مهرجان مقطع لحجار الثقافي / د.محمدو الناجي ولد محمد أحمد

مساهمة في تخليد الذكرى ال59 للاستقلال الوطني أقام اتحاد الأندية الثقافية المحجارية، ندوة تحت عنوان : مساهمة مقطع لحجار في مواجهة الاستعمار...
دعاني الاتحاد مشكورا إلى هذه التظاهرة مع كوكبة متميزة من أطر المقاطعة؛ وماتميز به ذلك اللقاء من تدخلات ثرية وطريفة، تناولت المواجهةمع الاستعمارفي المجالات المختلفة:
العسكرية  والثقافية والسياسية، أحيا لدي حلما طالما رافقني: هو إقامة مهرجان مقطع لحجار الثقافي؛ كما أن ذلك الشباب المتحمس الذي حضر الندوة من أعضاء  الاتحاد،والجو الثقافي الجميل، كأنه شكل بالنسبةلي، طاقة جاهزة أو على الأقل كامنة، لإقامة ذلك المشروع الحضاري الكبير،على قدر المقطع، بماعرف عنه من وجودمعروف للمحاظر وانتشار للتعليم  الحديث؛  كنت أتساءل ما معنى أن نتأخر في هذا المجال رغم ما نتوفرعليه من طاقات في  الميدان؟!
وفي أول تدخل لي في تلك الندوة، عبرت عن رغبتي تلك وكشفت عن حلمي الذي راودني زمانا؛ لم يعلق أي متدخل على الفكرة رغم اعتقادي الراسخ باستحسان المبدإ عند الحضور. 
وفي الأسابيع الماضية زرت مقطع لحجار، للمساهمةفي الانتساب إلى حزب اتحاد قوى التقدم استعدادا لمؤتمره الرابع،فوجئت مفاجأة سارة: أن شابا وطنيا مثقفا فنانا، هو شيخنا بن حندني بن آبه،قد تبنى الفكرة وقطع فيها شوطا لا يستهان به،فقدتصور شعار المهرجان الذي عبر عن مختلف المجالات الثقافية الأدبية والفنية والاجتماعية
(تأمل الصورة).
كما أن الشاب الفنان ،قد تحصل على ترخيص مكتمل من وزارة الثقافة. 
وإذا كنت قد أدعي (أقول قد، وهي هنا للتقليل، لا للتحقيق) ، أني سبقته للفكرة،فلا أجادل في أنه سبقني إلى الميدان، فأحرز قصب السبق، وحاز شرف ،الإقدام ،
وشرع في التنفيذ، وتجاوز  منطق التردد والإحجام،فله منا جزيل الشكر والتحية والسلام !
فما ذابقي؟ أن نضع أيدينا  في  يدي الشيخ ونشد عضده بما نملكه من مساندة أدبية ومعنوية واجتماعية.
وإذا كنت قد استعملت نون المشاركة فإنما أتوجه إلى المثقفين والمهتمين بإحياء التراث عامة،و وخاصةإلى المقطعيين بكافة أصنافهم:مثقفين،سياسيين،رجال أعمال، تجار، عمال،فلاحين،  شخصيات،وإ لى
 اتحاد النوادي الثقافية على الأخص.ولنا الحق في الثقة الكاملة، بأن أيا من هذه الجهات لن تخذلنا ،بل ستكون أحسن من الظن.
وإذا قدر لهذا المشروع أن يرى النور، فستكون له فوائد هامة: في الحقل الثقافي، عند أهل مقطع لحجار، ما يقولون عن أنفسهم وعن الآخرين، إذا ما أشرنا إلى الندوة الآنفة الذكر وما طرح فيها من مواضيع جادة وجديرة بالاهتمام،
و كذلك إلى ما هو معروف عن البلد فيما نحن بصدده . سيتم  تلاقح الأفكار ويجري التنافس الشريف بين القادمين من أرجاء الوطن، وسيقدم الكل أحسن ماعنده، وتنتشر الدعوة إلى القيم الكبرى ومعالي الأمور،وتبرز
العادات والتقاليد الحسنة، وتهمش السلوكيات الضارة ومن ببنها ما هو باسم الدين والدين منه براء...
أما في المجال الاقتصادي،
فستنتعش السوق، ويزدهر إيجار المنازل والسيارات وتتحسن البنية التحتية...
     وأما في الميدان السياسي فسيتعرف الوافدون عن كثب على نضال سكان المقاطعة العسكري والثقافي والسياسي والاقتصادي(السد العظيم مثلا) في مواجهة الاستعمار والاستعمار الجديد...
وليسمح القارئ أن أذكر بأن مفهومي للمقطع، لايقتصر على الفترة التي أصبح فيها مؤسسة اقتصادية مع بداية الخمسينات، أو مؤسسة إدارية مع بداية الستينات فحسب،بل كذلك يشمل  التجمعات التي كانت تعمر المنطقة،تحل وترتحل، تنتجع هنا وهناك، في تلك الرقعة التي تلامس ألاق  غربا، لعقيلات جنوبا، تقانت شرقا،  آدرار شمالا 
هذه عجالة أضعها أمام حسكم الرفيع، وتفهمكم الشامل.
لست خير من يكتب في المضمار، ولكن "كمن يعرض قرميده ليغري الآخرين بعرض جواهرهم"

 

31. ديسمبر 2019 - 15:30

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا