العلماء و " الشعراء " و الفتوى " الحمقاء " / البشير ولد بيا ولد سليمان

الا بلغا سيداتي  ان كنت غاديا                    رسالة قاض بالعيون دعي بيا

أشاعر موريتان أرقت مقلتي                     و ذكرتني عهد الصبا و شبابيا

بترداد بيت للملوح  موهنا                        دعوني  دعوني  قد أطلتم عذابيا

فردده  لي  وهنا  ببيك بلحنكم                    فمن لحنكم أشفي همومي و دائيا

الابيات,  للقاضي بيا ولد سليمان الناصري  رحمه الله , مخاطبا صديقه الفنان سيداتي ولد آبه رحم الله الجميع , صحبة , علاقة , محبة , عرفها الموريتانيون وعاشوا عليها بمختلف شرائحهم ( ايكاون , احراطين , اكور , بيظان , امعلمين , طلبه , ازوايه , اعرب )  تعايشا سلميا و تنوعا ايجابيا بناءا , هكذا كنا في ظل الدولة الواحدة تحت السقف الواحد , سقف " لا اله  الا الله محمد رسول الله " , فكلنا مسلمون و الصلاة علي جنائزنا جميعها حق علينا جميعا , و لا أحد يمتلك الجنة ليدخل فيها من يشاء أو يمنع عنها من يشاء , الله وحده ولي ذلك و القادر عليه , و الغيرة علي الدين ليست في التهرب من الصلاة علي جنازة  فلان او علان بحجة انه فنان , حجة باطلة و قراءة خاطئة لمفاهيم الدين , والمتوفي رحمه الله كان يشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله بل كان يرددها غالبا في ألحانه و أغانيه و هي خصلة تميز بها الفنانون الموريتانيون ,  يكثرون من قول لا اله الا الله و من الصلاة علي رسول الله ,  صلى الله عليه و سلم  , فخر تعتز به البلاد و نعمة  تعكس أصالة شريحة " ايكاون " و تمسكهم بدين الاسلام , فاللهم أرحم سيداتي ولد آبه و ديمي بنت آبه و أرحم اللهم عمري ولد أعمر تيشيت , يقول القاضي بيا ولد سليمان   :

أشاقني بالشدو المرونق و الشعري              رنين قتار الشاعر المرتقي عمري

فبت ذريف الدمع أنصت جاثما                     أكفكفه سحا الي مطلع الفجري

يردد لي شعر الحطيئة و الخنسا                  و قيس و أعشى و الحماسة من عمري

فبالله اسمع لي قتارك ممزجا                      برناتك المثلي و ردد لي يا عمري

مفلجة الاسنان لو أن ريقها                        تداوى به الموتى لقاموا من القبري

مرحلة من العمر,  فتوة  ,  عفة , صفاء و نقاء وعلم و علماء موسعين ميسرين لا معسرين و لا متشددين بل مضيقين الحرام  و جاعلين دائرة الحلال  كما أقرها الله كبيرة واسعة .

تلك نماذج قليلة في بلاد شنقيط , فقد كان احتكاك و علاقات  بين علماء و شعراء وفنانيين ولا ضير , هكذا كان سلفنا و لا شك أنهم أفضل منا , فأنى لهذا " المفتي " بفتواه و أن الفنان لا يصلي عليه , أم هو التفيقه في الدين , وظهور المتفيقهين , المتعطشين علي اصدار فتاوي الحلال و الحرام و التكفير و التبديع , و .... و ,  وأخيرا ان كان الأمر كما قيل و ان مفتي بلاد شنقيط قال ما قيل فلا بد للدولة أن  تقيل و ان تسارع بآخر بديل .

 

28. أكتوبر 2019 - 13:52

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا