يعتقد الكثير من أساتذتنا الكرام أن التعلم يعني حشر مجموعة من التصورات والمفاهيم والمعارف فى الناشئة دون مراعاة انتقاء تلك التصورات والمفاهيم والمعارف بطريقة تراعي خلفية النشء عاطفيا ووجدانيا ونفسيا وحتى اقتصاديا ة فهذه العوامل مجتمعة تجب مراعاتها عند تقديم مائدة الدرس ’ باعتبار أن لها تأثيرا مباشرا على نفسية الطالب ’ محاولين في الوقت ذاته التسلح بالمناهج التربوية المعاصرة وجعل الدرس حراكيا ديناميا ومواكبا للعصرنة ’ بعيدا عن أساليب التلقين وحشر أكبر كم من المعلومات لدى الطالب الذي يعتبر حجر الزاوية في كل عملية تربوية ناجعة وناجحة ’ فما الذي نعنيه بالمناهج التربوية وكيف تساهم في تقدم عملية التعلم ؟؟.
فنحن نعني بالمناهج التربوية أو المنهاج التربوي تخطيط العمل البيداغوجي الأكثر اتساعا من المقرر التعليمي ’ فهو لا يتضمن فقط مقررات المواد ’ بل أيضا غايات التربية وأنشطة التعلم والتعليم ’ وكذلك الكيفية التي سيتم بها تقييم التعلم والتعليم.ومن خصائص المنهاج التربوي أنه مبني بناء منطقيا ’ وأنه يخدم الغايات والكفايات المراد تحقيقها في نهاية كل مرحلة وأنه يستحضر
التقويم والتخطيط والتنشيط والموارد البشرية والمادية والديداكتيكية وفضاء التعلمات ’ فمن حيث كونه تصور متكامل ينطلق من مدخلات وصولا إلى مخرجات أو مواصفات وما ينبغي أن يكون عليه المتعلم في نهاية كل مرحلة دراسية ’ فالمنهاج التربوي يجب أن يراعي مصلحة واحتياجات المجتمع وتقاليده وأن يعكس هويتها ونوع الإنسان الذي نريده لا كما يراد لنا وأن يحقق أغراض التربية الأخلاقية ويرتبط بها في ظل عولمة القيم بعد عولمة الاقتصاد وأنماط السلوكات ’ بل إن المنهاج التربوي يجب أن يتماشي واحتياجات الطلاب واهتماماتهم وميولهم وهذا ما يبتعد منه جل المدرسين سامحهم الله . زد على ذلك أن المنهاج يتصف بالمرونة والشمولية والتنويع والتكامل والاستمرارية . كما تحتل المناهج مركزاً حيوياً في العملية التربوية إلى حد اعتبارها العمود الفقري للتربية، ذلك أن المنهج في أبسط تعريف له هو مجموع الخبرات التعليمية المباشرة وغير المباشرة التي يعدها المجتمع لتربية الأفراد وإعدادهم في ضوء ظروف البيئة الاجتماعية ، وما يهدف إلى تحقيقه من آمال وإنجازات مستقبلية... وبهذا المعنى يكون المنهج المرآة التي تعكس واقع المجتمع وفلسفته والصورة التي تنفذ بها سياسية الدولة في جميع أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والاقتصادية. ويتوقف تنفيذ المنهج ونجاحه على المعلم، وعلى الأساليب والأنشطة التي يختارها، باعتبارها المسؤول الأول عن تحقيق الأهداف التي يتطلع إليها المعلم في تنفيذ المناهج وترجمة أهدافها إلى مواقف وخبرات سلوكية يعيشها التلاميذ الذين يعنى المجتمع بتربيتهم، إضافة إلى ذلك يجب على المعلم أن يقوم بعملية تطوير المناهج وأساليبها، وطرق تقويمها مبتعدا عن الطرق التقليدية في التدريس، كما أننا مطالبون بتزويده بالمهارات اللازمة للمشاركة في هذه العملية، باعتباره أحد الأطراف الهامة فيها، سيما وهو المنفذ والمطبق في الميدان ’ لذلك فالمادة الدراسية مستمدة جدلا من المناهج الدراسية لميول التلاميذ وقدراتهم العقلية ’ وحيث تمثل المادة الدراسية الرسالة التي ترسل للمعلم أو المدرس من خلال تفاعله مع المتعلم ’ وأثناء مشاركته الفعالة مع جميع مكونات المنهج بمفهومه الشامل وتعتبر المادة الدراسية ركنا أساسيا في عملية التدريس ولا يستطيع أحد التقليل من قيمتها وأهميتها فبدون معلومات لا يمكن تصور أن هنالك معرفة حقة ’ هكذا فالمناهج المدرسية لها دور كبير في ترسيخ القيم باعتبار أن المناهج الدراسية خطة شاملة ومتكاملة يتم عن طريقها إعطاء المتعلمين الفرص التعليمية لتحقيق الأهداف ومن ثمة كانت ضرورة تطوير المناهج أمرا لا مفر منه وحتى يتم التطوير بشكل معقول لا بد بعد ذلك أن يتم اختيار المبادئ الرئيسية التي على ضوئها يتم انتقاء الخبرات الكامنة التي تعتبر حجر الزاوية للمنظومة التربوية’ ثم تأتى بعد ذلك مرحلة اختيار نوع التنظيم الذي سيتخذه المنهج كمرتكز ومنطلق ..