قطاع الشباب والرياضة في عين العاصفة (١) / زيدان سيداتي الزين

قد يستغرب البعض أن أكتب عن قطاع اتبؤ فيه منصبا كبيرا وصلته بالتدرج والإستحقاق من مدير للتربية البدنية والرياضية إلى مدير للرياضة الجماهيرية ثم مديرا للمصادر البشرية والمندوبيات الجهوية ثم مفتشا عاما للوزارة (منصبي الحالي) وأستاذا للتعليم العال بالمعهد العالي للشباب والرياضة،  ما يعني أن ما سأبينه في حلقات إن شاء الله ليس طلبا للتعيين ولا طمعا في جاه أو مال كما قد يعتقد البعض ممن أطلع على بعض تدويناتي منذ بلغ الحال حدا لا يطاق تفاوتت درجات حدته بتفاوة درجات المكر  والدهاء والسطحية  والعمق والوطنية و اللاوطنية والإيمان بالدولة واللادولة  للقائمين عليه.

أولا: مرحلة الإصلاح ٢٠٠٩- ٢٠١٤

تميزت هذه المرحلة بحراك  لم يشهده أي قطاع حكومي ملأ الاعلام الوطني والدولي وشغل الناس وبعث الأمل في نفوس الشباب المطحون الذين بلغوا حد اليأس من إصلاح قطاعهم فتنادوا مصبحين لحضور منتديات شبابية ورياضية نظمت بهدف مشاركتهم و معرفة و ترتيب أولوياتهم وفق مقاربة تشاركية خرجت بتوصيات عملية وتشخيص ميداني لمشاكل القطاع.

كانت الاستيراتجية الوطنية للشباب والرياضة  والترفيه ٢٠١١- ٢٠١٥  هي ذلك المنتوج الفكري للشباب  الموريتاني و مختلف الفاعلين الوطنيين والدوليين حيث كانت إدارة جلساتها وصياغتها في شكلها النهائي  من طرف كوكبة من أطر القطاع العارفين من أين تؤكل الكتف.

الانطلاقة القوية للقطاع بعد المصادقة على  استيراتجيته  لأكبر دليل على  تكاتف جهود  أطره وتسلحهم  بالإيمان وعمل الفريق المنسجم  وتطلعهم ليصبح قطاعهم مضرب مثل للنجاح.

وضوح الرؤية والرسالة التي كلفت بها الوزيرة السيدة سيسه بنت الشيخ ولد بيده  و قدرتها على الإدارة البشرية و تطبيق مفهوم العدالة التنظيمية التي تعطي للفرد من الامتيازات والتقدير بالقدر الذي يقدم من التفاني والانضباط والنجاح دفعت بالجميع إلى التنافس الإيجابي.  فتميزت المرحلة على سبيل المثال لا الحصر بما يلي:
- وضع مخطط استعجالي للبنات التحتية للشباب والرياضة؛
- البحث عن المواهب الشبابية والرياضية؛
- العمل على رعاية واحتضان تلك المواهب الشابة؛
- إعادة فتح المركز الوطني لتكوين أطر الشباب والرياضة الذي كان مغلقا منذ ٢٠ سنة؛
- العمل على اكتتاب ٥٠٠ شاب حامل شهادة لصالح قطاع الشباب والرياضة؛
- إعادة تدريس التربية البدنية والرياضية في الوسط المدرسي؛
- تشجيع الرياضة للجميع؛
- دعم الجمعيات الشبابية والرياضية؛
-إنشاء مراكز انصات للشباب في عموم البلاد؛
- إنشاء الروابط الشبابية في عموم البلاد؛
- تنظيم الأسابيع الجهوية والمقاطعية للشباب والرياضة؛
- وضع ترسانة قانونية ومؤسسة قوية؛
- تنشيط التعاون الدولي في مجال الشباب والرياضة وتفعيل الدبلوماسية الرياضية؛
- جلب التمويلات الدولية للقطاع؛
- تعزيز قدرات الموظفين و الجمعيات الشبابية والرياضية؛
- منح ٦ملايين أوقية قديمة لكل شبكة جهوية للشباب كميزانية سنوية؛
- التركيز على إشاعة الرياضة في الوسط المدرسي والشبابي الغير مصنف ؛
- تنظيم منافسات دورية وطنية  أو دولية كاليوم الوطني للرياضة وماراتون نواكشوط الدولي و سباق الدراجات الهوائية والسباق المدرسي بالإضافة إلى الرياضات التراثية.

لم يتغير المنهج والأسلوب الذي ألفه أصحاب الاختصاص في الفترة التي تلت معالي الوزيرة سيسه بنت بيده ، فكان لمعالي الوزيرات  لاله بنت اشريف و فاطم فال بنت اصوينع الفضل في التعاطي مع كل القضايا بحكمة ووطنية أبقت على الانسجام الذي كان قائما من قبل وقللت من الصراعات  التنظيمية أو الهيكلية التي تثير الكثير من التساؤل  والشحناء بين العمال وتضعف ثقة المرؤوس بالرئيس.
يتواصل

18. نوفمبر 2019 - 18:07

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا