59 مضت...من أمل يتجدد / محمد سالم الددي

بعد أيام قليلة سيخلد شعبنا الأبي، إن شاء الله،  الذكرى 59 لتحرر  البلد، ذكرى غالية و عزيزة  تغتنم فرصتها عادة  للحديث عن حصيلة النجاحات المحققة  و الإخفاقات المسجلة  و التحديات التي على  البلد مواجهتها حتى تظل موريتانيا فرصة و أمل للجميع  كما يجب أن تكون.

من البديهي  أن  القوى الإستعمارية  لم تتخلى   عن أي مستعمرة من  مستعمراتها  قبل صناعة  نخب   طيعة من أبناء تلك  البلدان  تكن لهم الولاء المطلق و  متعطشة للخدمة و  متابعة المهام نيابة عنهم و   لتثبيط كل عمل وطني متحرر و مخلص يجنح للسلم لكن يرفض المذلة و التبعية و الخنوع.   و لقد تغلبت  للأسف، حتى الآن، تلك النخب العميلة بشكل مطلق  في جل البلدان المستهدفة فرسخت كل المغالطات الخبيثة الممجدة للمستعمر التي  جعلت من الإرتماء في احضانه و  التبعية له  الأفق الأفضل للتقدم و الرخاء.

  و في  سبيل ذالك لزم    تعطيل كل المقومات و القدرات  الوطنية و أختصار العالم و كل ما يتيحه على المستعمر السابق كمعبر ضروري و وحيد   للولوج للعالم  و العولمة و بهذا تقلص الأفق عليه  ليضمن أستمرار  مسار التبعية و الهيمنة.

 لقد حرمتنا تلك النخب المشؤومة  من ان  نكون جزء  من   العالم    لتستمر  الهيمنة  بغطاء و طنى فكان البطش و الخذلان  بايادي  محلية تتولى المهمة و تفرض الخيارات الظالمة ترسيخا للتبعية و الإهانة و الظلم .....   و  ليكون الإستقلال تغطية لإستمرار الإستغلال.

لقد  زرعوا  فينا  عوامل  فشلنا : نخبة عميلة تغذي   مرجعية  ثقافية دخيلة  لن نفلح ابدا ما دمنا نتمسك بها و نغطي بها على حقيقتنا و ماهيتنا و موقعنا في العالم.....

لكن مع كل هذه المعاناة و   بعد 59 سنة من الإنفصال رسميا عن فرنسا مازالت تلك الذكرى  غالية على قلوبنا و تجسد   وحدتنا و آمالنا في وطن ينمو و يزدهر متصالح مع نفسه و محتضنا  لكل أبنائه ، متمسكا بهويته و منفتحا على عالمه، مندمجا و  منخرطا  فيه  بشكل واضح. لأننا  نريد أن  نكون جزء من العالم نحظى  بكل ما يتيحه العالم  من علوم و ثقافة و سلع... لكي  نخرج من التهميش و العزلة و حتى لا ينفرد بنا أحد أو  نكون حكرا لأحد .

لقد تحقق الكثير  من ما كان يجب تحقيقه في شتى المجالات رغم بعض الإخفاقات و العقبات  و رغم  كل المعاناة التي مازال جل    شعبنا   يكتوي بها  من ويلا ت التخلف ، الفقر و العزلة،   مازال حلم الإستقلال متاحا، مازال الأمل حيا لأن صمود و إرادة و   رغبة أبناء هذا البلد في بنائه ، تعميره و الدفاع عنه  و رفع رأسه مازالت راسخة كما هي  ،   و ستظل ان شاء الله،

فهنيئا لقواتنا  المسلحة بيومها  الوطني :  25 نوفمبر
و هنيئا للشعب  كله بعيده الوطني :    28 نوفمبر 

موريتانيا فرصة رائعة و نادرة .. فل نحافظ عليها.
موريتانيا فرصة و أمل فل نغتنم الفرصة لنغذي الأمل.
موريتانيا فرصة الإستقرار و أمل غد أفضل.

 لذا علينا التركيز  على الأولويات التالية : - الحفاظ بشكل خاص  على وحدتنا الوطنية و -  فعل كل ما يلزم من أجل  كسب رهان تنمية متسارعة و منسجمة يستفيد منها الجميع و  - مضاعفة الجهود من أجل   محاربة الإرهاب و كل أنواع   التطرف و الكراهية  ... .

عاشت موريتانيا حرة و مزدهرة ...

محمد سالم الددي ، خبير في الإقتصاد القياسي و المالية العامة

21. نوفمبر 2019 - 8:33

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا