كلمة الاصلاح كان من حق هذا الشعب المسكين عليها أن تساهم في كتابة أي شيء عن عودة الرئيس السابق و محاولته الرجوع إلى مملكته قبل أن ينسى رجالها و نساؤها فنون الولاء و نوع الولاء الاخر الذي لا ينبغي تسميته , و كذلك كان على كلمة الاصلاح أن تكتب شيئا أخر عن مؤتمره الصحفي الذي كانت ساعاته الطوال أشد على أفئدة المواطنين الذين لم يستعملوا تقية أنواع الولاء من السنين العشر العجاف التي أكلتها عشرات القرارات المرتجلة داخل تلك السنين العشر و زيادة .
فكلمة الاصلاح كانت في الأونة الأخيرة مشتعلة بالكتابة عن الوزراء طالبة منهم بإسم الشعب أن يعيدوا موريتانيا كدولة.
وبما أن ثورة وزير الصحة على جميع أنواع الفساد في الصحة هي التي أشارت على الشعب بهذا الطلب وهو إرجاع موريتانيا في الدنيا كدولة فإن نشيد الشعب على وزير الصحة (نذير لا تولي) هو الذي جعل كلمة الاصلاح تكتب حلقاتها للوزراء لتذكرهم بأن الشعب يعرف كيف يقول الأناشيد و يعرف كيف يلحنها فهو ينتظر فقط من كل وزير أن يقوم ثورة اصلاح وكل وزارة تحتاج إلى ثورة اصلاح ويقف خلف ثورته حتى يعرف الشعب اسمه فيقول له (_فلان_لا تولي) ولاتهن و أنت الأعلى إن فعلت.
و حلقات كلمة لاصلاح اوقفت الكتابة في الوزارات عند وزارة التجارة و شؤون الاجتماعية إلى أخره بعد أن كتبت حلقات في الوزارات السيادة ووزارة السيادة الأخرى وهي وزارة الشؤون الإسلامية و عندما وصلت إلى وزارة التموين كتبت في وزارة الصيد المكلفة بتموين الخارج ولو كان بعيدا و ترك موريتانيا على شاطئ البحر تشتري سمكها بثلاثة ألاف أوقية للكيل و يكون هذا السمك من أردأ السمك.
وعلى كل حال فكلمة الاصلاح أوقفت حلقاتها حتى تدرك أثار التعليق على المؤتمر الصحفي لزعيم ، لأنها هي أي كلمة الاصلاح من أكثر جهة افرغت مدادها في تلك الايام الخالية في العشر السنين الماضية الفانية ولاسيما في الحدث الأكبر الذي أحدثه الرئيس و وقف بكل قواه دون التطهر منه.
فبالرغم من كثرة الاقلام التي صبت عليها ماءها المدادي الطاهر و حاولت غسله من كل جهة إلا أنه كان قد لبس جلد الميتة الذي لا يطهر إلا بالدبغ و الدبغ لابد له من آلات تزيل ما على الجلد و على رأسها الرماد .
و أكثر رجال موريتانيا و نساءها دائما لا يبقى داخل رمادهم أي بقايا صالحة للاشتعال من شدة الولاء النفعي.
و هذا الحدث الأكبر هو قتل الدستور لا بتعديله بل بخنقه بالمادة 38 حتى الموت ولو لم تكن هذه المادة داخلة في أي باب يتكلم عن تعديل الدستور .
و بهذا القتل غير الشرعي ذهب ريح رجال في الشيوخ كان لهم دور هام في احقاق الحق في قوانين هذه الدولة.
و كان القصد أصلا بتشريعهم هي ثنائية السلطة التشريعية مثل ثنائية أو ثلاثية السلطة القضائية و وكيل الدولة لا يملك على المتهم إلا الاتهام دون التحقيق و قاضي التحقيق لا يملك على المتهم إلا التحقيق دون الحكم و هكذا تعدد السلطات الذي قررت عقول العالم أن هذا الاجراء أكثر عدالة.
إلا أننا مع الأسف بعد الحكم المدني الأول أصبح أكثر رجالنا و نساءنا جنود تحت إمرة ضابط و الطاعة العمياء زائدة الأناشيد و التصفيق و انتظار التعويض هي الطريق الاقوم عند شعبنا .
فقام ضابط العشرية فمزقنا كل ممزق فقضى على الاحياء وهم الشيوخ و قضى على الحياة المعنوية المعبرة عن عقيدتنا و مصيرنا و سماع كلماتها محي لأفئدتنا ، و قضى كذلك على علمنا الذي كان يحمل ثلاثة أشياء ممجدة كلها في الاسلام أولا اللون الأخضر وهو لباس أهل الجنة في قوله تعالى {يلبسون ثياب خضرا} وقوله تعالى {عاليهم ثياب سندس خضر} ثانيا النجم فقد أقسم بها المولى عز و جل على استقامة وصدق ما جاء به الرسول صل الله عليه و سلم في قوله تعالى {و النجم إذا هوى ما ضل صاحبكم و ما غوى } إلى أخر الاية.
ثالثا: الهلال الذي جعلته الشريعة الاسلامية هو تاريخها الوحيد لعبادتها و تشريعها {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} , فتاريخ العدد بالأهلة .
فجاء ضابط العشر السنين ليضيف خطوطا حمراء يحيطون بكل هذه المميزات الاسلامية المناسبة لاسمنا الاسلامي الجمهورية الاسلامية الموريتانية ليحيلنا بالخطوط الحمراء إلى مميزات الدول الشيوعية مثل الخمير الحمر إلى أخره.
ومن هنا أقول للسادة الشيوخ من جهة أنه لا حجة أضعف من لاعتماد على المادة 38 في تعديل الدستور فأي قضاء قدمت له شكاية من هذا الاجراء و كان القضاة متجردين إلا من التفكير في احقاق الحق فسيدركون بديهية أن المادة 38 لا صلة لها باستشارة الشعب في تعديل الدستور بل هي كتبت للأحداث الاخرى المفاجئة التي لابد أن يستشار الشعب في التعامل معها فالمشرع في الدستور حصر تعديل الدستور في الباب الثاني عشر خاصة فلو كانت تبيح التعديل لأخرها إلى بابها فباب التعديل يفصل قضايا تعديل الدستور و المادة 38 لا تشير من قريب ولا من بعيد للغرفتين التشريعيتين في تعديل الدستور فعلى السادة الشيوخ أن لا يتنازلوا قيد نملة حتى يبطلوا ذلك الاستفتاء و جميع ما ترتب عليه.
و على السيد الرئيس الجديد أن يفهم بأن الاربعين سنة الماضية التي أمضاها قرينا مخلصا للرئيس السابق لا يستطيع لان أن يعيد شريطها للحياة ليحذف منه ما لا يرضاه و يثبت ما يرضى عنه بل ليس عنده إلا أن يستغفر و يتوب من فاسدها و يحمدلله على صالحها ، و نفس الشيء بالنسبة للأربعين القادمة فمن وصلها منكما فقد وصل إلى أرذل العمر الذي تعوذ منه الرسول صل الله عليه و سلم ومن رحل قبلها فسيجد أمامه قوله تعالى {و إن تدع مثقلة أي نفس إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ولا شيء أثقل حملا من البقاء على من تستطيع أنتم أن تزيلوا عن المسلمين ومن المضحك المبكي أمام الله و أمام الشعب أن الرئيس السابق يتحسر أمام الجميع أنه خرقت في معاملته القوانين وهو يعرف أنه لا توجد في موريتانيا مؤسسة تعمل فوق الارض الموريتانية إلا بإذن صادر من الجهة المعنية اما وزارة الداخلية بالنسبة للأحزاب و المؤسسات و الهيئات الخيرية
و كما أمر هو بإغلاق بعض المؤسسات و الهيئات الخيرية بأوامر منه فقط و تكون مبنية ليست لصالح الشعب و إنما لمزاجه هو الخاص.
فهل روعي في قطع العلاقات مع قطر أي مصلحة سواء داخل موريتانيا أو في قطر ، وهل قطع أي علاقة مع دولة تكثر فيها الجالية الموريتانية مثل دول الخليج و إفريقيا تكون لصالح الشعب .
فعليكم السيد الرئيس الجديد الان السابق في المستقبل أن تقضوا على الآثار المشينة التي خلفها سلفكم في الدنيا لتقضوا عليها و لتكن للاله ناصرا و أنكر المناكرا او تكن مع الحق الذي يرضاه عنك دائرا .
- فتبطل ذلك الاستفتاء وما ترتب عليه و تعيد فتح الهيئات الخيرية و التعليمية و تعيد المهجرين إلى أوطانهم و ذويهم و بعد ذلك تستمع إلى قول مؤمن آل فرعون 《و ياقوم إني أخاف عليكم يوم تنادي يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عاصم 》