مع انطلاقة الموسم السياحي في موريتانيا لسنة 2019م 2020 م تستعد الدولة الموريتانية بكل طواقمها لإنجاح هذا الموسم وذالك باتخاذ كافة التدابير لازمة وقد تعهدت كل من المغرب وفرنسا عن طريق سفيريهما بتطويرالقطاع..
وكان هذا القطاع الحيوي قد عان لسنوات بسبب الهاجس الأمني وتحذير الرعايا الأجانب وعلى رأسهم فرنسا بعدم التوجه إلى موريتانيا الشيء الذي انعكس سلبا على مداخيل السياحة..
واستبشر السكان خيرا في هذه السنة لما بات يتمتع به البلد من أمن ولله الحمد بدليل زيادة عدد السياح في هذا الموسم..
ولكن هناك مايسمى بالسياحة الثقافية لم أسمع بذكرها في المقابلات التلفزيونية والمسموعة التي تجريها وزارة السياحة وهي مكون أساسي للسياحة التقليدية..
ولقد وسعت من مدلولاتها في السنوات الأخيرة فلم تعذ تقتصر على المواقع التاريخية وآثار الحضارات القديمة بل إنها أدخلت عناصر جديدة كالمهرجانات..وإحياء المسارات التي كانت تسلكها القوافل مثل قوافل الملح التي تشتهر بها موريتانيا والتي تنطلق من كدية الجل في الشمال الموريتاني إلى بقية العالم وكل ما على هذه الطرق من آبار وبرك بطرازها القديم..وكذالك قوافل الحجيج والطريق التي كان يسلكها الحجاج راجلين...
والوسائط الثقافية: من تكوين فرق موسيقية وهيأت أدبية واجتماعية وإقامة معارض للصناعات التقليدية مما يعطي مادة حية معبرة عن واقع البلد وتاريخه القديم وهذه لاشك أنها محفزات لجذب السائح المهتم بهذا النوع من السياحة...
تركز الدول بشكل كبير على قيمة السياحة الثقافية، للاهتمام الأكاديمي الذي يتميز به هذا النوع من السياحة لدى العديد من الهواة الغربيين...
وتزخر موريتانيا بعشرات المواقع الأثرية وآثار الحضارات الغابرة ولكن هناك معلما جيولوجيا تنفرد به موريتانيا دون غيرها يسمى عين الصحراء أو قلب الريشات دفعت الشهرة التي حازها هذا الموقع الجيولوجي في العالم لتحويله إلى مركز سياحي، يتجه اليه الراغبين في اكتشاف هذه الحفرة..
كنت قد كتبت مقالا عن هذا الموقع العجيب عين الصحراء أو (كلب الريشات ): أعجوبة موريتانيا التي حيرت العلماء ‼..
https://www.elhourriya.net/33774.html
حاولت من خلاله لفت الأنظار إليه بعد أن زرته شخصيا ولكن كانت الظروف آنذاك استثنائية بفعل الهاجس الأمني وقد لاحظت تراجع الاهتمام بهذا الموقع خاصة أيام السياح وعلماء الغرب في العقود الماضية نتيجة للخوف من القاعدة ومافيا التهريب...
أما الآن وقد زال هذا الخطر بفعل المقاربة الأمنية التي انتهجتها الدولة فقد صار لزاما علينا أن نرد الاعتبار لهذا الكنز الثمين الذي لو استثمرنا فيه فسيستعيد قطاع السياحة عافيته في ظرف وجيز لأهميته الدولية والعلمية واليك عزيزي القارئ مقتطفات عن ماكتب عنه في المواقع والوكالات العالمية المتخصصة وعلى رأسها وكالة ناسا:
_ الموقع العالمي Matrix World Disclosure، والمهتم بالظواهر الطبيعية الخارقة في العالم، بنشر مادةٍ عن ظاهرة "قلب الريشات" في موريتانيا، بوصفها إحدى الظواهر الطبيعيّة الفريدة في العالم ككل، مُتطرقًا لخصائصها وطبيعتها والآراء العلميّة التي تناولت تاريخ ظهورها والعوامل المؤدية إليه. مادة الموقع هذه تأتي في سياق التأكيد المستمر على الاهتمام السائد حاليًا في الأوساط البحثية بظاهرة "قلب الريشات" أو "عين الصحراء" كما في تسميةٍ أخرى شائعة.
وفي مارس/ آذار عام 2008 م نشرت وكالة ناسا الفضائية على موقعها الرسميّ على الإنترنت تعريفًا بالظاهرة، مُشيرةً إلى اكتشاف البعثات الفضائية الأولى لها قبل سنواتٍ طويلة من الزمن. تلك البعثات التي تعدُّ رحلة رائد الفضاء الأميركي سكوت كيلي أشهرها على الإطلاق عندما حقق رقمًا قياسيًا بوصفه أول رائدٍ فضاء أميركي أمضى فترة طويلةً في الفضاء، برفقة الرائد الروسي ميخائيل كورنينكو، وذلك في عام 2015 عندما سافرا معًا في رحلةٍ فضائيّة لمدّة عام من أجل مهمةٍ علمية دولية.
أثناء رحلته نشر كيلي عددًا من الصور التي تظهر المعالم الجيولوجية الخارقة على وجه كوكب الأرض، وكانت إحدى تلك الصّور صورة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعيّ، منبهًا متابعيه إلى وجودها وتمركزها في الصحراء الموريتانية؛ وقد جذبت تلك الصورة إعجاب واندهاش مئات آلاف المتابعين، الذين بدأوا بشغفٍ كبير يطرحونَ الأسئلة حول هذه الظاهرة التي، هي بحسب التفسيرات العلمية السائدة، حفرةٌ ضخمة ذاتُ تكوينات صخريّة متباينة في شمال صحراء موريتانيا، قرب مدينة وادان التاريخية، وتبلغ مساحة قطرها 35 كلم في تقاطع ألوانٍ باهر بين الأصفر والأزرق والأسود في إشارةٍ لتكويناتٍ جيولوجيّة معينة توضحها صور الأقمار الصناعية...
مجلة علمية متخصصة تقول ان موقع قلب الريشات يعتبر أكثر المواقع الجيولوجية في العالم اثارة لاهتمام العلماء والباحثين
ومراكز بحثية تصفه بأنه أغرب موقع جيولوجي على وجه الأرض...
والوصف الذي تتحدث عنه وكالة ناسا هو فعلا قلب (الريشات) أو عين الصحراء الذي يوجد في آدرار موريتانيا وقد عرفها كيلى عبر موقع تمبلر بقوله: تقع هذه الصورة في الحد الغربي للصحراء الكبرى في وسط موريتانيا.. وهو بالذات الوصف الدقيق لقلب الريشات الذي يبعد عن مدينة وادان الأثرية 25 كلم.
وهي عبارة عن شكل دائري يتكون من دوامة صخرية محفورة في الصحراء في عمق كبير جدا يبلغ قطرها حوالي 35كلم وتحيط بها هالة زرقاء اشبه ببؤبؤ عين زرقاء في وسط الصحراء أنظر الشكل:
لكن الاكتشاف الأول يرجع إلى الباحث الفرنسي تيدور مونو في ثلاثنيات القرن الماضي الذي كرس حياته للبحث في صحراء موريتانيا وهو أعرف بموريتانيا من الموريتانيين أنفسهم..
يعتبر حفرة الريشات أو قلب الريشات أو عين الصحراء لغزا لايزال محيرا للعلماء..
وترى إحدى الفرضيات أن شكل المرتفع الصخري الذي يمتد على مسافة 50كلم مربعا يشبه فوهة بركان إلا أن عدم وجود فوهة أو منبسط داخل "الكلب" وخلوه من الصخور الحادة يدحض هذه الفرضية.
" نظرية أخرى تقول بعوامل التعرية والنحت في تشكل منعرجات "الكلب
الدائرية هو الاحتمال الارجح ، لكن هذا لا يفسر الشكل الدائري الذي ما يزال لغزا محيرا حتى الآن..
هناك جدل علمي حول ماهيته فبعض العلماء يقول إنه حفرة ناتجة عن نيزك ضرب تلك المنطقة وهذا رأي والبعض يقول إنه بركان خامد قديم..
والبحث الموجود إلى حد الآن الذي حصلنا عليه هو البحث الذي قام به غويلايوم ماتون من جامعة كبك -كندا لتحضيره لرسالته الدكتوراه فبعد اخذ أكثر من 100 عينة صخرية استنتج أنها قبة قد حصلت نتيجة صهارة عظيمة استقرت قبل 90 مليون سنة فرفعت الصخور التي فوقها من: كاربوناتايت ,كابرو و كيمبرلايت....
ولا تزال البحوث جارية لسبر أغوار هذا اللغز المحير...‼
لذا يجب على الدولة الموريتانية الجديدة التي جعلت من السياحة أولوية في برنامجها أن تلتفت على جناح السرعة إلى هذا المعلم الغريب من نوعه على وجه الأرض بشهادة الجامعات والمعاهد العلمية المختصة بما فيها وكالة ناسا الأمريكية (حتى أن رواد الفضاء لما يضلون عن مواقعهم في الفضاء يكون كلب (الريشات) بمثابة مرجعية وارشاد لرواد الفضاء بأنهم رجعوا إلى الأرض.).
و أن يكون محمية طبيعية لأهميتها العلمية. ولعل الأولية الآن تكمن في إنشاء طريق معبد والتواجد الأمني والمرافق العمومية الضرورية للسياحة العلمية والثقافية..
وهنا أرى شخصيا أن يأخذ رئيس الجمهورية زمام المبادرة وينشأ هيأة متعددة الاختصاصات تسهر على تنمية المواقع الجيولوجية والأثرية عموما وكلب (الريشات) خصوصا مما سيشكل نواة للسياحة الثقافية والعلمية في موريتانيا تنضاف لمهرجانات المدن القديمة...
وهذا سيمكن موريتانيا أن تذكر في المحافل الدولية العلمية وأن تتصدر وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة عربيا وإفريقيا ودوليا...
.بعدما تهيأت الظروف لذالك وساد الأمن واندحر الإرهاب ومافيا التهريب إلى غير رجعه..
وليشاركني في هذا المدونون وعالم سشيوميديا بعدما دشنو وسما أوهاشتاك بمناسبة اففتتاح موسم السياحة في موريتانيا.عسى أن نجد آذانا صاغية ترجع لهذا الموقع أهميته الذي كاد أن يصبح في خبر كان وتفعل الدولة الجديدة السياحة الثقافية التي أصبحت مكون أساسي لاقتصاديات الدول..
وهنا أوجه نداءا للكتاب الموريتانيين وللمترجمين بالتعريف (بقلب الريشات) أوعين الصحراء).‼ حتى تعم الفائدة ونرد الاعتبار لهذا المعلم الجيلوجي الفريد...وأن لا ننتظر حتى نأخذ المعلومات من الآخر في قضايا تخصنا.