احتشد العشرات من الشباب الموريتاني صباح اليوم أمام وزارة الصحة تأييدا ومساندة لقرارات اتخذها الوزير الدكتور نذير ولد حامد تهدف إلى إصلاح وتنظيم قطاعه، وهي المرة الأولى التي نشهد فيها الشباب الموريتاني بمختلف أطيافه وخلفياته ومنطلقاته يتظاهر دعما ومساندة لقرارات حكومية لا زالت تتلمس خطواتها الأولى إلى أرض الواقع. ولا شك أن خطوة نادرة كهذه تستدعي الوقوف عندها ودراسة خلفياتها، ولن يجد من يحاول ذلك صعوبة في الوصول إلى أن هذه المظاهرات أرسلت برقيات عاجلة وتضمنت ملاحظات سريعة لعل أبرزها:
- أن الإصلاح هو إرادة حكومية راسخة، وسياسة رسمية متبعة، تستمد جذورها وصلابتها من برنامج "تعهداتي" الذي جاء به رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
- أن الحاضنة الشعبية قوية جدا لأي مصلح يريد أن يقدم خدمة لهذا الشعب تعينه على الحفاظ على صحته، أو توفر له حقه في التعليم، أو تقرب الإدارة منه، أو تجعل حياته أكثر أمنا وأسهل انسيابية.
- أن الشباب الموريتاني بلغ درجة من الوعي جعلته يتجاوز الذاتية السياسية، والخلفية الفكرية، والحاضنة الاجتماعية، ليدعم -وبدون عقدة- كل ما من شأنه أن ينفع الناس ويمكث في الأرض.
- أن النخب الوطنية عامة استلهمت الدروس من تفريطها في جنب الوطن، عندما تقاعست عن دعم قرارات سابقة كانت تهدف لإصلاح التعليم، حين تركت تلك الخطوة تواجه مصيرها الذي عايشناه وشاهدناه.
- أن القيادة السياسية اليوم نالت القبول وحظيت بالرضى من طرف مختلف الطيف المجتمعي سواء لدى سياسييه أو الفاعلين في المجتمع المدني أو المنخرطين في النقابات والمنظمات، وعليها الحرص على أن يكون القادم أكثر انسجاما، وذلك عبر التقدم خطوات أخرى على طريق الإصلاح، ذلك الإصلاح الذي لا شك أن الشعب يستعجله والوطن يحتاجه.