مؤتمر الإتحاد..دلالات ورسائل / محمد الحافظ ولد الديمان

خلال يومين وقبل يومين من نهاية العام 2019 الحافل بالإحداث السياسية نظم حزب الاتحاد من اجل الجمهورية مؤتمره الوطني أكبر هيئاته ليسدل الستار علي محطة مهمة من تاريخ الحزب و يعلن عن بداية أخري جديدة بقيادة جديدة ،فلأول مرة في الجمهورية تناوب سلمي علي السلطة بين رئيسين منتخبين وحزب حاكم يعبر دون أن يغير اسمه أو يتم تفريغه من محتواه ليحكم من جديد ويتصدر المشهد بقوة بل و يستقطب قوي سياسية جديدة تلك هي أولي ملامح النجاح 
في خاطرة سريعة سنستعرض تلك الملامح و الإيحاءات التي تؤكد أن حزب الاتحاد ربح جولة سياسية بامتياز وعلي مناضليه جميعا أن يباشرو العمل لكسب رهان التنمية و يتسابقو فرادي و جماعات لتجسيد برنامج #تعهداتي كحزب جامع  داعم لرئيس مجمع عليه ، فكسب نقاط سياسية إن لم تتبعها خطوات تغيير واقع المواطن الي الأحسن وتقديم خدمات نوعية له تلبي الطموح يبقي ناقص و غير ثابت.
-    نجاح في التنظيم 
لا شك انطبعت في أذهاننا جميعا الصور الواردة صبيحة الثامن والعشرين دجمبر من قصر المؤتمرات المرابطون طوابير حضرية وبإعداد كبيرة دلالة علي الاهتمام وقوة الاستقطاب و إلتفافا المؤتمرين حول مشروعهم الوطني في إشارة إلي هامشية الأحداث المتعلقة بالمرجعية التي يحب البعض تضخيمها . 
من الداخل كانت لجنتي التنظيم و الاستقبال علي مستوي الحدث مما مكن ولوج كل مؤتمر للقاعة و إلي المكان المخصص له  وكذالك حصوله علي الوثائق والنصوص ل الاطلاع و الأقتراح قبل بدء الورشات لإعتماد الصيغة النهائية لهذه المخرجات التي أشرفت علي اعدادها نُخبٌ وأطر وطنية في اللجان السياسية والقانونية تمثلت ثمارها في الخطاب السياسي و النظامين الداخلي و الأساسي والنظام المالي المعتمدة وطبعا من جوانب النجاح تنظيميا ذالك المتعلق بالضيافة فرغم التحدي هي الاخري كانت علي مستوي التطلعات دقة و وفرتا.  
-    حضور المؤتمرين و مشاركتهم 
بداية حفل إنطلاق أشغال المؤتمر و في هبة كبيرة من المؤتمرين احتجاجا علي اللغة الفرنسية حيث لم يبقي لها مكان حين تمت الترجمة بكل اللغات الوطنية في تجلي لروح النضال الثقافي و الحضور الغير قابل للتجاوز، فرض المؤتمرون رأيهم علي سير فعاليات المؤتمر حيث جاءت ردة الفعل سريعة بالأستجابة من اللجنة المسيرة و التراجع وهي دلالة علي حضور المؤتمرين و إقرارهم لكل مخرجات المؤتمر من نصوص و إجراءات عكس ما يروجه الخصوم من غياب التعددية الديمقراطية - والتي أقِرَّت في الخطاب السياسي – ف الأمر لا يعدو كونه آلية اختيار أو تعيين عبْرَ لجنة أقَرَّها المؤتمرون و أقَرُو اقتراحاتها في جلسة علنية وهو شأن داخلي، قد يقول قائل كان بالإمكان أحسن من ما كان ولكن استشعار اللحظة الحساسة والانفتاح علي قوي جديدة و الانسجام من اجل آلية سياسية واحدة جامعة لتجسيد تعهداتي يجعل ما كان من مخرجات المؤتمر أحسن ما قد يكون. ولو صدق ما أدعي بعض المشوشين  لكان الرفض سيد الموقف ولعُبِرَ عنه في الجلسات بل علي العكس انتظم المؤتمرون  بعد  جلسة الافتتاح في ورشاتٍ لمراجعة المخرجات و قدمت مئات المقتراحات و التصحيحات والتي أخذت بعين الأعتبار في الصيِّغِ النهائية. 
-    انتصارات تتجدد 
منذ تأسيسه قبل عقد من الزمن وهو يسجل انتصار بعد انتصار ولا شك أهمها دخوله هذه المرحلة الجديدة صحيح أن لاعبا كبيرا واحدا تراجع ولكن لاعبين كثر قدموا من مشارب متعددة سياسية ليشدو علي أيدي أخوة لهم في الاتحاد ،ليتأكد المعني أكثر ففي الأتحاد قوة ستجسد برنامج تعهداتي واقعا، فكما انتصر الحزب في كل ما مضي من استحقاقات ،أنتصر اليوم في إرساء مشروع جامع، أنتصر في استقطاب أحزاب وكتل و تيارات سياسية وازنة و اندماجها كلية في الاتحاد تجسيد لشعار مؤتمره الانفتاح و التآزر ،انتصر في وحدة صفه وتجاوز مطبات كانت لولا عناية الله قد تعصف به و تقوض كل بناء مضي ،انتصر الحزب للغة القرءان لغتنا الدستورية. 
-    تجسيد للعهد عندي معني
لم يكن لما سبق معني لو لم يكن للعهد معني لصاحب العهد فخامة رئيس الجمهورية محمد الشيخ غزواني حين افتتحت أعمال هذا المؤتمر يوم بعد إعلان ترشحه فاتح مارس2019 معلنا دعما و مساندتا مطلقة له وتبنيِ لمشروع تعهداتي جملة و تفصيلا حيث بدا الأتحاد حملة لفوز مرشحه في الاستحقاقات الرئاسية وهو ما حصل بفضل الله وتوفيقه واليوم إثر استئناف أشغال مؤتمره بعد 10 أشهر يتبني فخامته حزب الاتحاد كذراع سياسية للحكومة لتنفيذ برنامج تعهداتي ليزداد الاتحاد قوة بعد قوة ويوجه فخامته كل القوي الداعمة له ل الانخراط و الاندماج بين صفوفه  تجسيدا للعهد عندي معني وتجسيدا لمعني الاتحاد كأنجع آلية لتنفيذ تعهداتي 
-    آفاق أرحب 
باختتام أعمال المؤتمر و انتقاء قيادة جديدة للحزب تتميز بالكفاءة و الخبرة و العمق رئيسا ومكتب تنفيذي ومجلسا وطنيا ،يكون قد أسدل الستار علي مرحلة و استشرفت مرحلة جديدة في ظل تعهداتي تتجسد في مخرجات المؤتمر من خطاب سياسي محكم ومن نظام داخلي وأساسي يواكب المرحلة و ضروراتها ويجسد شعار المؤتمر الأنفتاح و التآزر، ليفتح الباب علي مصراعيه لأفاق أرحب نحو تنمية شاملة مستديمة يجب أن يري المواطن بعينيه و يلمس بيديه نتائجها و ترفع من شانه، مرحلة الوطن الذي يأوي إليه الجميع و يحتضن الجميع، حرية ومشاركة ومكاسب مشتركة و تنافسية شريفة وبناءة ،طابعه الدولة في خدمة المواطن أي مواطن .

 

2. يناير 2020 - 1:01

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا