إن المتتبع لما أفرزته نتائج مقدمي خدمة التعليم، يظهر له جليا ما وصل إليه تعلمينا بجميع مستوياته- قبل الإلقاء باللائمة على التكوين الأولي- إذ مع بساطة محتوى التقويم، لم يتم الحصول على العدد المطلوب.
ففي مسابقة اختيار 5030 من مقدمي خدمة التعليم التي أجريت مؤخرا بلغ عدد المشاركين 10072 شخصا، حيث ترشح للأساتذة 4084 كان من المفترض أن يتم اختيار 2030 منهم فيما ترشح للمعلمين 5988 كان يفترض أن يتم اختيار 3000 منهم، وبعد صدور النتائج، كان مجموع الناجحين :3608
موزعين بين:
2291 معلما
1317 أستاذا
مما يؤشر على أن حكاية تدني المستويات عمت بلواها الجميع، ولم تعد حكرا على مستوى دون آخر، ولا على مؤسسة دون أخرى.
كل ذلك، ينبئ بأنه ما من إمكانية لحل سحري يلوح في الأفق، لتغيير هذا الواقع.
حقيقة مرة يجب أن نعترف بها؛ لنخطو الخطوة الأولى نحو الإصلاح المنشود.
وهو ما يحتم على الجميع من مربين وغيرهم ممن لهم صلة بهذا المرفق الحساس من قريب أو بعيد؛ أن يتنادوا زرافات ووحدانا لتشخيص الواقع المزري الذي وصلت إليه منظومتنا التربوية، ونتعرف على مكامن الخلل، ونبحث عن السبيل الأمثل لعلاج ذلك مستأنسين بمخرجات الأيام التشاورية، التي ذهبت جهودها أدراج الرياح.
إكسير كل ذلك؛ وجود إرادة سياسية تقف وراء هذا المجهود، طالقة العنان لأصحابه، واعدة إياهم بتطبيق مخرجات عملهم، لنتفادى مقولة:
"ما أشبه الليله بالبارحة"
وهو الشيء الذي مالم ير النور، ستبقى أي خطوة تتخذ في هذا المجال؛ كمن "يحلب ناقته في أضاة".
إن البلدان كما يقال تبنى على أسس معروفة هي سر وجودها وبقائها، وآخر ما تبقى من تلك الأسس هو التربية والمربي.
هذا الأخير الذي غدا أضحوكة في عالمنا المعيش، نتيجة البعد المادي الذي نعيشه، وأصبح المرجع الجديد لقياس درجة الاحترام في المجتمع الذي نعايشه؛ مقياس جديد يسمى "دخلك" قياسا على "ريختر" مقياس الزلازل، أعاذنا الله وإياكم.
الفارق فقط، أن الأخير كلما ارتفع كان مدمرا، في حين أن انخفاض درجات مقياس الأول هو سر التدمير، لكنه تدمير من نوع آخر؛ تدمير مجتمع و نشء وبالتالي؛ تدمير تطور وازدهار ونماء بلدان بأكملها.
غيض من فيض،
"...وليقس مالم يقل"
السلام عليكم ورحمة الله.
المكون: محمد سالم حبيب