من وحي ذكري الانعتاق / السيد ولد صمب انجاي 

شكل تولي رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الغزواني قطيعة مع عهود الاستبداد ' قطيعة كان لابد منها لفك أسر المواطنين ' وشاءت الأقدار أن تموقعت سفينة البلاد بتكسير جدار القيود ' قيود الخوف ' قيود الجوع ' قيود الجهل ' قيود الفقر ' وأخيرا قيود ارتهان الدولة في أتون الفساد ' كل هذا وذاك  تمظهر وتشكل مع بداية العهد الجديد لمرشح الاجماع الوطني فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الغزواني ' بدءا بإصلاح التعليم والصحة واستقلالية القضاء وانتهاء باسترجاع هيبة الدولة التي يري فيها الكل ذاته دون تمييز او إقصاء لبناء دعائم الوحدة الوطنية التي يشعر فيها الجميع بالعدل والإنصاف ' لنودع عهد عبادة دولة الاشخاص ' دولة العبث بقوانين الجمهورية ' التي لا تحترم مواطنيها ' بغية تكريس مفهوم الدولة الراعية ' التي ترعي حقوق الافراد والجماعات .

ولقد مثل تخليد بلادنا يوم أمس للذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطنى منعرجا جديدا للتعاطي الإيجابي في تسيبر البلد ' واشارة واضحة من فخامة رئيس الجمهورية أن البلد لايمكن بناؤه بيد واحدة وانما  يتطلب تضافر جهود كل أبنائه ' معارضة وموالاة ' وتجسد ذلك سويا في الدعوة التي وجهها رئيس  الإجماع الوطني للرؤساء السابقين والمعارضة وكافة الطيف السياسي لحضور هذه الذكري العزيزة علينا جميعا ' ذكري الانعتاق من ربقة المستعمر الذي دحرته أيادي الأجداد وقضي الكثير منهم نحبه مستشهدين دفاعا عن الوطن والعز والشرف ' والكرامة " فكتبوا أسماءهم بدماء ذهبية ' مقدمين للاجيال نمطا من التضحية والإباء والشهامة والكبرياء ' وأن للحرية ثمنها وأن أرض الشناقطة لن تكون وكرا للمستعمر والمحتل ' وأن الشعب الموريتاني بكافة أنواعه يقف صفا واحدا في وجه العدوان الفرنسي الغاشم ' فعلينا جميعا استلهام العبر من الأجداد الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجلنا جميعا ' بوقوفهم ضد كل ما من شأنه أن يعيق تقدم  البلاد ' او المساس بأمنها أو حوزتها الترابية ' كذلك فالاستقلال رسالة  أنموذج في التضحية والتسامح والتصالح مع الذات ' كما أنه رسالة أيضا للم الشمل ودعوة صريحة لنبذ الخلاف والاختلاف واحياء سنة التكافل والعيش المشترك بين كافة فئات شعبنا ' وكل ذلك وجد آذانا صاغية من لدن القيادة الجديدة ووعت مبكرا أن الدولة والوطن ليست ملكا لأحد ' وان الوطن مع خيراته يسع الجميع دون مضايقة أحدنا للآخر ' لكن ذلك قد لايروق للبعض الذي استأثر سنين طوال بخيرات البلد ' مقصيا ومهمشا للآخر وأحيانا متهما اياهم بخيانة الوطن وتأليب بعضه علي البعض الآخر ' فهذا النوع من الأساليب اليوم قد ولي إلي غير رجعة من خلال جو الانفتاح والمصارحة مع الذات الذي  انتهجته القيادة كخيار أوحد لبناء موريتانيا بسواعد جميع أبنائها ' مودعين عهود التشرذم والانقسام والتمرد علي البلد ' ساعين في الوقت ذاته للجلوس علي طاولة واحدة لحل جميع المشاكل التي يعاني منها البلد ' وخير دليل ومؤشر على ذلك هو مدى التقارب اليوم بين المعارضة والموالاة ' باعتبار أن السياسة وكما يقول " لينين) علي لسان ( انجلز ) : ( ليس في السياسة عدو دائم ولا صديق دائم) ' هنالك فقط مصالح وتصارع حول تلك المصالح التى يجب أن لا تكون ضيقة او آنية ' وإنما المصالح العامة هي التي يجب الذود عنها وبأي وسيلة ' وهذا ما انعكس بظلاله يوم تخليد ذكري الانعتاق  والتحرر '  حيث تعانقت لوحة بديعة وجميلة من خلال حضور الحفل رؤساء سابقين من أمثال الرئيس السابق سيدي محمد الشيخ عبد الله والرئيس محمد خونه هيداله 'و  شخصيات أيضا من العيار الثقيل كرئيس وزعيم المعارضة الديمقراطية سابقا أحمد ولد داداه والرئيس محمد ولد مولود ' وزعيم المعارضة الديمقراطية الحالي إبراهيم البكاي وهلم جر .

تلكم إذن احدي نفحات ورسائل المشروع المجتمعي " تعهداتي " الذي حظي بمباركة ومؤازرة كل الموريتانيين علي إختلاف مشاربهم ' محاولا من خلاله وبواسطته رجل الإجماع الوطني انتشال وحل قيود جميع المشكلات التي يعاني منها شعبنا ' عن طريق توحيد الشعب الموريتاني '  لكن ذلك بعيد المنال ما لم تكن هنالك وحدة وطنية حقيقية ' وهذه طريقها هو إصلاح التعليم ' كما قال رئيس الجمهورية في وقت سابق  مشفوعا بخلق المدرسة الجمهورية التي تذوب فيها الفوارق الاجتماعية . 

ذ / السيد ولد صمب انجاي 

اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد 

كيفة بتاريخ : 29 / 11 / 2019

 

 

 

29. نوفمبر 2019 - 11:29

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا