعالى(( وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم )) وقوله تعالى(( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة (ساعة الموت) أن لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون )) فواضح ماذا سيختار واسمعوا هذا القسم من الله جل جلاله (( فورب السماء والأرض إنه لحق مثـل ما أنكم تنطقون )) .