عندما يكون الاستقلال مناسبة لتحقيق الإجماع الوطني / د.شيخنا محمد حجبو

كرمني فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني

بحضور أحتفالية 59 لإستقلالنا الوطني المنظمة هذه السنة في مدينة اكجوجت عاصمة ولاية  انشيري .

حضرنا في الصباح الباكر لرفع العلم الوطني ،وتابعنا بدقة 

الملاحظ المتبصر مختف متغيرات الفعالية ،وما تميزت به 

من خصائص غاية في التنويه والإشادة والإفتخار،ولعل

اهم شيئ على المورتانيين قبل السياسيين أن يشيدوا و

يُنوهوا،ويفتخروا به هو رفع علمهم الوطني بحضور جميع

مكوناتهم وقادة بلدهم التاريخيين من رؤساء سابقين ورؤساء وزراء سابقين ورؤساء مؤسسات دستورية وزعماء سياسيين، كانوا بالأمس القريب يَلعن بعضهم بعضا ويوصف

بعضهم بالخائن للوطن وبالمجرم المفسد الآكل للمال العام ،

 في جو آمن هادئ لا يقطع سكينته عدا اصوات الزغاريد والطبول، تضرب للنشيد الجامع والعلم  المانع من كل خوف تسَورَ به جنود اشداء على الاعداء رحماءُ بينهم ،علمهم التاريخ والجغرافيا والدين المُوحِدٌ ان الوطن فوق كل اعتبار وان لا طاعة ولا انحناء إلا له ،وله وحده ،وتلك هي العقيدة و الدروس والتجربة التي تشبعوا بها طيلة تكوينهم وإعادة تأهيلهم يوم تولى الأخ الرئيس محمد الشيخ الغزواني مباشرة تكوين و باء مختلف وحداتهم وتشكيلاتهم قبل أن يمثل أمامهم اليوم رئيسا بأستحقاق وله شرعيةوطنيةحقيقية، أمامهم في هذا العرس الوطني ليرفعوا أمامه العلم الذي سالت من أجله دماء آبائهم واجدادهم في تلاحم وطني قل مثيله في التاريخ ،وقد نهلوا من إطاره الاخلاقي الرفيع كقائد يمجع ولا يفرق ،يبني ولايهدم  ،القائدالمتفتح ،المنفتح ،القائد المتسامح الحازم؛ 

الشيئ الآخر ان هذه الاحتفالية تميزت بإطار اخلاقي رفيع،

لم نسمع فيها ذما ولا شكرا لأحد على حساب أحد آخر،

لقد غاب فيها الغوغائيون والمهرجون والمنافقون وحتى

الدجالون والمشعوذون ،ولم نسمع فيها شكوى احدِ اهينَ

عرضه ولا مكونه ولا احرجَ بمد يد لا تردُ إلا بعد أن يعط 

وإن منع  شُتمَ ،وهانَ ذمه واستبيح عرضه .

حقا انه عيد استقلال الإجماع الوطني ،استعاد الوطن واهله

فيه وحدتهم ولمِ شملهم، واستعادوا أكثر إطارهم الآخلاقي

المثقل بالنفاق والسب والشتم ،فلن يوعود العيد الوطني بعد اليوم مناسبة لصراخ المنافقين والمداحين و مُسوقي القيم

الدنيئة بشتم هذا وشكر ذاك على حساب غيره لزرع

الشقاق والخلاف بين الفاعلين في المشهد...؛

الا ترى انت معي انه كان عيد إجماع وطني حقا ،وأن 

إطاره الاخلاقي كان رفيعا .

 

 

 

2. ديسمبر 2019 - 9:13

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا