ينتابني العجب من أولئك المثبطين الذين رموا سهام تشكيكهم من قوس واحدة منذ الوهلة الأولى لاتهام الحكومة و قدرتها و كفاءتها ، فربطوا بينها و بين حبس الأمطار عن البلاد !
و لكن لله الحمد و المنة جاء الغيث و انهمر على نحو غير مسبوق وعمّ أرجاء البلاد من أقصاها إلى أقصاها ، بل و بأرقام قياسية لم تسجل منذ سنوات طويلة ، و كان هذا من طالع السعد على الدولة و الشعب ، و مثلما أن المشككين حمّلوا الحكومة تأخر الأمطار ، فإننا نسجل أنها حكومة مباركة أكرم المولي سبحانه قيادتها المعروفة بالصلاح و الرشاد برحمة السماء ونزل فيها الغيث واستبشر العباد بذلك خيرا.
كما أن حكومتنا وجدت العاصمة نواكشوط في حالة احتلال تام من القمامة و الأوساخ ، فتدخلت في الوقت المناسب و نجحت بفضل الله في ذلك ، وتمكنت من تنظيف أماكن ظلت لسنوات وهي عصية على النظافة ، وهاهي أسواق السبخة و الميناء– على سبيل المثال - ، اللتين كانت أسواقهما مضروبة فوق الأوساخ ، نظيفة و آمنة و تمر منها السيارات لأول مرة منذ سنوات ، و كذلك الأشخاص يمرون بانسيابية كاملة و بدون أية عراقيل .
كما نجحت الحكومة في الاستعداد الكامل لموسم الأمطار في ولايات العاصمة الثلاث ، و تمكنت من توفير أساطيل من سيارات شفط المياه في كافة التقاطعات المرورية ، و ذلك لسحب المياه بمجرد وجودها في الأماكن التي تتجمع فيها ، و التخلص منها بطريقة عملية سريعة ، الشيء الذي أزاح كابوسا كان يخيم على سكان العاصمة منذ سنوات بسبب تجمع الأمطار على الشوارع و في الممرات على نحو مزعج .
و تدخلت الحكومة فوريا بعد السيول التي اجتاحت مدينة سيلبابي ، و لم يكن من المناسب أن يسافر رئيس الجمهورية إلى هناك لما سيترتب على ذلك من نفقات باهظة ومرهقة للميزانية العامة ولا ضرورة لها ، في الوقت الذي يمكن تحقيق الهدف بطريقة فعالة و أكثر نجاعة ، حيث كلف رئيس الجمهورية القطاعات الوزارية ذات الصلة باتخاذ ما يلزم بعد الاطلاع المباشر على الوضع عن كثب ، و لذلك قام الوزراء بمهامهم على ما يرام ، و تم إنقاذ الوضع الكارثي عن كاهل السكان و فتحت الطرق و عادت الحياة لطبيعتها ، و لله الحمد و تم تقديم المساعدات المادية و المعنوية للسكان المتضررين الذين شعروا فعلا بأن لهم حكومة تؤازرهم و تهتم بهم و تسهر على خدمتهم بصورة أمينة و صادقة . و اتضح أن هذا المدخل هو الأنسب لحل مشاكل السكان بطريقة أكثر جدوائية و عقلانية .
و لا يمكن أن ننسى المستشفى الميداني للجيش الوطني الذي تم تجهيزه بكافة المستلزمات و الأدوات الطبية في وسط البلاد ، لمواجهة الحالات الطارئة و تقديم كل ما يلزم من خدمات صحية و علاجية نوعية للمواطنين في فصل الخريف ذو الطبيعة الخاصة كما هو معلوم .
و في رصيد إنجازات الحكومة الجولة الناجحة للوزير الأول على هامش قمة اليابان ، حيث تمكن من القيام بالكثير من العمل لمصلحة الشعب الموريتاني ، و ذلك في ظرف وجيز ، و أثبت معاليه حنكته و جدارته و أهليته لقيادة الحكومة الموريتانية .
كما أن وزراء الحكومة الحالية ، كل فيما يخصه ، قد أنجزوا خططا ملموسة لتطوير قطاعاتهم الوزارية و ربطها بالأهداف التي تخدم الشعب الموريتاني و التي سطرت في البرنامج السياسي للرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني .
وهذا هو ما يبحث عنه غالبية الشعب الموريتاني وهو : حكومة تركز على الأفعال لا الأقوال ، فالأفعال ناطقة بطبيعتها و أكثر إقناعا ومقبولية بدلا من الاكتفاء بالتنظير و إطلاق الوعود الكلامية المعسولة و الفارغة .
ما نريده كافة هو حكومة تعمل بصمت و هدوء و كياسة و فاعلية ، و هذا هو ما يظهر من أداء الحكومة الحالية حتى الآن ، و يبدو أن في جعبتها في المستقبل القريب الكثير من المفاجآت السارة المتعلقة بالعمل البناء الذي يجسد مصالح الشعب الموريتاني في شتى المجالات .