يكاد يجمع علماء السياسة الإفريقية على أن دولة ما بعد المستعمر فاشلة، لتغريب النموذج، وانتهاك الخصوصيات الحضارية، وهذا ما نلحظه في عدد من الدول التي نالت استقلالها، ودخلت في أزمات مركبة لم تخرج منها إلا بوعي الشعوب وإرادة الحكام.
وفي بلدنا – ورغم الأربعين حولا الأولى وما عشنا من أحكام وأنظمة تشبه الحالة التي وصفنا آنفا؛ فإن وطننا الحبيب كان استثناء وتعافى من الأمراض المزمنة التي أصابت العديد من المجالات الجغرافية وشلتها عن الاستقرار والتنمية.
كان ذلك بصفة فعلية منذ حوالي عشر سنوات حينما تولى مقاليد السلطة فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، رجل الدولة ، الذي أعاد تأسيسها وهيبتها وسيادتها، وارتقى بها إلى مصاف الدول الحاضرة المزدهرة.. انظروا أمس حين حقن دماء إخوتنا في الجارة الشرقية، وكان قد نزل قبل ذلك عام 2014 بكل شجاعة في كيدال ليضع حدا لاحتراب الإخوة ويوقف القتال.. ولعلنا نذكر جميعا إدارته للأزمة في غامبيا ،
الرئيس محمد ولد عبد العزيز قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني بكل شجاعة، ونظم قمتين إحداهما تمثل الانتماء العربي والأخرى توضح التوجه الإفريقي ،كما أدار ملفات شائكة في منظمة الاتحاد الإفريقي أيام رئاسته لها، وهو الذي أنشأ هيئة خاصة بتنظيم الفتوى والمظالم، وجامعة خاصة بالدراسات الإسلامية في لعيون، واستحدث رواتب لأئمة بيوت الله، وطبع المصحف الشريف، وأنشأ قناة خاصة بالتعليم الأصلي قناة المحظرة.
هذه من أوليات فخامة الرئيس، وله أوليات كثيرة في كل المجالات الحيوية سواء تعلق الأمر بمعيشة المواطن أو أمنه أو صحته أو مرافقه الضرورية، ويكفي في هذا الصدد أن نذكر على سبيل الإجمال لا الحصر: قصر المرابطون، ومطار أم التونسي، ومستشفى نواذيبو، ومستشفى كيفة، ومستشفى الأمومة والطفولة، ومستشفى الصداقة، ومستشفى القلب، ومستشفى الأنكولوجيا، واستحداث كلية خاصة بالطب تستوعب الطلاب الموريتانيين وطلاب بعض دول الجوار، إلى جانب بناء جامعات عصرية مجهزة بأدوات البحث العلمي، ناهيك عن بناء ميناء تانيت، وتوسعة ميناء نواكشوط ثلاثة أضعاف، وانشاء شركة وطنية للطيران، ومصنع السفن، وتقسيم مئات القطع الأرضية، وإعادة تأهيل الأحياء العشوائية، وإنارة الطرق والشوارع، والبحث وتطوير في مجال الزراعة وحوانيت أمل، والدعم السخي للرياضة وما نتج عنه من وصول المرابطون لأول مرة لكأس أفريقيا، كما أنه لأول مرة في تاريخ الجمهورية يتم ربط جميع ولايات الوطن بالطرق، ويتم إنشاء مصنع للألبان، ويصل الشباب لأعلى المناصب و إكتتاب آلاف الشباب عبر مسابقات وطنية شفافة ، لقد حدثت ثورة معمارية حقيقية غيرت وجه العاصمة، فلم تعد تلك المدينة الشاحبة التي يظنها المشرف من نافذة الطائرة مدينة أشباح، لقد تحولت في ظرفية وجيزة إلى لؤلؤة منورة وأنت مازلت تبتعد منها وحين تزورها تجدها كمدن العالم، وصلة بذلك وفي مجال الإدارة الإقليمية تم إنشاء مقاطعات جديدة وتقطيع ترابي جديد مكن من حكامة قوية ولامركزية فعالة، وتوج ذلك بمرسوم ينقل بعض صلاحيات الإدارة المركزية إلى المجالس الجهوية التي أنشئت مؤخرا لتمكين المواطين من الارتفاق في بلدانهم الأصلية وتحقيق تنمية محلية متوازنة.
إن المتتبع لإنجازات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز يعجز عن ذكرها كأمثلة، لكننا لن ننسى حرية الإعلام والتعبير، ومشروع افطوط الشرقي، وضبط الحالة المدنية، وتطوير وتجهيز الجيش، واقتناء سفن حربية من ضمنها سفينة النيملان لأول مرة، وتكريم أبطال المقاومة، وتسمية أكبر شوراع العاصمة على مؤسس البلد المختار داداه وحاقن دمائها الرئيس المصطفى ولد محمد السالك، وماتيسر من علمائها وأعلامها المؤسسين، وإنشاء ساحات عمومية يتنسم فيها المواطن عبق الوطن والحرية.
ولنا أن نفخر في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بأننا حزنا أكبر محطة طاقة شمسية في أفريقيا، وشيدنا الكثير من المحطات الكهربائية بحيث أصبحنتا نصدر الطاقة لدول الحوارفصارت موريتانيا من بين الدول الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، وشيدنا البنايات الإدارية الفخمة والمحترمة المملوكة للدولة بدلا من الإيجار، ووسعنا شبكات الماء والكهرباء حتى وصلت لجميع الولايات، كما قمنا بتدشين أكبر ميناء للصيد التقليدي، وأنجزنا مشروع افطوط الشرقي، وبحيرة اظهر الحلم الذي أصبح واقعا، ومشروع شبكة الصرف الصحي في نواكشوط، ومجمعا وزرايا من عشرة طوابق، والسوق الجديد، ومصنع التمور، ومحطة لتحلية مياه البحر.
هذه إنجازات كثيرة لم تتحقق طيلة العقود المنصرمة، ها هي ملموسة أعادت الاعتبار لتراث موريتانيا وطورت خصوصيتها التاريخية، وجعلتها دولة قانون ومؤسسات نفخر بالانتماء لها، لما ننعم به من قيم سياسية واجتماعية وثقافية.
أحمد ولد محمد عبد الرحمن ولد امين
إداري مدني