شاهدت كغيري من المهتمين بالمجال تصريحات وزير التشغيل الجديد أن 271 ألف شاب موريتاني في الفئة العمرية 19 إلى 35 سنة لا يدرسون ولا يعملون و هذا النوع يسمي NEET .
لكن وثيقة صادرة عن البنك الدولي نوفمبر 2017 تشير الي أن هذا العدد يصل 528 الف !
حيث انه توجد فقط 345000 شاب عامل منهم 107الف عمل رسمي من اصل مليون وثلاثمائية الف شاب ، (هناك حوالي مليون شاب عاطل في موريتانيا يا سيادة الوزير - انظر الصورة -) انها كارثة حقيقية !!!
يبدو أننا لا نزال نعيش مرحلة عدم دقة البيانات و هو ما ينذر بفشل جميع الخطوات القادمة .
لفت نظري ايضا التركيز علي الانفصام بين الشهادات ومتطلبات سوق العمل و هو فعلا احد الاسباب الهامة للبطالة لكن السبب الحقيقي ببساطة هو أن الاقتصاد عاجز عن خلق كل هذه الوظائف ، فحتي لو تمت موائمة التكوين مع سوق العمل ، هل يقدر السوق في شكله الحالي فعلا علي استيعاب هذه الجيوش من العاطلين ؟؟ ان خلق عشرات الالاف من فرص العمل يتطلب ازدهارا اقتصاديا حقيقيا .
استغرب ايضا اعتماد الوزارة علي القطاع الخاص الوطني في محاربة البطالة ذالك ان هذا القطاع يعاني صعوبات بنيوية اكثر من قطاع التشغيل حيث يتركز في قطاعي الخدمات و التجارة و غالبية شركاته ذات طابع أسري و لا تحترم اي معايير تنظيمية أو مهنية إنه " سند الضعيف علي الاضعف " يحتاج القطاع الخاص إصلاحا عميقا بدوره !!
من دون تطوير حقيقي للأنشطة الاقتصادية و خصوصا الانشطة الانتاجية لن يكون هناك تشغيل و لن نشهد إلا زيادة في البطالة.