إذا خر النظام تبينت الأغلبية.../ سيدي محمد ولد يونس

 

altرغم مضي أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء دابة الأرض أكل منسأة نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، إلا أن أغلبيته لا زالت تسبح بحمده وتلهج بذكره وترتجف رهبا من بطشه ورغبا في امتيازاته، حتى إذا خر تبينت تلك الأغلبية أن لو كانت تعلم الغيب ما لبثت في السير عبر الطريق المسدود.

لن يتردد أي من الموالين في القول: "لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير"، رغم أن الخير لديهم لا يمت بصلة لمعناه في الآية الكريمة، وإنما يقصدون به المعنى الوارد في الآية الأخرى: "وإنه لحب الخير لشديد".
لن يتفاجأ أحد بسرعة انقشاع الأغلبية؛ الداعمة لكافة الأنظمة السابقة والجاهزة لدعم اللاحقة، واختفائها في المغارات، كالفئران المذعورة، انتظارا لإنهاء ترتيبات رحيل نظام وقيام آخر.
ولن يصك أحد وجهه استغرابا لبقاء بعض تلك الأغلبية في دائرة الضوء متحاملا على النظام الذي عزره ونصره واتبع البرنامج الذي جاء به، مسندا ظهره إلى حزب معارض يراه ملاذا آمنا في ظل انهيار أسهم النفاق والتملق والارتزاق ببورصة الحكم، إلى حين تعافيها وعودة السهم الأخضر إلى الواجهة، وحينها سيتنكر للحزب الذي احتضنه في لحظة فزع على المصالح الذاتية الضيقة.
ولن يصاب أحد بالذهول وهو يتابع إرهاصات تشكيل حزب سياسي جديد يتم تقديمه على أنه الحزب الحاكم، حتى وهو في طور التشكل.
ولن يتساءل أحد عن مصدر تمويل الحزب الوليد، الذي سنجده فجأة وقد افتتح مقرات فخمة في كل مدينة، بل وفي كل حي في مختلف أرجاء الوطن، بذات الوجوه، وفي نفس الأماكن مع تغيير في الواجهة.
كما أن أحدا لن يطرح علامة استفهام حول سرعة تنظيم الحزب الناشئ لحملات كبيرة بعناوين مختلفة وتمويل ضخم وتعبئة شاملة.
وبالطبع لن تستفيد أحزاب المعارضة من الدروس القاسية في تعاطيها مع فلول الأنظمة السابقة ولدغها في الجحر أكثر من مرة، فتلك أحزاب تكتفي بغنيمة الأصوات الانتخابية دونما مراعاة لإياب الهزات الارتدادية التي يخلفها زلزال انسحاب المنضمين الجدد وعودتهم لحظيرة الولاء بعد أن تسلحوا بألقاب انتخابية لم يكونوا مدركيها؛ ولو بشق الأنفس..
إنه المربع الذي ما إن نبرحه حتى نعود إليه... فإلى متى؟.
 

7. نوفمبر 2012 - 10:08

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا