موريتانيا تسِير بخطًى ثابتةٍ نحو التقدم / إسلمو ولد سيدي أحمد

تخلد بلادُنا اليوم (28 نوفمبر) العيد التاسع والخمسين للاستقلال المجيد (1960م).

وبنظرة واقعية لمسيرة الدولة، وما قطعته من أشواط في طريق البناء خلال هذه المدة القصيرة بالنسبة إلى أعمار الدول، سنكتشف أننا قد حققنا العديد من الإنجازات.

ففي عهد تأسيس الدولة، حصلنا على الاعتراف الدوليّ، وحافظنا على وحدتنا الوطنية الغالية علينا جميعًا، وبدأنا في وضع اللبنات الأولى للبنَى التحتية والفوقية لدولة حديثة.

ولعل من الإنصاف أن نشيد-في هذا المقام-بالجهود المحمودة التي بذلها الروادُ المؤسِّسون، وبالدور الكبير الذي قام به الرئيس الأسبق/ المختار ولد داداه، رحِمه الله.

بعد انقلاب القوات المسلحة على الرئيس المؤسِّس، في العاشر من شهر يوليو 1978م، عرفت البلادُ فتراتٍ من عدم الاستقرار السياسي وأخرى أكثر استقرارًا (لا نستطيع الحديث عنها بالتفصيل في هذه العجالة).

يُشار-فيما يتعلق بالإنجازات-إلى أنّ مَن تولوْا مقاليدَ الحكم في بلادنا طَوالَ هذه العقود الستة، قد وضعوا لبناتٍ مهمةً-في بناء صَرْح الدولة الحديثة-فمنهم مَن حالفه الحظ وكُللت جهوده بالنجاح، ومنهم من لم يوفَّق في كل ذلك. ولعلنا نحكم لهم جميعًا بحسن النيات. مع التذكير بأنه لا يجوز أن نحاكم مَن حكموا بلادَنا بمعطيات اليوم، وإنما بمعطيات وظروف الفترات التاريخية التي حكموا فيها.

لا يجوز أن نعطي للماضي أكثر ممّا يستحق، ينبغي لنا أن نضع ظروف الماضي في إطارها الصحيح، ونركِّز على معطيات الحاضر، ونخطّط للمستقبل.

فالماضي قد ذهب بخيره وشره، ولسنا متحكمين فيه، والتحسُّر عليه لا يفيد، بحيث نقول: لو فعلنا كذا، لكان كذا (فهذا من عمل الشيطان).

ونختم بأن نطلب من الموريتانيين، أن يلتفوا حول فخامة رئيس الجمهورية/ محمد ولد الشيخ الغزواني، من أجل تنفيذ المشروع المجتمعيّ الوطنيّ الذي تعهد به للشعب الموريتانيّ. وفي مقدمته، المحافظة على المكتسبات والبناء على ما هو صالح منها وسدّ الخلل حيثما وُجِد.

وبذلك، نكون قد استفدنا من تجارب الماضي، ومن الإمكانات الحالية المتاحة، من أجل استشراف مستقبَل افضلَ.

والله وليّ التوفيق.

27. نوفمبر 2019 - 14:04

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا