تقف حكومة موريتانيا اليوم بين ناريين، نار صمت، وحرب لا تريد أن تخوضها، نظار للآثار المترتبة عنها، وانعكاساتها على أمن المنطقة، والبلد بصفة خاصة، كما لا يريد الشعب الموريتاني، أن يخوضها حفاظا على العلاقات المتشابكة، بين الشعبيين الشقيقين _ الشعب المالي والموريتانى_ ومع ذالك يبقى سيناريو التدخل عسكريا مطروحا على الطاولة.
لا يكابر أحد في أن دولة مالى تستحق على الشعب الموريتاني وحكومته، في وقت كهذا، موقفا ليس مخجلا ولا ضعيفا، بل تنتظرمنه المساعدة والمناصحة، وهي التي تفتح أبوابها جنوبا وشمالا، خريفا وشتاء ، صيفا، وربيعا، أمام مئات الآلف من المواطنين، و الملايين من رؤؤس الأبقار والأغنام، ذات العمود الفقري لسكان شرق البلاد، ذو التعداد المعتبر..
"لا" للتدخل عسكريا مادام الحوار قابلا أن يوصل إلى نتيجة، فمع الحوار يمكن أن تخرج المنطقة من الوضع الحالى بأقل تكلفة شريطة أن يعود الاستقرار والقانون للشمال المالي، وأن تعود البلاد إلى سابق عهدها، مع ضمان حقوق الإخوة الأشقاء الأزوادييين، ومنحهم الحق كاملا، حتى ولو تطلب الأمر استقلالا ذاتيا، لكن دون أن تشارك فيه قوي أجنبية من أي بلد كان..
"لا" للتدخل عسكريا لوكانت السيطرة في الشمال المالي للماليين دون غيرهم، ولذالك يلزم الحذر واحترام سيادة مالى وحق شعوبها، اعتمادا على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ورغم أن هذا الوضع ليس قائما اليوم في الشمال، بل هناك خليط بين حركات أجنبية ومحلية، تحكم قبضتها على الإقليم بالحديد والنار..
فحبذا الو كانت حركة تحرير أزودا ذات التوجه المنفتح وصاحبة المطالب الوطنية هي التى تسطير على الإقليم، فلوكان الوضع كذالك لما وجد مبررا للتدخل العسكري، نظرا لوضوح المطالب والحقوق لدى أولائك الأشقاء..
لكن الوضع مختلف اليوم على الأرض فتلك الحركة المستنيرة لم يعد لها وجود على الأقل قوي.. واستبدلت بآخري يرفض أغلب تشكيلاتها، الدخول في أي الحوار بل يري أن من صالحه أن تبقى المنطقة في حرب ، لكي يستطيع أن يضمن لنفسه البقاء..!!
"نعم" للتدخل العسكري عندما يغلق باب الحوار، ويعمل العابثون بقيم الشعوب ووحدتها واستقرارها، على أن يجدوا موطئ قدم في مكان ما من العالم أحري في منطقة ممتدة على أكثر من جهة على حدودنا الشرقية، ليس من المنطقي أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام وضع وجوده يضعف الأمن في البلد وفي المنطقة بأسرها، ويضيق الخناق على مصدر رزق مئات الألف من المواطنين من كلا البلدين، كما ليس من المنطق ولا من الحكمة أن نترك فرصة للعدو أن يتقوى ويأمن وهو الذي يعلن بأفكاره وطموحاته أن المنطقة كلها مستهدفة، لصالح مشروع ميت مقطع الوصال باسم الدين والشريعة..؟؟