قصيدة نزهة الجلاس في مدح سيد الناس ﷺ أوالمجنونة (الجزء الثاني) 3/3
رأينا في الجزء الأول كيف استنبط الشاعر من قصيدته العينية الأصل مقطوعتين شعريتين خرجت أولاهما من أوائل صدور أبيات القصيدة ، وثانيتهما من أوائل أعجازها ، وسنرى في هذا الجزء الذي هو بمثابة الملحق الذي شكل به الشاعر البناء الهرمي لعمله الذي أصبح منفردا عن الديوان ويأخذ اسما خاصا به هو: نزهة الجلاس في مدح سيد الناس ﷺ ، أوأم القريض كما يسميها الشاعر ، أوالمجنونة كما تدعوها العامة ، وذلك من خلال تكوينه وشكله وجريانه أودورانه .
أولا : التعريف بمكونات الجزء الثاني من قصيدة نزهة الجلاس في مدح سيد الناس ﷺ أوالمجنونة :
يتكون الجزء الثاني من هذا العمل من :
1 - خمسة أبيات أصلية ليست من العينية ولا على وزنها ولا قافيتها وإنما هي ملحقة بها وهي مدار البناء الذي نحن بصدد فك رموزه حيث يقول : ثم إنه أتبعها بأبيات ، جامعة لوجوه خفيات ، طول عمق بحرها ، وأغمض العيون عن سرها ، إذ جعل قوافيها شتى ، وجبين كلها صلتا ، فأبرزها من خدر الصون ، إلى محاسن الكون ، تمشى الخوزلى في ذهابها ، وترجع القهقرى في إيابها ، فمن أين شاءت طلعت ، وكيفما شاءت رجعت ، تستحيل أرضها سماءا ، وسماؤها أرضا وهواء ، وتتعاقب أوائلها وأواسطها وأسافلها .
2 - عدة كلمات مرسومة بمقابل كلمات تستخدم في البيت ، ليتم استبدالها بكلمات في بناء البيت من جديد ، فتستبدل بكل أربع كلمات كلمات مقابلة لها هي : الكلمة المفتاح في الصدر وعروض الصدر والكلمة المفتاح في العجز وضرب العجز ، ليصبح البيت قابلا للقراءة بثلاث صور بعد استبدال الكلمات حيث يقول مبينا : ( ثم تؤخذ كلمات مكتوبة على صحفات الأبيات بكلمة كلمة فتجرى عليها وتقرأ أيضا مستقيمة ومقلوبة)
3 - كلمة مفردة هي : كلمة فوارق وضعت في بطن البيت الأول ليستعين بها الشاعر في بنائه حين استخدام مثيلاتها كضروب في بنائه للقطعة في أحد تقلباتها ليكمل رسم الدائرة الجامعة بين القطعتين .