الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل / يحي ولد احمدو

alt

قام الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس منذ يومين بزيارة لانواكشوط في إطار جولته في المنطقة من أجل الدفع بمسار التسوية في الصحراء الغربية إلى الأمام، مؤكدا هو نفسه على ان الحل المنشود يجب ان يكفل لشعب الصحراء الغربية حقه في تقرير

 المصير -الجملة التي صادرتها التلفزة المغربية من تصريحه عند خروجه من لقاء مع ملك المغرب –

وقد كانت هذه الجولة موضع شد وجذب بين الهيئة الأممية والمغرب حيث رفض هذا الأخير مساعي روس في مايو الماضي معلنا انه سحب منه ثقته وانه لن يطأ ارض الصحراء التي يحتلها وانه لا مناص للهيئة الاممية من الإتيان بشخص آخر يتجاوب مع رغبات الدولة المغربية , وشنت الدعاية المغربية حملة شعواء على هذا الدبلوماسي الامريكي المحنك متهمة إياه بأنه منحاز لطرح الصحراويين , ولكن عندما طلبت منها الادلة على هذا الانحياز فاذا بها تقول : ان روس منحاز لانه قال ان بعثة الامم المتحدة يجب ان لا تكون محاطة بعشرين علم مغربي من الحجم الكبير وسطها علم واحد اممي صغير , وان سيارات البعثة يجب ان تحمل ترقيم اممي كما في كل انحاء العالم وليس ترقيم داخلي مغربي , ومنحاز لأنه أوضح بالادلة تجسس الدولة المغربية على كل مراسلات البعثة الاممية , و منحاز لانه اشار الى انه ليس من المقبول ان يمنع على المواطنين الصحراويين الدخول الى مباني الهيئة الاممية وكيف كانت في منتهى الجبن عندما ارغم البوليس المغربي موظفيها على عدم الخروج من مكاتبهم يوم تصفية مخيم اكديم ازيك الوحشية والايام التي بعده حتي يتفرغ هذا البوليس لقتل واعتقال المواطنين المسالمين ومحو آثار الجريمة ,و منحاز لانه فقط اراد ان يتقدم في هذا الصراع الشائك الذي يريد المغرب ان تشرع له الامم المتحدة من خلاله السيطرة على الصحراء الغربية بعد ان عجز في الميدان امام ضربات اسود جيش التحرير الشعبي الصحراوي البطل عن ذلك , ومن الطبيعي ان هذه أدلة تدين المغرب الذي يفرض حصارا اعلاميا وسياسيا على المناطق التي يحتلها من الصحراء الغربية وهو ايضا ما يتنافى مع دعاياته التي يقول فيها انه بلد ديمقراطي ومع ذلك يقدم الناشطين السياسيين الي المحاكم العسكرية التي من المفروض انها انتهت مع الديكتاتوريات في العالم , هذه الدعايات الفاشلة للأسف يبدو ان البعض بدا يبتلعها هنا في انواكشوط ربما باستعمال بعض المسهلات , ولكن لكل المثقفين الموريتانيين الشرفاء ولكل الشعب الموريتاني الشريف الذي لا يمكن ابدا ان يكون في خندق آخر غير خندق الشعب الصحراوي ازف لنا جميعا هذه البشرى :

ان فرض بقاء روس كمبعوث اممي على النظام المغربي هو برهان ساطع على ان العالم لايمكنه اليوم ان يسير ضد روح ومنهج الربيع العربي وتقرير المصير مبدء مقدس في كل المواثيق الدولية , وان فرض بقاء روس كمبعوث اممي لهو دليل ان دماء وعرق الصحراويين في المناطق المحتلة وتضحياتهم لايمكن ان تدهب هباء .

إن هذه الزيارة التاريخية التي قام بها المبعوث الاممي الى العيون المحتلة حيث تجول فيها ثلاثة ايام ولا حظ بام عينه كيف يستميت المناضلون هناك من اجل القيام بالمظاهرات وحمل شعارات الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وكيف لا يبالون بما سيتعرضون له من انتهاك بعد ذهابه كما صرح هو شخصيا بعد ذلك انه تألم لما تعرضوا له بسببه , وانه اتصل شخصيا على السيدة آمنة حيدار للاطمئنان على صحتها , كما قصد ان يتوجه من العيون الى اتفاريتي المحررة ليستقبل هناك من طرف السلطات المدنية والعسكرية للدولة الصحراوية ويزور البنى التحتية التى أنجزت هناك في اطار برنامج اعمار الأراضي المحررة ويلاحظ جاهزية القوات العسكرية التي قدمت له وحدة منها تحية الشرف في مطار اتفاريتي ليؤكد الصحراويون له وللعالم اجمع ان الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل .

8. نوفمبر 2012 - 11:05

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا