كفاكم تفرنسا أيها الثرثارون ؟/ المهدي بن أحمد طالب

لقد هزلت أمتنا وضعفت حتى أصبحت البراغيث ترقص على أوتار جروحنا ، وأصبح الأقزام يتطاولوا في دنيا البشرية هذه أعنة السماء ،ليختلط الحابل بالنابل ويصبح القبح الفظيع والجريمة الدنيئة حرية ليمكر المكَرة وليتبروا تتبيرا .

فما كدت أمسح دموعي من تطاول كلاب الأرض المحترقة المجهولة المتأمركة حتى تطاول أقزام آخرون ليسوا من سابقيهم بأحسن ولا أعقل ولا أنصف ، ولاغرو فلقد أعمى الله بصائرهم وقلوبهم وأبسرهم في باريزهم التي هي نادٍ للفجور والمكر تفرنسا مع أبالسة الحكم ، ولا غرو فالسفاهة كاسمها .

فرنسا التي يعرفها الجميع لحقت بأمريكا والدنمرك ليميز الله الخبيث من الطيب ويجمع الخبيث فيجعل بعضه على بعض فيركمه في جهنم .

لكن ليس ذلك غريبا فالجاهل جاحد والكافر خبيث ،غير أن الغريب هو سكوت الدعاة والعلماء ومقارنة الغرب بقريش أيام الدعوة وإرسال الفتاوى جزافا بغير مستند إلا المحاباة والتحرش بفكر أمتنا الإسلامية ، كلما دخلت أمة سبقت أختها في التملق ولعق الأحذية .

فرنسا قطيع من أبناء الدهاليز والمستفرمات ، جمعتهم شياطين الجن ومردة الإنس من أحلام الضياع ، عاشوا سنوات على أفاويق الجهل والتخلف والتكسب ببنات الشارع .

أصبح الثعلب الماكر يقسم العدل بين أبناء مصاصي دماء شمال وغرب إفريقيا ، وكأن أمه التي أنجبته في ساحات العري والدعارة أصبحت عفيفة .

أيها الأوغاد متى أصبحتم أحرارا حتى تقدموا الحرية لأبناء خفافيش الظلام رسامي الشؤم ؟  قالوا هذه حرية ؟

إنها حرية نابليون الذي رسم الخطوط العريضة لدولة الثعالب والحيات حين قيد وقتل أكثر من مليون إفريقي على شواطئ الأطلسي ، ومن وصل منهم بدأ في حفر أنفاق باريس ... إنها الحرية .

أول من اعترف بهذا هو الفيلسوف " أكلود ريب " متسلحا بالوثائق الرسمية على هذه الجرائم البشعة في ظل دولة الكهنوت .

أيها الفرنسيون لقد تناسيتم أيام مُقامكم بالجزائر وقتلكم وسحقكم لأكثر من مليون جزائري بدم بارد دون حساب ولا عقاب ، إنها الحرية التي يقسمها الجلادون كالحلوى على صبيان البراءة .  

أيها الثرثارون اللوم لا يرجع إليكم بقدر ما يرجع إلى من أطعموكم بالسمك وأسقوكم بالنفط حتى الثمالة .

هؤلاء هم من أساءوا  إلى الإسلام وإلى رسول الإسلام قبل إساءتكم أيها المردة ؟

محمد عليه الصلاة والسلام كفاه الله عز وجل شر المستهزئين ومكر الماكرين ، حفظه في صغره وهو يتيم ، وحماه من قريش حين أللبت عليه القبائل وجمعت خيلها ورَجلها أنسها وجِنها فكيف لا يحميه اليوم من أيادي توضأت بالدم والتحفت بالشر ؟

محمد عليه السلام حين قدم إلى البشرية لم يفرض استعمارا على دول الساحل والصحراء وإنما فرض العدل والمساواة بين الضحية والجلاد ، فأصبح الضعيف عنده قويا حتى أخذ حقه والقوي ضعيفا حتى استرجع الحق منه .

إن عقلاء الغرب والمستشرقين حين نظروا إلى التاريخ الإسلامي أقروا بضرورة الإقرار لمحمد عليه الصلاة والسلام بالعظمة في كل شيء من حياته  لكن الطفيليين منهم يكابرون .

وأسباب غطرسة الصحف الغربية وخاصة الفرنسية هو انبطاحنا وإعجابنا بثقافة العلوج (الفرنسيين ) وتناسينا لماضينا التليد والزاخر بالعطاء في شتى الميادين .

ويرجع صاحب كتاب " ماذا خسر العالم " أسباب فشلنا ــ اليوم ـ هو تجاهلنا لماضينا ورميه بالتخلف والدروشة .

علينا أن نعيد حساباتنا وتعاملاتنا مع الغرب وخاصة المتفرنسين حتى نقف على مدى حريتنا وحدود حريتهم .

25. سبتمبر 2012 - 22:26

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا