بعد أيام قليلة سيخلد شعبنا الأبي، إن شاء الله، الذكرى 59 لتحرر البلد، ذكرى غالية و عزيزة تغتنم فرصتها عادة للحديث عن حصيلة النجاحات المحققة و الإخفاقات المسجلة و التحديات التي على البلد مواجهتها حتى تظل موريتانيا فرصة و أمل للجميع كما يجب أن تكون.
من البديهي أن القوى الإستعمارية لم تتخلى عن أي مستعمرة من مستعمراتها قبل صناعة نخب طيعة من أبناء تلك البلدان تكن لهم الولاء المطلق و متعطشة للخدمة و متابعة المهام نيابة عنهم و لتثبيط كل عمل وطني متحرر و مخلص يجنح للسلم لكن يرفض المذلة و التبعية و الخنوع. و لقد تغلبت للأسف، حتى الآن، تلك النخب العميلة بشكل مطلق في جل البلدان المستهدفة فرسخت كل المغالطات الخبيثة الممجدة للمستعمر التي جعلت من الإرتماء في احضانه و التبعية له الأفق الأفضل للتقدم و الرخاء.
و في سبيل ذالك لزم تعطيل كل المقومات و القدرات الوطنية و أختصار العالم و كل ما يتيحه على المستعمر السابق كمعبر ضروري و وحيد للولوج للعالم و العولمة و بهذا تقلص الأفق عليه ليضمن أستمرار مسار التبعية و الهيمنة.
لقد حرمتنا تلك النخب المشؤومة من ان نكون جزء من العالم لتستمر الهيمنة بغطاء و طنى فكان البطش و الخذلان بايادي محلية تتولى المهمة و تفرض الخيارات الظالمة ترسيخا للتبعية و الإهانة و الظلم ..... و ليكون الإستقلال تغطية لإستمرار الإستغلال.
لقد زرعوا فينا عوامل فشلنا : نخبة عميلة تغذي مرجعية ثقافية دخيلة لن نفلح ابدا ما دمنا نتمسك بها و نغطي بها على حقيقتنا و ماهيتنا و موقعنا في العالم.....
لكن مع كل هذه المعاناة و بعد 59 سنة من الإنفصال رسميا عن فرنسا مازالت تلك الذكرى غالية على قلوبنا و تجسد وحدتنا و آمالنا في وطن ينمو و يزدهر متصالح مع نفسه و محتضنا لكل أبنائه ، متمسكا بهويته و منفتحا على عالمه، مندمجا و منخرطا فيه بشكل واضح. لأننا نريد أن نكون جزء من العالم نحظى بكل ما يتيحه العالم من علوم و ثقافة و سلع... لكي نخرج من التهميش و العزلة و حتى لا ينفرد بنا أحد أو نكون حكرا لأحد .
لقد تحقق الكثير من ما كان يجب تحقيقه في شتى المجالات رغم بعض الإخفاقات و العقبات و رغم كل المعاناة التي مازال جل شعبنا يكتوي بها من ويلا ت التخلف ، الفقر و العزلة، مازال حلم الإستقلال متاحا، مازال الأمل حيا لأن صمود و إرادة و رغبة أبناء هذا البلد في بنائه ، تعميره و الدفاع عنه و رفع رأسه مازالت راسخة كما هي ، و ستظل ان شاء الله،
فهنيئا لقواتنا المسلحة بيومها الوطني : 25 نوفمبر
و هنيئا للشعب كله بعيده الوطني : 28 نوفمبر
موريتانيا فرصة رائعة و نادرة .. فل نحافظ عليها.
موريتانيا فرصة و أمل فل نغتنم الفرصة لنغذي الأمل.
موريتانيا فرصة الإستقرار و أمل غد أفضل.
لذا علينا التركيز على الأولويات التالية : - الحفاظ بشكل خاص على وحدتنا الوطنية و - فعل كل ما يلزم من أجل كسب رهان تنمية متسارعة و منسجمة يستفيد منها الجميع و - مضاعفة الجهود من أجل محاربة الإرهاب و كل أنواع التطرف و الكراهية ... .
عاشت موريتانيا حرة و مزدهرة ...
محمد سالم الددي ، خبير في الإقتصاد القياسي و المالية العامة