إن من ضحايا تهميش العشرية إعلاميين وكتابا صادقين حرروا حاشية لـ"متن" عشرية حملت كل أصناف الفساد والغبن والتهميش، وقد نبذوا كغيرهم من علية المثقفين والأطر ذوي الأيادي البيضاء والسير الناصعة، وأصحاب الوجاهة السياسية والمبادئ السامية بسبب التزامهم.
ولكن هؤلاء الكتاب والإعلاميين - وليسوا قلة - صمدوا بنبل محتوى الحاشية التي أودعوها، بأحرف من إبريز الصدق والشجاعة، كل معاني رفض الخنوع ومؤازرة الضياع.
لا شك أن الخطوات المتأنية لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، والتي طبعت التعامل الهادئ مع المعطى السياسي المضطرب، ومجريات الأمور في كل أحوالها وتقلباتها المزاجية، ونقص النضج لدى الزعامات التي تعمر الحقل، وعلى الرغم من تسارع نبض هذه التقلبات وحمولاتها المتباينة في الضعف والقوة والارتباك وضبابية الرؤية، وكذلك تكشف عديد أوجهها المغطاة برداء التجازوات، تشكل إعادة اعتبار لهذا المعطى السياسي نظريا وعمليا بعدما أوشك حقله على الإفلاس المدبر؛
خطوات لا شك أنها تحسب أيضا على ما جد هو الآخر من التماهي، بإدراك متقدم، مع أدبيات السياسة التي لا تنبني على العداوة الممزقة وإنما على التقارب البناء الذي يحترم:
- هوامش الاختلاف في وجهة النظر،
- وتباين الرؤى في المعالجة الواقعية وفي المنهجية المتبعة
وإذ تهدف جميعها، بخواتيم القصد المعلن، إلى تقديم الأحسن للوطن في بنائه والمواطن في توعيته واستقلاليته وحريته التي لا يقيدها سوى وجوب احترام ثوابت الوطن والالتزام بحدود المعتقد.
ولا شك أن هذه الخطوة، التي ظهرت علامات نجاحها جلية من خلال ما تحقق من إعادة ترتيب الأوراق المبعثرة وإطفاء فتيل الاحتقان بهدوء غير مسبوق وتوجه صادق إلى إحراز التقارب برسم الدخول في الحوار الإيجابي البناء مع كل الفرقاء، هي التي لا شك ستنسحب حتما على غير السياسية من أجل إصلاح الأضرار المعنوية والمادية التي لحقت، في الإدارة والإعلام وغيرهما من القطاعات العمومية والخصوصية، بالملتزمين بمبادئهم وآرائهم والمحافظين بكل قواهم على قيم:
- النزاهة العلمية والفكرية،
- وإملاءات المسطرة الأخلاقية المجتمعية،
- والتقيد بالمواثيق المهنية،
والعمل بمقتضى اشتراطاتها وإملاءاتها.