التعليم..وا منقذاه / بويايْ سيد أحمد اعلِ

التعليم هو العمود الفقري للتنمية البشرية ،لا قطاع من القطاعات الرئيسية أوالثانوية إلا ويرتكز عليه ويغذيه ،لذلك من يريد بناء الدولة وتطوير مؤسساتها فلابد من أن يبني العقول قبل أن يُنَقِبَ عن المعادن فى الهضاب والسهول، ويستثمر فى الكادر البشرى استثمارا يُراعى الحاضر ويستشرف المستقبل ليؤسِسَ لجيل قادر على خَلْقِ الفُرص ورفع التحديات وسد الثغرات .فمهما امتلكت الدولة من موارد اقتصادية تبقى بلا فائدة إذا لم تشفع بموارد بشرية مؤهلة ،إن الكفاءات العلمية هي من يبتكر الموارد المالية والمادية وهي من تخلق أقوى الاقتصاديات والعائدات التى لاتنضب من خلال رصيدها المعرفي وثروتها العلمية التى يمكن أن تراهن عليها ؛ ليست الموارد المادية هي من يصنع الأدمغة ويطور البنى التحتية ويقضى على الفقر والجوع .إن امتلاك العلم والمعرفة والتكوين المستمر والمتابعة والتقويم هي وحدها مقومات رأس مال الفرد والدولة الوحيد الذى يمكن أن تُساير به ركب العولمة والتطور ومن هنا فإن مَنْ ينشد رفع التحديات وتوديع البؤس والفقر والجهل يجب أن يستثمر فى الإنسان من خلال التعليم والتعليم فقط وذلك بالإهتمام بالمُدَرّس بإعتباره لُبُّ العملية التربوية وصانع الاجيال وبانى العقول ؛ وأقول المدَرِّس لأن المعلم او الاستاذ هو من دَرَّس وصنع البواب والسائق والتاجر والجندي والطبيب والمحامي والحاكم نفسه ...إلخ فكل هؤلاء يَعْبُرون من فوق قَنْطَرَته لذلك لابد أن نعي ان إصلاح هؤلاء والرهان على تفانيهم يمر من بوابة الإهتمام بالاستاذ ،ومادام المعلم او الأستاذ اليوم يعيش بأقل من 300Euro شهريا وينظر إليه المجتمع الذى سيطرت المادة على عقليته وتفكيره نظرة احتقار ودونية فلا تطمعوا ياعقلاء بِعُلُوٍ فى الأرض ولا فى السماء ،فقد قيل إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فأهدم التعليم ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.ولكي تسقط القدوات عليك ب (العلماء) اطعن فيهم ، شكك فيهم، قلل من شأنهم، حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.وفى الختام أتمنى أن يقرأ الرئيس والمسؤولين عن التعليم مقالي هذا ويفهموا ويتأكدون أن المُدرس يعيش بطالةً مقنعة فى مجتمع يعيش جله هو الآخر أزمة قِيَمٍ واخلاق ؛ ولابد إذا كانت هناك إرادة لإصلاح القطاع وعزيمة قوية ونِيَةً صادقة لإنتشاله من السقوط والانهيار وإخراجه من سوق السياسة وبورصة البيع والتلاعب به ، لابد من رفع سقف رواتب المدرسين وزيادتها زيادات مجزية لا أقل من 200% وزيادة العلاوات الهزيلة التى لاترقى هي الأخرى أن يطلق عليها زيادات بقدرما تعتبر صدقات دراسية تنقطع بإنقطاع شهور الدراسة كخطوة أولى لتغنى هذا الموظف صاحب الرسالة النبيلة عن اللجوء للمدرسة الحرة والساعات الإضافية فى البيت او فى غيره.إن إصلاحا لايأخذ فى الحسبان زيادة الأجور الحالية بمائتين فى المئة 200% وكذلك العلاوات كحدٍ أدنى وخطوة أولى وليست نهائية ومراجعة المناهج والتقدمات وتفعيل مبدإ العقوبة والمكافأة ومشورة الشركاء يعتبر إصلاحا مؤقتا وحلا آنيا وبالتالى لن يصمد معه نظامنا التعليمى ولن نقطف من ورائه ماننشد.

1. سبتمبر 2019 - 9:45

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا