إلى ما ذا يحتاج العمل الجمعوي لينتعش في مدينة نواذيبو / د.محمد نافع ولد المختار ولد آكه

إلى ما ذا يحتاج العمل الجمعوي لينتعش في مدينة نواذيبو:

أإلى غيث السماء أم بركات الأرض، أم هما معا؟

 يعتبر العمل الجمعوي، ممثلا في أنشطة هيئات المجتمع المدني والعمل التطوعي للمواطنين الموجهَيْنِ لخدمة الصالح العام دون مقابل، أحد ركائز التنمية الاجتماعية والحضرية ذات الطابع التعاوني والتي لا غنى عنها لإحداث تغيير حقيقي إيجابي قليل التكلفة على موارد الدولة المثقلة بالنفقات الجلى، من جهة، وكثير الفائدة على المواطنين ومظهر مدنهم الحضاري، من جهة ثانية... ويشمل هذا العمل تنظيف المدن، وحماية البيئة والمحافظة على توازنها، إضافة إلى أعمال خيرية عديدة ومتنوعة بحسب الحاجات والظروف والإمكانيات المتاحة.

         وتحتاج مدينة نواذيبو، عاصمتنا الاقتصادية وحاضنة أهم مؤسسة وطنية للمعادن منذ الاستقلال والمنطقة الحرة الوحيدة في البلاد...، تحتاج إلى عمل تطوعي تعاوني يبدأ بتنظيفها ثم يتدرج، بالتنسيق مع السلطات الإدارية وأولي الأمر، حتى يصل إلى مختلف المناحي التي ينبغي أن يصل إليها ويعطيها الجرعة الملائمة والنافعة.

         إن الناظر إلى حاجات نواذيبو الملحة للعمل الجمعوي التطوعي من جهة، وغياب هذا العمل عن الساحة رغم توفر أدواته التي تبدأ بمكون بشري متنوع المشارب وطامح لمزيد الرقي والازدهار لذاته ووطنه من جهة ثانية، لا يملك إلا أن يطرح هذا التساؤل موضوع المقال: إلى ما ذا يحتاج العمل الجمعوي لينتعش في مدينة نواذيبو: أإلى غيث السماء أم بركات الأرض، أم هما معا؟

         غيث السماء سبق أن بت بشأنه محدَّث الأمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث بين أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، أما نبت الأرض المثمر فلا بد من زرعه قبل حصاده... وإذاً فلا مناص لوجود عمل جمعوي تطوعي من إرادة جماعية لمواطنين مقيمين هنا، مهما كان سبب إقامتهم، كما لا مناص أيضا من إيجاد هذا العمل بتحصيل أدواته وتوفير الظروف الملائمة له.

         لقائل أن يقول إن غيث السماء يمكن أن يتجسد هنا في قرار من السلطات الجهوية (الولاية، المنطقة الحرة، البلدية، المجلس الجهوي...) أو في تدخل مبادر من رجال الأعمال، وهذا إن قيل فسيكون «كلاما له حظ من النظر» كما يقال، لكن في مقابل ذلك تتجسد بركات الأرض في تعبئة شعبية واسعة وبحجم المهام المطلوب القيام بها تطوعا، وهذا الذي ندعو إليه وهو الباعث الأساسي لكتابة هذا المقال الموجز. كما أن تلاقي الإرادات، من السلطات الإدارية ورجال الأعمال والتعبئة الشعبية، يظل الضامن الأمثل لإنجاح أعمال تطوعية ذات شأن...

ولاعتقادي أن التعبئة الشعبية هي الحلقة المركزية لتحريك العملية التطوعية برمتها، فهأنذا أقدم رقم هاتفي الشخصي لأي كان يريد المساهمة بأي شكل من الأشكال في إنجاز عمل تطوعي تعاوني يهدف إلى خدمة مدينة نواذيبو: 22056792.

وبالله أستعين، إليه قصدي وعليه اتكالي.

د. محمد نافع ولد المختار ولد آكه.

نواذيبو، في 16 نوفمبر 2019م.

21. نوفمبر 2019 - 10:57

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا