ترى هل سيدك القائد الحصون / ذ. محمد فاضل الهادي

يقف ولد الغزواني بجيشه المعنوي المتمثل في ثقة غالبية الشعب و دعم البرلمانيين لبيان السياسة العامة للحكومة، يقف على حصون تحتاج لأن يدكها دكا و يلزمه فعل ذلك للتمكن من الهيمنة الحقيقية على مقالييد الحكم.

لكن هل هناك بوادر على انه سيفعل ؟

الغزواني يمتلك أسلحة فتاكة و جيشا جرارا و من أهم أسلحته الصمت الذي يصاحبه منذ تنصيبه، فأخطر ما تخشاه النخب المختبأة خلف الحصون هو ذلك الصمت المطبق و تلك  الروية التي أظهرها في التعامل مع مجمل مفاجئات القدر التي حضر له وقت دخوله القصر.

و من اسلحته الفتاكة ايضا انه مزج بين القديم و الجديد و جعل أعين النخب حائرة، تتسائل هل غزواني مهادن مسالم لا يحرك شيئا من مكانه ام انه رجل يتمتع بحكمة يأخذ الاصلح من هنا و هناك.

أقلام النقاد و الكتاب سواء الماجور منها او المطاوع طاعة و قناعة لم تستطع ان تقدم تحليلا منطقيا يفيد بحقيقة خطط الرجل، و لم تستطع ان تجيب على التساؤلات المحيرة التي تنتظر إجابة، فإن قال القائل ان الرجل تابع لمن قبله كذبته الشواهد و ان قال القائل عكس ذلك ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان اللاتبعية المتوخاة ليست ملموسة نظرا لبعض الخطوات و بعض القرارات مثل تعيين الوزير المختار ولد اجاي على رأس أسنيم، رغم ان ذلك التعيين لا يمكن اعتباره مجرد اسكات للاغلبية و الحزب الحاكم، فالرجل بحق له مميزات كثيرة فان استطاع التأقلم مع رؤية و تصورات و افكار غزواني لثبت انه صالح لكل زمان و مكان.

اسلحة الغزواني العجيبة تسمح له بالتأكيد دك الحصون و يبقى فقط ان نعرف هل يريد هو فعلا ذلك ام لا.

صحيح ان الغزواني طوع كافة رجالات ولد عبد العزيز و أستطاع ايضا أن يختار منهم من يصلح له حسب وجهة نظره، و تمكن مثل ذلك ان يتغاضى عمن لا يجد فيهم صالحه، و ربما أدخر البعض الآخر لمراحل لاحقة من مراحل دك الحصون.

الغزواني شخص "مدوب" و إنسان مكون تكوين مزدوج داخل و خارج المؤسسة العسكرية يتمتع بعدة مميزات، لكنه يتعامل مع واقع عليه ان يطوعه لما يريد، مستخدما استراتيجية سياسية معهودة و معروفة كتعريف للفعل السياسي، (فن الممكن)، و بذلك فلا هو ساخط على الماضي البعيد و لا هو راض عن الماضي القريب و لا هو ايضا منفصل منسلخ عن الاحداث التي مر بها البلد، يبقى فقط ان نتسائل متى يثبت الغزواني انه رئيس لكل الموريتانيين و انه يبحث عن مصلحتهم جميعا و يشركهم جميعا في صنع القرار و بناء البلد ؟

هذا التساؤل لا تجيب عليه الايام القادمة فقط بل يجيب عليه ايضا مدى رغبة النخب في التقرب من الرئيس الجديد بعد قراءة صحيحة للرسائل اللفظية و العملية التي بعث بها محمد ولد الشيخ الغزواني.

و يبقى أن نقول بأن القارئ الجيد هو من يفهم تلك الرسائل و يرسل اشارات على ذلك بالطرق المتاحة الى الرئيس.

12. سبتمبر 2019 - 16:57

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا