ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﻀﺎﺋﻊ / ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺴﺎﻟﻢ

ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻧﺘﻮﻗﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻻ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ، ﻷﻧﻪ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺮﺣﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻇﻒ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻭ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻣﺎﻟﻴﺔ .

ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻱ ﺑﻠﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺗﺔ ﺍﺳﺎﻃﻴﻦ : “ ﺍﻟﻤﺮﺳﻞ ” ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ “ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ” ﻭ “ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ” ﺍﻭ ﺍﻟﻤﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﻫﻮ “ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ” ﻭ “ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ” ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ .

ﻣﻦ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ .

ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﻨﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻮﺭﻳﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ ﻭ ﺣﻖ ﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ، ﻋﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ، ﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻡ ﺍﻷﺳﺮﺓ .

ﻟﺴﺖ ﻫﻨﺎ ﻻﺛﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻟﻜﻦ ﺭﺍﻳﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻲ، ﺇﻋﺪﺍﺩﻱ ﻭ ﺛﺎﻧﻮﻱ، ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻮﺭﻳﺎ ﻭ ﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﺩﺍﺕ ﻓﻌﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ ﺗﺎﺭﺓ ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ . ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺑﺤﻮﺯﺓ ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ .

ﻟﻨﺤﺪﺩ ﺑﺎﻷﺭﻗﺎﻡ ﻭ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻮﺭﻳﺎ .

ﻟﻦ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭ ﻃﺮﻕ ﺗﺪﺭﻳﺴﻬﺎ، ﻭ ﻻ ﺑﺎﻱ ﻟﻐﺔ ﺗﺪﺭﺱ، ﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻌﺮﺽ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻹﻋﻄﺎﺀ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ .

ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 2014 ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻣﻦ ﺗﺴﺠﻴﻞ 592.000 ﻃﺎﻟﺐ، ﻣﻨﻬﺎ 87.000 ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻲ ﺍﻱ ﻧﺴﺒﺔ 14.69 .%

ﺑﻌﺪ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻟﻠﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻝ 82.900 ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻣﺴﺠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺗﺼﻞ 63.000 ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻟﻨﻔﻘﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ 19.000 ﺗﻠﻤﻴﺬ، ﺍﻱ ﻧﺴﺒﺔ %24 ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺴﺮﺏ ﻭ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .

ﻟﺘﻜﻤﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ ﺍﻻﻧﻔﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ” 63.000 ″ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩﻳﺔ 34.800 ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻓﻘﻂ، ﻟﻨﻔﻘﺪ %45 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﺭﻗﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎﻥ ﺑﻪ ﻭ ﻣﺆﺷﺮ ﺧﻄﻴﺮ .

ﺗﺸﻬﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﺍﻱ “ 34.800 ” ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻟﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﻧﺠﺎﺡ ﻗﺪﺭﻩ 19.836 ﺗﻠﻤﻴﺬ، ﺍﻱ ﺗﺴﺮﺏ ﻣﺪﺭﺳﻲ ﻭ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﺧﺮﻯ %43 ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻓﻘﺪﺍﻥ 14.964 ﺗﻠﻤﻴﺬ .

ﻟﺘﻜﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻮﺭﻳﺎ 17.456 ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻓﻘﻂ ﺍﻱ ﻓﻘﺪﺍﻥ %12 .

ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ﻧﻌﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻧﺠﺎﺡ %15 ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻮﺭﻳﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺍﻱ ﺗﺠﺎﻭﺯ 2.618 ﻃﺎﻟﺐ، ﻭ ﺭﺳﻮﺏ 14.838 ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺍﻱ ﻧﺴﺒﺔ ﻓﺸﻞ ﺗﺼﻞ %85 ﻭ ﻫﻮ ﺭﻗﻢ ﻣﻔﺰﻉ ﺣﻘﺎ ﻭ ﻣﻘﻠﻖ .

ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺸﺎﺳﻊ ﺑﻴﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻮﻟﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 82.900 ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻟﺘﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﻛﻠﻮﺭﻳﺎ 17.456 ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻘﻂ ﺍﻱ %21 ﻟﺘﻨﺠﺢ ﻣﻨﻬﺎ 2.618 ﻣﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻱ 3.15 % ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ .

ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺎﻛﻠﻮﺭﻳﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺑﺤﺚ ﺣﻠﻮﻝ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻭ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻨﻨﻘﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﻭ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺮﺏ ﻭ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ

31. يوليو 2019 - 14:40

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا