توقفتُ في خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بمناسبة اليوم الوطني، عند فقرة، بالغة الدلالة، رأيتها تعكس الواقع الحقيقي الذي يمثله يوم 28 نفمبر، بالنسبة لموريتانيا..
جاء في الخطاب: "..إن هذه المناسبة، المشبعة بمعاني العزة والشموخ، تخلد ذكرى لحظة تحول حاسم في المسار التاريخي العام لشعبنا الأبي: لحظة جلاء المستعمر، ونشوء الجمهورية الإسلامية الموريتانية، كدولة بالمفهوم الحديث.."..
فَـ يوم 28 نفمبر، يمثل في الواقع تاريخ نشأة، وتأسيس الدولة الموريتانية، "كدولة بالمعنى الحديث"، وفق المفهوم القانوني والسياسي..
وقد كتبتُ معبرا عن وجهة نظري بهذا الخصوص، يوم 27 نفمبر 2014، ما يلي: "على هامش العيد الوطني: أعتقد أنه من المناسب تغيير الاسم الرسمي لليوم الوطني الموريتاني، من عيد الاستقلال، إلى عيد التأسيس..
فلعل ذلك أقرب لواقعنا، فمعنى الدولة المستقلة يشير إلى كيان كان موجودا، واستعمر، ثم استقل..
أما الدولة الموريتانية فمع أنها كانت موجودة كإقليم وشعب، إلا أنها لم تكن كيانا سياسيا ولا قانونيا قبل 28 نفمبر 1960..
وفترة الاستعمار مهدت في الواقع لقيام الدولة الوطنية، بمعناها السياسي والقانوني، لكنها لم تكن قائمة خلال هذه الفترة حتى تستقل"..
أضيف: كثير من الدول التي يمثل يومها الوطني في الوقائع استقلالا عن المستعمر، تأنف من وصفه بعيد الاستقلال، وتسميه بدل ذلك: اليوم الوطني..
أتطلع إلى تجسيد رؤية فخامة رئيس الجمهورية حول اليوم الوطني، كيوم لنشأة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في واقع قانوني، يتمثل في تعديل المرسوم رقم 001/59، بتاريخ 12/03/1959، بموجبه يسمى هذا اليوم رسميا، عيد النشأة، أو عيد التأسيس، بدل التسمية الدارجة: عيد الاستقلال..