للإصلاح كلمة تساعد رئيس حزب تواصل في مقابلة السيد رئيس الجمهورية / محمدُ بن البار

كلمة الإصلاح هذه المرة سمعت أن رئيس تواصل سيقابل رئيس الجمهورية فأرادت أن تنتهز الفرصة التي يقل تكرارها  ألا وهي مقابلة رئيس حزب ينعت نفسه بأن مرجعيته إسلامية برئيس مسلم يترأس دولة مسلمة كلها وقد مكن الله له في أرضها وسمائها إلي آخر حدودها ، وهنا ننوه أن كلمة الإصلاح كما يعرف قراؤها الكرام عندما تريد الكتابة لا تنتمي لأي طائفة عن طائفة فهي تتمني دائما أن تكون آخر حياة كل مسلم تنتهي بالتي هي أحسن الموصوف صاحبها بأن له الحسني وزيادة ولا يرهق وجهه قتر ولا ذلة إلي آخر معني الآية ، وما دام الإنسان حيا يرجي له ذلك أيا كان سلوكه من قبل ما لم تحضره الموت ، هذا هو الانتماء العام الذي تدور فيه كتابة كلمة الإصلاح ، أما الانتماء الخاص فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح وهو الصادق المصدوق أنه لا تزال طائفة من أمته ظاهرين على الحق لا يضرهم من خانهم أو خذلهم حتى يأتي وعد الله ، وهذا الوصف الكاشف لهذه الجماعة من أمة محمد صلي الله عليه وسلم والتي يزكيها الرسول صلي الله عليه وسلم بالصبر والصمود على الحق مع كثرة من خانهم أو خذلهم حتى وان لم يشتركوا معه في دولة حتى ولو لم يكن معهم في قارة بل لمجرد الاسم الذي يتميزون به ، فهو يكرههم تصديقا لوصف النبي صلي الله عليه وسلم لأعدائهم بالخيانة لهذه الجماعة ، وما أكثر ذلك من البعثة حتى الآن ، ومن تتبعي عندما وعييت الحياة الفطرية للإنسان المسماة عند البعض بالسياسة ، والمسماة عند الله بجميع تحركات الإنسان فكرا أو قولا أو عملا بطائر الإنسان المحمول في عنقه يوم القيامة ، فإني لم يصل تفكيري إلى إضافة نفسي إلا إلى هذه الطائفة حتى ولو بمجرد إضافة انتماء بدون إسناد أي مسؤولية كانت ، وأعتبر ذلك هو أضعف الإيمان لمن يرجوا من الله الخير عند لقائه يوم القيامة وهو ينتسب إلي من وصفهم النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه الصحيح بأنهم يموتون علي الحق صابرين محتسبين فمحب القوم منهم ، ومن هنا بالذات احتسب هذه المساعدة بهذه الكلمة لرئيس ذلك الحزب أو رئيس تلك الطائفة في مقابلته مع رئيس الجمهورية ليكون من بين ما يقول له ما يلي :

أولا : يذكره بأيام الله أي بنعمته عليه في أول حياته وهي أنه لم يأخذه إليه في حالة نهاه الله عنها ، ولا شك أن كل إنسان غير معصوم مرت عليه تلك الساعة في حياته ، كما قال تعالي لموسى عندما أرسله لقومه ((ولقد أرسلنا موسي بآياتنا أن اخرج قومك من الظلمات إلي النور وذكرهم بأيام الله)) تلك الأيام التي نجاهم فيها من ظلم الطاغية فرعون وأخرجهم بذلك من ظلمات الصد عن سبيل الله وذبح الذكور وترك الإناث إلى الحرية والتمكين في الأرض وجعلهم أئمة وجعلهم أي قومك الوارث لتلك النعم كلها ، فكذلك ذكره أنت بنعم الله عليه بتركه له مع زميل دربه أكثر من أربعين سنة  - كما ذكر هو نفسه ذلك - يتيهون تحت سماء الله وفوق أرضه يفعلان ما يحلو لهما من زهرة الدنيا ومتاعها حتى آل الأمر إلي أن زميله حمل وزر عشر سنوات عجاف وتزيد سنة في منصبه للرئاسة ، وقد تبين أنه اشتري في هذه المدة الدنيا بالآخرة وليست تلك التجارة رابحة عند الله وليست دليلا علي سلوك طريق الهدي كما وصفها الله بذلك ، ومن الصدف هنا أنك أيها الرئيس المقابِل (بصيغة اسم الفاعل ) من قوم رئيس الجمهورية المقابَل ( بصيغة اسم المفعول ) وعهدي بكم أيها الرئيس النائب عن الطائفة تحملون في سلوككم وتربيتكم من مكارم الأخلاق واحتساب كل عمل لله وفي الله وأن كل ما جاء من عند الله في هذه المعجزة من النور الساطع لسالك الطريق المستقيم والمطرقة الشديدة الفعالة للمنافق والمشرك المتخذ من دون الله وليجة ما يجعلك قادرا بإذن الله على أن تؤدي هذه الأمانة من التبليغ والإرشاد كما أنزلها الله غير شرقية ولا غربية ((كتاب أنزلناه إليك مبارك لدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)) ، وعليه فإنك أيها الرئيس عليك أن تتيقن أنك بمقابلتك تلك لا تمثل إلا تلك الطائفة التي قادها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وأسلمها بعده للقرآن فقط ، وما ترك هو من توجيهات صحيحات لتلك الطائفة التي وصف الله أولها في قوله تعالي : (( محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من ربهم  ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوي على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار)) ، وفي هذه الساعة التي لا تمثل فيها إلا تلك الطائفة عليك أن تفتح أمامك قواعد تمثيلها من القرآن والسنة فقط وتقرأ ذلك على ذلك الرئيس الذي قادته الأقدار إلي أن يضيف إلى حق نفسه عليه وحق أهله كذلك - بإنقاذهم من النار إلي النور بإذن ربه ويهديهم إلي صراط مستقيم – حق نحو 5 ملايين من عباد الله كلها مسلم : حق حريتهم ورزقهم وكسوتهم والعدالة فيما بينهم وإلا فإن السقوط من السماء وتخطف الطير للأعداء دون الأرض ورمي الرياح له في مكان سحيق أهون على الإنسان في الدنيا من كلمة تأنيب واحدة من الله توجه إلى إنسان الآخرة مثل قوله تعالي : (( ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم)) ، وعبادة الشيطان تقع بمجرد فكر أو قول أو عمل على غير ضوء هذا القرآن المعبر عنه باسم الإشارة في قوله تعالي : (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)) سواء كانت يسارية أو اشتراكية أو موالاة عمياء أو معارضة راديكالية أو رأسمالية أو ديمقراطية عسكرية فوضوية استبدادية إلى آخره .

ثانيا : تذكره أيضا بأنه ابتداء من 01/08/2019 قد انخرط في سلك الإنسان الذي تحمل الأمانة التي عرضت على السماء والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ، وفي هذا الصدد نبهه على أنه ظهر من حكم سلفه أنه أكثر شجاعة في مقابلة بطش الله بالإنسان من السماء والأرض لأنهما أشفقتا أي خافتا من الله من تحمل الأمانة لأنهما عرفتا أن الله قال لهما من العدم آتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ، ولكن سلفه تترس عن الله بالأيام والمثل الموريتاني يشرح ذلك الترس ( اللي مدرك بالأيام عريان ) ، وبناء علي أنه هو ترك الآثار العميقة الأثر على  عيشة الفقراء وأمن جميع المواطنين والفوضوية الاجتماعية التي انحل عقدها على جميع الأصعدة ، فإن تركه هذا لا تستطيع الألسنة الحداد نظما أو نثرا أو تملقا بأنواع الموالاة أن تتستر على الخوف والجوع في أحياء نواكشوط الفقيرة ، فإذا كان المنصرف أطعم أهل بتلميت من خوف الجوع وآمنهم من الخوف المادي فقد ترك ذلك في باقي مقاطعات الدولة ولاسيما نواكشوط ، وباختصار شديد عليك أن تنبهه أن زمالة الدنيا هي الكارثة المحققة في الآخرة وهذه رؤوس آي تشير إلى نحسية تلك الزمالة الدنيوية يقول تعالي : ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين))  والتقى فُسِّر في سورة البقرة (( الصابرين والصادقين والقانتين))  ، وكذلك قوله تعالي : ((ويوم يعض الظالم علي يديه)) " وقوله تعالي : ((إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين))

وباختصار فليعلم سلفه أن اعتقاد أكثر الموريتانيين في أيام حكمه هو ما يلي :

أ – حكم موريتانيا وكأنها لا شعب لها له حق الكلام إلا بالموالاة

ب – وضع يده علي جميع خيراتها وتصرف فيها تصرف الملك الخاص بالاقتناء والعطاء لمن يحب

ج – توجه فقط إلي بعث الجيش من جديد واستعمل الدرك في إصلاح ما يريد إصلاحه

د – ضاع في زمنه فقراء موريتانيا وانتشر الخوف فيها بدون أمل انتظار أمن إلي آخر ما يعلم الجميع

ه – تفرق العقد الاجتماعي بين المواطنين الذي كان في سلك أخلاق إسلامية قوية ، ولكن ارتجال الرئيس وطلب إظهار الموالاة قابله العكس وانتشرت بذلك الفوضى الشرائحية إلي آخره .

وختم هذا الرئيس زمنه بما ختم به سلفه معاوية من جعل الإسلام هو علة كل بلاء يجب التخلص منه ومن جميع علائقه .

هذا الدرس الأخير أعطته نقمة الله على المشرق العربي الحالية التي أذلت العرب وأبدلت دين الله بالهوى أعطته الدكتورة الفخرية فيه فهو يربي هذه الشهادة كما يربي أحدنا فلوه .

فكل هذه المعطيات والمخلفات عليك ان تمثل الإسلام في شرح التخلص منها إلى صراط الله الذي له ما في السموات والأرض ألا إلي الله تصير الأمور .

وأخير فإنني أخرت هذه الفقرة الآتية من المقال لأركز عليها لما لها من الأهمية في الإسلام في ظني وهي أن تعلن لهذا الرئيس جهرة أنك في مقابلته لا تمثل المعارضة ، تلك المعارضة التي ساخ فيها ربما إلي الودجين رجال كثيرون من القياديين في تواصل تعديا وتجاهلا لقواعد الحزب الملزمة بالسير مع القرآن مهما التوت به المصلحة الإسلامية حتى ولو رجع إلى مكان قدميه الأول ،فالقاعدة تقتدي بالقيادة عملا بالطاعة الحزبية ، ولكن اقتداء مأموم صلاة العصر بإمام يصلي الظهر باطلة ولو تشابه الكيف والكم إلا أن اختلاف النية هو الذي أبطل صلاة المأموم ، إن هذا الحزب الذي جعل الإسلام حياته والرسول قدوته والقرآن موجهه والمصالح الخادمة لهذه الطريق هي هدفه وأمله في النجاة في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم لحري بأن يقدم لأي رئيس مسلم هذه الطاعة فيما أمر الله بها فيه (فمسيرته ستكون علي الطريق المستقيم ومرشدوه سيكونون أمناء ) ، ولهذا فإن اكبر اعتداء وافتيات على هذه الطريق  - الواضحة المعالم البينة السلوك الشارحة لصدر سالكها المطمئنة عندما تكون راجعة إلي ربها راضية مرضية بإذن الله - لهو الظلم المبين .

وإن أي كلمة تقولها لهذا الرئيس مبنية علي غير السلوك القرآني المحمدي فهي صادرة منك شخصيا إليه شخصيا ، أما الحزب فطريقه السالكة هي قوله تعالي : ((قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا))

 

 

2. أكتوبر 2019 - 17:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا