تحديات في وجه الإصلاح !! / محمد ولد سيدي

واهم من يعتقد أن وزير الصحة سيحقق نجاحا في وزارته مالم يسجن أباطرة مزورو الأدوية والمتاجرين بالسموم القاتلة...

واهم من يعتقد أن أن وزير التجارة سيحقق نجاحا في وزارته مالم يسجن المتاجرون بالمواد الغذائية المنتهية الصلاحية.

واهم من يعتقد أن وزير الطاقة والنفط سيحقق نجاحا في وزارته مالم يسجن مخربو المؤسسات الطاقوية في وزارته.

واهم من يعتقد أن وزير الشباب والرياضة سينهض بقطاع الرياضة والتشغيل مالم يستحدث استراتيجية عملية سريعة المعطى والفاعلية، فالأوراش الروتينية والجولات المكوكية في الداخل والخارج مجرد وسيلة لتبديد المال العام لا تقدم فكل الخطط التي قيم بها في الفترات الماضية وخاصة في  عشرية الخراب والصور الفوتوغرافية كلها فاشلة، أين ملعب نواذيبو، أين مشروع السكر الذي يوفر 12000 فرصة عمل، أين مدينة رباط البحر " شرم الشيخ " موريتانيا، أين كلية البيطرة في كيفة؟ و أين الخضروات والفواكه والإكتفاء الذاتي من الحبوب وتصدير الفائض منها الى الخارج؟ 

لن توضع القوانين اعتباطيا، ولن توضع القوانين للتسلية، ولن توضع القوانين من أجل المحاججة بها، القوانين والتشريعات وضعت للعدالة وإحقاق الحق على الخارجين عن النظام العام، و المنتهكون للشرائع السمحة، لاعفو  على الممتلئة بطونهم من المال الحرام، ولا مسامحة للعبثة  بالأملاك العامة، ولا مسامحة  للمخربين للمؤسسات السيادية التي ظلت توفر لقمة العيش لآلاف الأسر على مر العقود الماضية. 

واهم من يعتقد أن الرؤساء السابقون حققوا نهضة أو تقدم في هذه الربوع، كل عواصم دول الجوار لا تقارن بالعاصمة نواكشوط، وكل دول الجوار أقل منا موارد، بل إن بعضها فقيرة أراضيها كالمغرب والسنغال ومالي، وأما عن الأمصار الداخلية فإنها تجمعات ريفية لا أقل ولا أكثر، وتفتقر كلها لمخططات حضرية، لا صناعات، ولا خدمات راقية تجلب السياح وتلفت الأنتباه، فإذا  غربت الشمس ، و أرخى الليل سدوله  ، في بومديد أو اركيز  أو شنقيط أو فصالة أو الطينطان أو تشيت أو المذرذرة، أو حط قوم رحالهم زلفة من الليل فإنهم لايجدوا إلا مدن أشباح ، لماذا؟ لأن المدينة الحقيقية لا تهدأ، ليلها كنهارها بسبب الحيوية و النشاط، إنها أشبه ما تكون بخلايا النحل. 

مازلنا في بداية المشوار، لن نسلك طريق التقدم مالم يسلك قادتنا طريق العظماء الذين غيروا وتيرة النظم السياسية في بلدانهم وسلكوا طريق التقدم والأزدها ولكم أن تنظروا الى مجموعة G20 بإستثناء دول الفيتو الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا متبوعين بألمانيا واليابان فإن بقية الدول الأخرى كانت بالأمس القريب تعاني من معضلات إقتصادية و إجتماعية، لكنها شهدت اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وعرفت مكمن الخلل وكيف تتغلب على الإختلالات في المسائل ذي الصلة بحياة الإنسان، في التعليم والصحة والزراعة والخدمات و العدالة،  فكيف بمجتمع مازال مبني على الهرمية التقليديةكالمجتمع  الموريتاني؟ 

في الشهر الرابع من حكم غزواني، ما زلنا نحن " نحن "  لا خطط اتضحت معالمها على أرض الواقع ، فإذا كان الرئيس محمد ولد الغزواني أكثر انفتاحا على الخصوم، وأكثر لطفا معهم عسى أن يجدوا خطة للنهوض ببلد الثروات البحرية  و المعدنية فإن ماكينة جهازه الإداري هي نفس ماكينات النظم العسكرية و المدنية  التي حكمت البلاد منذ سبعينيات القرن الماضي،  ومن أجل التغلب على الثغرات، و نقاط ضعف تلك الحكومات لابد من تبديل ماكينات الجهاز الإداري  كليا بأشخاص يؤمنون بالواجب الوطني، ويعون معنى الوطنية،،،

موريتانيا متصالحة مع ذاتها تجمعنا///

22. نوفمبر 2019 - 8:46

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا