لايزال المناخ السياسى الموريتانى فى توتره المالوف تنتابه شحوبة حمى الانقلابات وتتربص به قوى النهب العالمية
أينا لم يلاحظ زيارة السفير الفرنسى لمقر حركة غير مرخصة ؟
هذا المناخ يطرح الآن عدة تساؤلات :
1 ماهى وضعية حزب الاغلبية ؟
أنه الحزب الذى التم شمله بعد إكراه انقلاب 2اغشت الذى أطاح بالرئيس المنتخب بدعم من قادة انقلاب 3 اغشت وغيرها والحديث عن هذ الحزب يعنى أننا نتكلم عن آلية سياسية تم بواسطتها ممارسة القليل من جوانب السلطة التى قامت بالانقلاب . وكانت طبعا اجهزة الدولة هى التى تشكل الفارق بين هذا الحزب وغيره من الاحزاب .عندئذ لا مجال لاستخدام آلية الدولة ممن هو خارج السلطة !!
الامر الذى يطرح السؤال التالى:
2 ماهو المصير السياسى لمؤسس حزب الاغلبية :الاتحاد من اجل الجمهورية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ؟
من الواضح أن إخفقات مؤتمر دكار الذى انصب اهتمام القوى المنظمة له حول الاعتراف بالسلطة المنبثقة عن انقلاب 2008 لا اكثر ولا اقل مكن المعارضة مع ذلك من تحقيق مكسب واحد وهو استقالة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز من الجيش وهى استقالة فكت أى ارتباط بينه وبين رتبته العسكرية فلا سلطان له على الجيش بل هو مواطن مدنى وأى لقاء سياسى معلن مع رفاقه السابقين يعتبر مخالفة قانونية .لقد فقد ورقة الضغط الرئيسية فى عالم الانقلابات العسكرية .لذلك لم يعد له اى دور فى ممارسة السلطة لا من خلال الجيش لانه فقد رتبته ! و لامن خلال حزب الاتحاد لان هذه الآلية تشكلت بآليات الدولة إكراها لا اختيارا وهو اصبح خارج السلطة يعنى هذا بالنسبة لى انه اصبح مواطنا عاديا له الحق فى الممارسة السياسية مثلنا جميعا ولكن بقدراته الذاتية المحضة ، مما يجعله فى مأمن من سهام الحاقدين ! باشكالها المختلفة
واذا تصرف بغير ذلك فإنه -وبوضوح شديد- يضع الرئيس محمد ولد الغزوانى فى حرج شديد مرده الى ان ولد الغزوانى ظل وفيا له طيلة ممارسته للسلطة اثناء كل المحن.
ولن يقبل لاهو ولا ناخبوه بان يكون ظلا وهو يستمد قوته من إجماع نادر فى الساحة السياسية كما انه لايزال يتمتع برتبته العسكرية ضابط احتياط فى الجيش لان هذه هى صفة اى ضابط متقاعد مهما كانت رتبته فى حين لايتوفر ولد عبد العزيز لا على الاجماع ولاعلى الرتبة العسكرية ناهيك عن اتهام جناحه فى آلية الحكم (الاتحاد من اجل الجمهورية) بتجفيف منابع المال فى الحملة الانتخابية الماضية مما سبب شعورا لدى البعض باتهامهم بالعمل على اخفاق حملته حتى ان البعض الآن يهتف بضرورة التحقيق فى الاموال التى تطوع بها مؤيدوا الرئيس الحالى وذهبت سدى. فلا منة للاتحاد على ولد الغزوانى!
إذا من حق الرئيس ولد عبد العزيز اختيار المسار السياسى الذى يريد لكن بعيدا عن آليات الدولة (الجيش / الوزراء ....) وأى تصرف مغاير لأحد عناصرالجيش او الوزراء يعتبر تخليا واضحا عن المهام النبيلة التى شرفته الدولة بها وعليه أن يبقى فى حضن من اختار !!
كما ان التعريض بالرئيس السابق ومحاولة إلحاق اي اذى به يعتبر استهدافا رخيصا لمن هو خارج السلطة خصوصا إذا كان هذا الاستهداف من الرسميين .
وبما ان الأمر لايزال فى حيز التوجهات إذا لم نصل بعد الى سلم الإجراءات فإنه على الذين يتعلقون بزعامات روحية أن يلجاو الى ظل آخر غير الدولة كأن يساعدو الشيخ الرضى بعد ان يتتلمذو عليه فى مسائل مديونيته...عليهم ان يتطوعو ببعض أملاكهم لهذا الرجل حتى يرتوى ظماهم الروحى فآليات الدول لا تساعد عى سد هذا الظمأ .
ومن يرصد المناخ السياسى الآن سيدرك ان التوتر هو فى مصلحة الدولة التى انتهز سفيرها هذه الأيام فرصة هذا التوتر ليزور منظمة غير مرخصة !
هل سفير فرنسا على اطلاع بما كتبه نظيره افرير جان فى كتابه دولة البيظان Pays beidan 1903-1911 ام انه مصاب بنهم الثروات المكتشفة حديثا فى موريتانيا والتى لم تكن بلاده ضمن قائمة الشركات المستفيدة من العقود الخاصة باستغلالها ؟ ام انه فقط مسافر فى احلام الازمة التى توقعها البعض بعد الانتخابات الرئاسة الاخيرة . و تم تفاديها فى ذلك الوقت بفضل يقظة الاجهزة الأمنية وتطلع الساسةإلى غد أفضل .