السلطة تُدارُ بفاعلٍ لابنائب فاعل / بويايْ سيدأحمد اعلِ

وتبقى الصداقة خالدة والزمالة متجذرة والكرامة مصانة مالم تكن عين الصديق على تقليم الأظافر وجز الشعر والدوس على الهيبة  والتفكير  فى العودة من النافذة  بدلا من الباب  والتطاول ولو من وراء ستار على سلطة السلطان  بتصريح  شخصي أو نفخٍ للرماد فى وجه السلطان اختبارا لمدى صبره بتحريك العناصر المضادة  وتسخين الجو  ، فهنا وحينها تُرَسَّم الحدود وتُنَقَطُ الحروف وتُمحص الجُمل بطريقة الحاكم المستحكِم قانونا ،الحاضر قولا وفعلا لا بطريقة الحاكم أمسا المُغَيَبِ دُستوريا المُتَخَيل نفوذا .لاتقبل ايها الرئيس أن تظل صامتا ولاتحرك ساكنا فالوقاية خير من العلاج ليس من اجل شخصك انت وإنما من أجل وطن ملَّ الصراع على الكرسي ،فتصرف وبحنكة وحكمة وليس بتهور وسذاجة واحذر أنت ايها الطامع الطامح أن تجتاز الحد الفاصل ،تريث خمسا وحينها اطمع واطمح فيكون الطمع مشروعا والطموح جائزاهناك بلد مصلحته ،حاضره ومستقبله يجب أن يكون فوق الاعتبارات الشخصية  والرؤى الضبابية و مصلحة كل منكما .

إنتبه ياهذا لاشك أن الصداقة والزمالة فى هذه الحالة إما ان تبقى  إذا لم يكن الخل يستفز خليله  ولايختبر صبره وإما أن تزول  أوتتخلخل وتترهل بفعل ذلك الطارئ عمدا أو رغما مثلما يطرأ على الفعل الثلاثي حينما يُضَم أوله ويُكسر ما قبل آخره فيتحول المفعول نائب فاعل ويصبح الفعل للمجهول مبنيا ،ولكن فى العلوم السياسية يأبى الحاكم الشرعي القوي العارف من أين تؤكل الكتف أن تتحول ممارسته ورؤيته للأشياء مجهولا ويرفض أن ينوب عنه نائب فى الأفعال فيتحول من فاعل لا إلى نائب فاعل بل إلى مفعول به .

إن اللعبة السياسية تقتضى إتقان ومعرفة الفعل والفاعل والمفعول به وتحديد السياقات التاريخية و الدلالية والصياغات المعرفية لئلا تكون سلوكيات الحاكم وردة فعله شخصية وضيقة وحتى لايتوهم المحكوم نفسه حاكما فيكسر الحواجز ويزعزع الأمن والسكينة العامة ، وهنا لابد أن أشير أنه للحفاظ على إنسانية الإنسان وشرفه وكرامته فى ظل دولة ومجتمع يسعى للعيش بإحترام ووئام وانسجام لابد أن يعي الحاكم من هو وماهي وظيفته بعيدا عن العاطفة والغطرسة معا وإنما وِفقا لِما يُخوله الدستور والقانون وكذلك لابد للمحكوم أي المواطن أيا كانت صفته أن يَعى علاقته بالسلطة ومسافته منها انطلاقا من الحقوق والواجبات وليس انطلاقا ولا بناءا على تضخم الأنا والغرور بالذات.إن العلاقة بين الحاكم والمحكوم كالعلاقة بين أركان جملة فعلها متعدٍ   ؛ وتظل  هذه العلاقة  رخْوَة  ورطبة وفى نفس الوقت  صلبة  ومشدودة  إذا رُعيتِ  حدود الضوابط والثوابت ولم  يُفكَر  -تصريحا اوتلميحا-   فى حدود لَيِِ العنق والتطويع والخروج على المألوف.

1. ديسمبر 2019 - 15:05

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا