تعتبر مدينة شنقيط وريثة لمدينة «آبير» القديمة التي توجد أطلالها اليوم على بعد ثلاثة أميال إلى الشمال الشرقي، والتي كانت الموطن الأول لمؤسسي هذه المدينة.
وتؤكد الروايات المحلية أن تأسيس مدينة آبير يعود لسنة 160هـ الموافق للعام777م، فيما تؤكد أن تأسيس شنقيط يعود للعام 660 هــ الموافق للعام 1262م.
إلى هذه المدينة، يُنسب كبار العلماء الشناقطة الذين ملأ صيتهم العالم باستظهار وحفظ العلوم ، فافتتن بهم المشارقة في الأزهر وفي الأردن وفي الحجاز وفي السودان وفلسطين وسوريا والعراق…
نذكر هنا لا للحصر العلامة محمد الأمين الشنقيطي (آبه بن اخطور) ومحمد محمود التركزي الشنقيطي و محمد الأمين ولد فال الخير الحسني الشنقيطي و لمجيدري ولد حبللّه اليعقوبي الشنقيطي… والقائمة تطول.
أعتقد أنه من غير اللائق في حق مدينة إسلامية تاريخية لها هذه المكانة الفريدة أن ينظم فيها مهرجان لعرض الصناعات التقليدية والغناء والمعازف والرقص…ويطلق عليه مهرجان شنقيط ، مع احترامنا لاصحاب هذه المهن.
كان من الأنسب أن يكون مهرجانها مهرجانا علميا ثقافيا يُدعى إليه أهل العلم والفكر الاسلامي من جميع أصقاع البلاد الإسلامية كي يتعرفوا عن قرب على تاريخ المدينة المُشرف، ويتبادلوا العلوم و الأفكار مع نظرائهم في بلاد شنقيط ، كما يجب أن يوكل تنظيمه لوزارة الشؤون الاسلامية ، لان مدينة شنقيط تراث اسلامي .
كما أعتقد أنه إذا كان مصطلح (ثقافة) عُدل حديثا وصار يطلق على الغناء والمعازف والرقص …، فيجب أن يُنأى بالعلوم الشرعية وأهلها عنه، لأنهم ليسوا مثقفين بالمعنى الحديث للكلمة ، بل هم علماء، وفي اعتقادي أن مهرجان شنقيط كما رأيناه لايعبر عنهم وبالتالي لا يعبر عن شنقيط ولا عن الشناقطة.