إلي متي سنقضي علي أرضة آكلي المال العام؟ / السيد ولد صمب أنجاي

في العشرية الماضية حيث ،  مابين غمضة عين وانتباهتها يتغير حال الإنسان البائس الفقير إلي حال ميسرة وثراء بسبب الحصول علي الملايير من أموال الشعب بطريقة غير شرعية  ويتحول فيه الشخص الفقير في لمح البصر الي واحد من أكبر اثرياء العالم ؛ وتخلق فيه رجالات المال وصناعتهم الميكانيكية لا تتطلب غير برهة زمنية وجيزة ؛ رجالات أعمال مصطنعين حسب أمزجة السلطة الحاكمة ؛ إنها مأساة القرن الواحد والعشرين التي ضربت افريقيا القارة العجوز المثخنة بالانقلابات ونهب الثروات التي تكاد ينفطر من هولها السماوات والأرض وحيث يستغل حكامها براءة شعوبهم ؛ كي يمارسوا نزعتهم التغولية في تجويعهم  ؛ ألا يظن سارقي المال العام أن جمع المال اللاشرعي ؛ واللهوث وراء الثراء وتفقير الشعوب لم يعد الحال ليهدأ له حيث ياجوج ومأجوج الفقراء سيحيق بأكلة المال العام وعويلهم سيزداد وتضرعهم إلي خالق الأكوان ورازق الطير في الهواء ؛  تغدو خماصا وتعود في المساء بطانا سيحاسبهم  على أفعالهم الدنيئة ؛ ظن هؤلاء أكلة المال العام أن لعنة الجوع ووخزه  لبطون الجياع ؛  وأناة المرضي وما يعانونه من آلام سينساها الزمن أو ستكون حائلا دون محاكمة عصابات التهريب وسارقي المال العام .

ماهذا الفجور والانهماك الفاحش في تحصيل المال في الوقت الذي سيرحلون عنه عاجلا أم آجلا ؟ ماهذا الاحتقار لشعب صبر دهورا وطال عليه الأمد لتغيير حاله في الوقت الذي تحاول فيه مافيا الفساد  فيه كنس كل ثرواته السمكية والمنجمية والأخلاقية؛  وفي الوقت الذي لاشيء يلوح في الأفق لتخليصه وتملصه من أرضة أتت علي الأخضر واليابس ؛ إنهم أشباه أرضة الأرض ؛ إلي متي سنقطع دابر ناهشي المال العام حفدة يأجوج ومأجوج؛ وأساطنة تجويع وترويع الشعب جوعا وتجهيلا وتفقيرا  ؟ و هل من مغيث ؟ .  فيا أرض ابلعي يأجوج ومأجوج ؛ آكلي المال العام  كي يتسني للموريتانيين العيش الكريم ؛  وياسماء علقي بحبل من مسد أعناقهم بين السماء والارض حتي يساموا سوء ما اقترفته أياديهم المخضبة بدماء وأموال  الشعب ؛ إنهم ربنا إن تتركهم يعيشون بيننا ؛ فإنهم سيعيثون فسادا  علي فساد في الأرض ولن يلدوا إلا فاسدا متمرسا في الأرض ؛ فلا تترك منهم ديارا علي الأرض؛ لقد تجبروا وتطيروا فلجأوا للسحرة والمنجمين كي لا يتنصلوا من السلطة ؛ ولعبوا على أوتار المأمورية الثالثة كي يزدادوا ظلما لشعوبهم البريئة فانتفخت أوداجهم لما طالب برلمانيو العار المأمورية الثالثة زاعمين أن الشعب وقواته المسلحة وقوات أمنه البواسل سيجارونهم فيما لجأوا إليه محاولين امتطاء مواصلة الإصلاح الموهوم والمحافظة علي المكتسبات المغلوطة والواهمة ؛ سحق الكل وولوا الدبر ؛  لما اعترض الشعب ورجاله البواسل وردهم في نحورهم برفضهم لمسعاهم ؛ اللهم عليك بهم إنهم أنهكوا عبادك وصفدوهم بأغلال المديونية  الشرهة ؛ اللهم لاتحقق لهم غاية ولا ترفع لهم راية واودعهم السجن في دار الجحيم لا النعيم .

25. ديسمبر 2019 - 17:08

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا