بذل الأساتذة جهودا مضنية.. من أجل أن ينعم المجتمع بتعليم ناجع وفعال.. باستطاعته أن يخلص الدولة من الوهن والضعف ويجتث الأمراض الفتاكة.. التي تكاد تعصف بكيان الدولة وتهدد وحدة المجتمع وأمنه..
ناضل الأساتذة من أجل تحقيق مطالبهم النبيلة.. التي اتحذوا من الوسطية منهاجا لنيلها كاملة غير منقوصة.
لا يطالب هؤلاء الشرفاء.. الدولة بأمر مستحيل تعجز عن القيام به، بل إنهم ينادون بعريضة مطلبية قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
يمكن أن نجمل مطالب الأساتذة في: زيادة مجزئة في الرواتب؛ زيادة العلاوات وصرفها طوال العام؛ الحصول على سكن لائق، مراجعة نظام الأسلاك بصيغته التوافقية لسنة 2012م؛ فتح مسابقة التكملة سنويا لأساتذة التعليم الإعدادي؛ ضرورة تحسين التكوين الذي يتلقاه الأساتذة، وتفعيل التكوين المستمر وتطوير آلياته..
لم يبق بابا للحوار مع الوزارة إلا وطرقوه من أجل حلحلة المشاكل التي تثقل كاهلهم..، لكن الوزارة أعارتهم منها الأذن الصماء.. فأصبح لزاما عليهم أن يدخلوا في المرحلة الأولى من امتعاضهم لظروفهم المزرية.. التي يئنون تحت وطأتها ويسعون إلى تحسينها.
بدأت المرحلة الأولى بتوقفات قصيرة لمدة ساعتين عظيمتين.. من حقوق أبناء مجتمع لا توليه الوزارة أي اهتمام فأضاعت حقوقهم.
وما إن أفل نجم آخر يوم من هذه الفترة حتى دخل الأساتذة في إضراب الكرامة الذي أصاب العملية التربوية بشلل كلي في أغلب مناطق البلاد فأضحت وكأنها مصطافة..، وإننا نحل الوزارة المسؤولية في عدم الاكتراث لحقوق التلاميذ خاصة أن منسقية الدفاع عن المدرس "مدد" عن هذا التوقف عن الدراسة.
وإننا ندعو رابطة آباء التلاميذ وكافة أطياف المجتمع وهيآته المدنية للوقوف معنا صفا واحدا في وجه الغبن والظلم الذي يعانية الأستاذ في سبيل تربية الناشئة وتقويمهم.
لقد أثبت الأساتذة في اليوم الأول والثاني للوزارة والجهات المعنية.. من خلال وحدتهم وتماسكهم.. أنهم متشبثون بقضيتهم العادلة التي لن يتزحزحوا عنها قيد أنملة..
قد ولى زمن صمت الأستاذ على الظلم وانقضى أمده، وبزغ فجر الحرية في ظل نظام جديد سيصدع فيه الأستاذ بصوت مجلجل: لا للحيف والغبن والتهميش.. نعم لإنهاء المعاناة وإيجاد حلول جذرية لمشاكل الأستاذ التي لا يطالب فيها إلا بحقوقه المصانة لدى أقرانه في دول الجوار.