مسكينة هي الدولة الموريتانية تنهش ثرواتها من طرف الأجنبي وأبنائها ’ ولا تزال تقف على رجليها متحدية الزمن وأباطرة مصاصي المال العام ’ فما أصبرك على البقاء يا موريتانيا ’ فمنذ أن قذفت بنا صروف الدهر إلى هذا العالم الذي لا يرحم فيه الحاكم شعبه ’ بل لا يحترمه وأحيانا يرفسه بميسم قدمه ’ وأحايين أخرى يسجنه جوعا ’ وموريتانيا لم تتقدم قيد أنملة علي كل الاصعدة ' ألم يان للحكام أن يتعظوا ويتوبوا إلى الله وينصفوا شعوبهم ؟ ’ أما آن للحكام الذين كانوا متلبسين ظاهريا بالديمقراطية المدنية وباطنيا بالعسكرية طيلة عشر سنين عجافا لاشية فيها من البطش واحتقار شعوبهم أن يقدموا للمحاكمة جراء ما اقترفوا من جرائم شتى في حق هذا الشعب المقهور المستكين البائس الذي لا حول له ولا قوة ’ حتى ساموه سوء العذاب النكال’ إلى متى نتغاضى عن المجرمين وما ارتكبوه من فساد وإفساد في إداراتنا برمتها ؟؟ أسئلة تولدت من رحم معاناة هذا الشعب أحملها عنه بالنيابة علها توقظ فينا روح الضمير وحكامنا الجدد الذين نأمل فيهم توجيه بوصلة الدولة من جديد نحو الإصلاح وان يكونوا حقا خير خلف لشر سلف ’ سلف لم يبق ولم يذر ’ وحيث كان طموحنا وكل الموريتانيين أن يرحل بعد أن أنهك البلاد والعباد وكدس المال ’ وأصطنع رجالات أعمال على مزاجه ومقاسه الخاص نقول إن كل الموريتانيين الشرفاء النزهاء استنشقوا يوم رحيله وتسليمه للسلطة عبير الحرية ’ لأن فجرا لا فقط جديدا وإنما متجدد يكاد ينشر أجنحته في سماء موريتانيا الأمل ’ وبمغادرته إلى الخارج ازددنا فرحا وتنفسنا الصعداء لأن قطيعة معه أوشكت تتجسد على أرض الواقع فإذا بنا علي حين غرة ' يطل علينا مفقر البلد وقاهر إرادة الشعب وناهب ثرواته ومحتقر الرجال ورحال رجال الأعمال الوطنيين ومهلك الحرث والنسل ومروع المواطنين ’ ومنهك الاقتصاد الوطني ’ ومشوش المشهد السياسي يطل علينا من وعلي وسائل الإعلام ’ وكأن الشعب نسى أو تناسي ما اقترفته يداه من الويل والثبر في حق هذا الشعب الصبور ’ إنها حقارة أن تملأ الحقائب والصناديق من ثروة البلاد وتهجر للخارج فيتغاضي عنها الشعب ثم تعود حليمة بعد ذلك وكأن شيئا لم يحدث فما أجرأك على الله وعلى الوطن ’ كنا نحلم محاكمته ولا زلنا ’ فإذا به يستقبل من لدن مافيا الأمس وكأنه بطل صنع المعجزات فأين نحن من الوطنية إن الدولة ستصير دمية وألعوبة في أيدي اللصوص إن لم يحاكم هذا الشخص ويحاسب على أعماله التخريبية الدنيئة ’ أيمكن أن يكون هنالك شخصا فوق القانون ’ الدولة وحدها من تملك الجسم القانوني التعالوي ’ أما الأشخاص فلا يمكنهم ذلك .
نحن بحاجة إلى رئيس وزعيم يعيد ترتيب البيت الداخلي لجسم الدولة ’ ويبعث الأمل في المواطن الذي أصبح مترهلا ’ حتى صار لا يعرف رأسه من وسطه ’ رئيس وزعيم قوي يميز الطبقة العليا في المجتمع ويحددها تحديدا دقيقا ’ يأمرها فتطيع ’ وطاعتها مرتبطة بتنفيذ برنامج { تعهداتي } وتتحمل فيه هذه الطبقة مسؤولية المساعدة الجادة في سد احتياجات الطبقة الفقيرة التي ازدادت فقرا وتقهقرا في مؤشر الاقتصاد إبان العشرية الماضية ’ لقد آن الأوان أن تنهض موريتانيا من غفوتها من دياجير الظلم والغبن والفقر المدقع ’ من تعاويذ النهب والسلب وتأليب بعضنا البعض بتفقير و انهاك البلد وتبديد ثروات بائعة الكسكس والمساويك والعيش وجزاري اللحم وبائعي الفحم ...الخ ’ كما أنه أزفت لحظة الابتعاد عن المهاترات والمكايدات السياسية ومشاحنات الفيس بوك والواتساب لعمل أشياء تعود بالنفع العميم على الوطن والمواطن ’ ففي المشهد السياسي اليوم وبمجيء هذا الرجل ما يعرقل تنفيذ برنامج تعهداتي الذي أرجو أن لا يتأثر بهذه المهاترات والمكايد العبثية’ الذي كان من الأستر له البقاء في الخارج ووجوده بيننا حقارة مضاعفة لهذا الشعب المسكين لقد ولي زمن تأليه الأفراد .
إن رئيسا لا يحترم شعبه ليس جديرا بالتقدير والتبجيل ’ رئيسا عمره في الحكم عشر سنيين ’ من البطش والتخويف والترغيب والترهيب ’ عشر سنين كالجراد المنتشر ’ لواحة للبشر ’ شر مستطير ’ لم تبق ولم تذر ’ غسلت أدمغة البشر من فعال الخير وجلب الثمر للبلاد’ عششت في إداراتنا حتى أفقدت المواطن الأمل فكان الضجر وأكل الحجر نظرا للفقر المستعر والذي بلغ مداه كل البشر’ وحتى الهوام وآكام الجبال لم تأمن هي الأخرى شر و هشيم الجراد القادم المنتشر ’ إن شخصا هذه صفاته وتلك أمانيه لشعبه ليس جديرا أن يفترش طريقه بالورود أحرى أن تخصص له الاستقبالات ’ انه أضحى جزءا من المشكلات التي يعانيها شعبنا الأبي الصبور الجسور حمال الجوع والعطش والظلام الدامس ’على الرغم من ثروات بلاده الهائلة من حديد ومناجم وسمك ...الخ أما كفى تلاعبا واستهتارا بالموريتانيين ’ أما حان الوقت لوضع حد نهائي لعهود الاستبداد وانهاك المواطن ’ أليس فينا من يستطيع انتشال الشعب من برا ثن الهوان والضعف والخذلان ’ كي يتمتع المواطن المسكين المغلوب على أمره بمقدرات وطنه الضائع وراء قضبان الفساد والافساد ’ ما هكذا تورد الإبل حكام موريتانيا الجدد وناقذى البلاد والعباد من شر مستطير ومؤامرة كانت تطبخ فى الكواليس ـ باسم المأمورية الثالثة لولا عناية الله ووطنيتكم وقواتنا المسلحة وقوات أمننا البواسل _ ما كانت لتقف عند حدها وتوأد فى المهد ’ وهذه المرة نتوجس خيفة أن تكون حليمة عائدة أدراجها باسم تجديد هيئات الحزب ومواصلة ترميم بيته وكأن شيئا لم يتغبر ومطمورة هذه المرة بدافع هوس العودة للسلطة من النافذة بعد الخروج منها من الباب قهرا نهارا جهارا وكأن لسان حاله يقول جئتكم أيها الموريتانيون من عل لكي أقول لكم بأننا نحتقركم وأن الأمور لم تتغير ومفتاح السلطة بيدي وأوجهه كيفما أشاء ومتى أشاء ’ لقد كان الأجدر بالرئيس السابق بعد خروجه من السلطة إذا ما أراد الإقامة في بلده أن ينأى بنفسه عن السياسة وأهلها كباقي الرؤساء الذين حكموا البلاد ’ رغم أن حكمه هو أسود حكم تعرضت له البلاد ’ حيث تحول إبان فترة حكمه الأولى إلى تاجر فاجر ’ يحسن فن البيع والشراء ’ فبيعت المدارس والساحات العمومية فغرقت البلاد في اليم دينا ’ كما دمر قطاع الصيد والحديد بمعول الفساد ’ وزورت الأدوية والعملات من أجل شخص لا اله يعبده غير الدريهمات والبحث عن الثراء الفاحش وبأقل ثمن وتكلفة ليبنى لنفسه عرينا من ناطحات السحب يتقلب فيه كيفما يشاء ومتى يشاء ولا أدل على ذلك من الولائم التي أقيمت في منتجعه المشيد من أموال الشعب المقهور المكسور إراديا وما شهدته من بذخ وترف في المأكول والملبوس لو قسم على الفقراء لسد رمقهم أعواما ’كما ديست الرموز الوطنية بمساحيق تجارة المخدرات ’ فتلطخت القيم وانهارت الشيم الإنسانية ’ فشاعت الفضائح الأخلاقية من هنا وهناك ’ حيث لا صوت يعلو فوق صوت العبث بثروات البلاد ونسفها وكأن البلد ملك له وزبانيته التي لن ولم تقه شر أحرار الموريتانيين الغيورين على استرجاع ما أفسدته ونهبته أيادي مصاصي دماء الشعب ومبتلعى ثرواتها ’ إن شخصا هذه خصاله وتلك فعاله المذمومة لشعبه الصبور لمكانه السجن ’ بل انه كان واجبا عليه تقديم نفسه للسجن ’ قائلا : السجن أحب إلي مما أدعوكم له من التشبث بشخصي’ فيكون أيقونة ورسالة لمن تسول له نفسه أكل ونهب المال العام ’ ويغتسل من ذنوبه وأدرانه التي تنوء بحملها جبال الميسيسيبي وأوهايا ’ علما أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له .
ذ ـ السيد ولد صمب أنجاي
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد
كيفه بتاريخ : 24 _ 11 _ 2019